الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سويسرا تكافح للحفاظ على علاماتها التجارية

سويسرا تكافح للحفاظ على علاماتها التجارية
26 يوليو 2009 23:12
«الساعات المقلدة للادعياء ولكن من يحبون الاصالة يشترون الساعات الاصلية».. إنه شعار ترفعه حملة تنظمها صناعة الساعات السويسرية لمحاربة الطلب المتنامي على منتجات مقلدة خلال فترة التراجع الاقتصادي. وتدرك سويسرا أن التقليد اصدق اشكال الاطراء ولكنها تريد الحفاظ على سمعتها بإنتاج سلع عالية الجودة من الساعات إلى الجبن من خلال وضع قواعد صارمة للمكون السويسري وتعقب المنتجات المقلدة بفعالية اكبر. وسيكون الدفاع عن ما هو «سويسري» مهمة شاقة خارج حدود البلاد كما أن الترويج لسلع باهظة الثمن استراتيجية خطيرة في ظل الكساد ولكن سويسرا تريد أن تكون مستعدة حين تحدث انتعاشة. وعند البحث عن عبارة «صنع في سويسرا» على شبكة الإنترنت تجد عشرات المواقع التي تعرض ساعات مقلدة بأسعار رخيصة مع تأكيدات بأن المنتجات المقلدة ومعظمها «صنع في الصين» يمكنها مضاهاة جودة المنتج المصنوع في سويسرا. وتفاخر شركة في شنتشن بالصين بأنها تعرض ساعات «رولكس» من طراز سانتوس بأسعار رخيصة وتؤكد على الجودة العالية وتقليد ادق التفاصيل وتباع الساعة بسعر 449 دولارا بدلا من 952 دولارا للساعة الاصلية. وتراجعت صادرات الساعات السويسرية بنسبة 25 في المئة في أول خمسة أشهر من العام إلى خمسة مليارات فرنك سويسري (4.6 مليار دولار) وانخفض عدد الساعات المباعة بواقع 2.5 مليون عن نفس الفترة من العام الماضي. ويقدر اتحاد صناعة الساعات في سويسرا أن اكثر من 40 مليون ساعة مقلدة تنتج كل عام وتدر ربحا حوالي مليار دولار. ويقول ايف باجمان رئيس الادارة القانونية في الاتحاد «يظل حب الناس للماركات قائما في خضم الازمة الاقتصادية ولكن لسوء الحظ إذا لم يتوفر المال يشترون منتجات مقلدة». ودفع تهديد السلع المقلدة الحكومة السويسرية للتحرك لحماية علامة «صنع في سويسرا» القيمة بوضع قواعد صارمة للمكونات والانتاج السويسري. واظهرت دراسة عالمية اجرتها شركة «مكان اريكسون للاعلانات» وجامعة سانت جالين في عام 2008 أن النظرة للمنتجات السويسرية أكثر إيجابية عن النظرة لمنتجات أي دولة اخرى. وقال فيليكس ادور نائب مدير عام المعهد الاتحادي السويسري للملكية الفكرية «الناس مستعدة لدفع سعر يزيد 20 في المئة لشراء منتجات استهلاكية سويسرية معينة بل ودفع نسبة أكبر على السلع الفاخرة.» وتابع «ولكن إذا دفعوا أكثر واصابتهم خيبة الأمل لأن المنتج ليس بالجودة العالية المتوقعة فإن ذلك يضر بسمعة سويسرا». ويقول يورجن هوسلر رئيس انتربراند للاستشارات الخاصة بالعلامات التجارية في وسط وشرق اوروبا إن انجازات مواطنين سويسريين بارزين مثل لاعب التنس الفذ روجيه فيدرر والمهندسين المعمارين بيتر تسومتر وجاك هرتسوج الحاصلين على جوائز ساعدت في دعم صورة سويسرا. وأضاف «يربط الناس سويسرا بالجودة والدقة». ومن بين الماركات السويسرية الكبرى في مؤشر بيزنيس ويك انتربراند لاهم مئة علامة تجارية قهوة نسكافيه وساعات رولكس وبنك (يو.بي.اس)، إلا أن ترتيب البنك تراجع بعدما مني بخسائر قياسية في العام الماضي وخضع لتحقيق في الولايات المتحدة بتهمة تهرب ضريبي. ولا تعتمد بعض أكبر الماركات مثل نستله على جذورها السويسرية ربما لانها توحي بسعر باهظ ولكن زاد عدد الشركات التي تركز على الهوية السويسرية إلى أكثر من خمسة آلاف في عام 2006 ارتفاعا من 1500 في عام 2000 . ويقول هوسلر «(صنع في سويسرا) من الموجودات القيمة للامة السويسرية وتساعد الصناعة السويسرية على المنافسة في انحاء العالم. يتزايد عدد العلامات التجارية التي تريد الارتباط بصورة سويسرا مقارنة بما كان عليه الأمر قبل عشرة اعوام». وللدفاع عن العلامات التجارية تعتزم الحكومة السويسرية إصدار تشريع ينص على ألا تقل الحصة السويسرية من تكلفة الانتاج عن 60 في المئة حتى يكون المنتج «سويسريا». واقترحت صناعة الساعات السويسرية شرطا أكثر صرامة وتطالب الا تقل الحصة السويسرية من اجمالي تكلفة الانتاج عن 80 في المئة ارتفاعا من 50 في المئة حاليا والتي ينظر اليها على انها تنم عن درجة كبيرة من التساهل تسمح بانتاج نسبة كبيرة في الخارج. وينص التشريع الجديد على أن تكون 80 في المئة على الاقل من المواد الخام المستخدمة في المنتجات الغذائية سويسرية. وأن يجرى تحمل معظم تكلفة التصنيع داخل البلاد. أي أن الجبن السويسري لن ينتج في سويسرا فحسب، بل سيعتمد إلى حد كبير على الحليب السويسري. وتستعد صناعة اللحوم المجففة لمواجهة صعبة لأن معالجة اللحوم في سويسرا لم يعد كافيا بل ينبغي استخدام لحوم سويسرية وليست ارجنتينية. وليس هناك ما يدعو مصنعي الشيكولاتة مثل لينت للقلق إذ أن التشريع يسمح باستثناءات لمنتجات مثل الكاكاو الذي لا ينتج محليا وللمواد الخام غير المتاحة مؤقتا بسبب ضعف المحصول على سبيل المثال.
المصدر: زوريخ
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©