السنيورة يدعو إلى الابتعاد عن التوتر ويرفض تحديد موعد لإعلان الحكومة

لم تبرز اي معطيات سياسية حاسمة توحي بإمكانية تحديد وقت لاعلان رئيس الوزراء المكلف فؤاد السنيورة تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، حيث راوحت الاتصالات واللقاءات مكانها، بسبب كثرة طالبي الحقائب السيادية والخدماتية· ونقل عن مصادر السنيورة انه سيأخذ وقته ولن يغامر في إنجاز تشكيلة لا يرضى عنها شخصياً والآخرون، وان كانت محكومة بتركيبة (16-11-3) التي اتفق عليها في الدوحة· وأعلن السنيورة في كلمة ألقاها امس ان عملية تأليف الحكومة تسير بشكل طبيعي وانه يبذل كل جهد ممكن من اجل التقدم وهناك تقدم، مذكراً بأنه لم يلتزم بأي موعد لاعلانها، لكنه اشار الى انه يتعاون بشكل كامل مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان في هذا الشأن· وتمنى التوصل الى حكومة وحدة وطنية متآلفة ترضي الجميع لتتمكن من تحقيق الانجازات التي يطمح اليها اللبنانيون، داعياً الى الابتعاد عن التوتر والتأكيد على العيش المشترك والعـــــمل على دمل الجراح· وعزت مصادر في المعارضة التأخير الحاصل في تشكيل الحكومة بوجود مطالب مضخمة من قبل الطرفين، وانه ليست هناك مرجعية سياسية قادرة على حسم الأمور· واعترفت المعارضة بان هناك تبايناً في وجهات النظر داخل المعارضة نفسها حيث إن هناك تنافساً حول بعض الحقائب، خصوصاً وان الجنرال ميشال عون يطالب بوزارة الصحة التي يرفض رئيس البرلمان نبيه بري التنازل عنها· وأعلن النائب انطوان زهرا ان زعيم ''القوات اللبنانية'' سمير جعجع مرشح جدي لتولي حقيبة وزارية في الحكومة المقبلة· وأشار الى ان مطالبة كتلة عون بخمس حقائب مستحيلة· فيما قال النائب عمار حوري إن كتلة ''تيار المستقبل'' لم تحسم اسماء مرشحيها للحقائب الوزارية، وأن الاسماء في عهدة النائب سعد الحريري، ودعا الى ترك الامور تأخذ وقتها بسرعة دون تسرع لانضاج تشكيلة حكومية تستطيع تنفيذ اتفاق الدوحة كاملاً· وجالت القائمة بأعمال السفارة الأميركية في لبنان ميشال سيسون امس على جعجع والرئيس اللبناني الاسبق امين الجميل الذي طالب بالاسراع في تشكيل الحكومة الجديدة ودعا الى الجلوس حول طاولة الحوار للبحث في صيغة النظام اللبناني، وأوضح ان حزب ''الكتائب'' لم يرشحه ليكون وزيراً في الحكومة الجديدة وانما طرح اسمه في الاعلام· فيما امل جعجع ان تعبر الحكومة الجديدة عن التوازن وكشف أن الجانب الاميركي وعد بمساعدة لبنان على مختلف الصعد،· من جهة ثانية، عقد اجتماع أمس بين قياديين من حركة ''أمل'' التي يرأسها بري والحزب ''التقدمي الاشتراكي'' الذي يترأسه النائب وليد جنبلاط حيث تم التأكيد على الحاجة الى التواصل وتقديم منطق الحوار في العلاقات الداخلية بين جميع القوى السياسية والاحتكام الى الدولة ومؤسساتها والابتعاد عن منطق التفرقة بما يساهم في استعادة العلاقات الطبيعية بين اللبنانيين· واكد المجتمعون على الالتزام باتفاق الدوحة وبروحية الوفاق التي قادت إليه وتنفيذ جميع مضامينه وفي مقدمتها الإسراع في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية·