الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صداقة تاريخية على ظهر سفن الماء والصحراء

صداقة تاريخية على ظهر سفن الماء والصحراء
26 ابريل 2017 19:26
كثيرة هي المراجع الصينية والعربية عبر التاريخ التي تؤكد قِدم العلاقات العربية – الصينية وعراقتها. يذكر المؤرخ العربي عبد الرحمن بن الجوزي في كتابه: «المنتظم في تاريخ الملوك والأمم»، أن تُبّع بن زيد بن عمرو بن تُبّع، غزا الصين واكتسح ما فيها. وتحدّث كذلك عن لقاء جرى بين حسان وسمرا، ابني تُبّع في الصين، ما يشير إلى أن التواصل العربي – الصيني يعود إلى ما قبل ظهور الدعوة الإسلامية. ويشاطره هذا الرأي من الجانب الصيني المؤرخ والباحث عبد الرحمن ناتشونغ الذي يقول بالحرف الواحد «إن علاقات الصين بالعرب سابقة على ظهور الإسلام، وإن الإمبراطور هانوو دي (140 – 88 ق. م.) من أسرة هان الملكية (206 ق. م. – 220م) بعث في العام 139 ق. م. سفيراً له إلى الممالك الوسطى يدعى تشانغ تشيان لإقامة روابط ودية معها، وزار في سفرته تلك 36 مملكة صغيرة في المنطقة شملت بلاد العرب والفرس». ويذكر المسعودي المعروف بـ«هيرودوتس العرب» في كتابه «مروج الذهب ومعادن الجوهر»، أن سفن الصين كانت تصل قبل الإسلام إلى مدينة الحِيرة على نهر الفرات في العراق، ما يدلّ على قيام علاقات تجارية وثيقة ومتبادلة بين هذين العالمين البعيدين جغرافياً في ذيّاك الزمان. ويردف المسعودي في جانب آخر من مصنّفه الكبير، أن قائد الثوار الصيني هوانغ تساو، عندما دخل مدينة كانتون سنة 879م استباحها، فبلغ عدد الضحايا من المسلمين والنصارى واليهود والمجوس مائتي ألف ضحية؛ ما يؤشر ذلك إلى العدد الكبير للتجار العرب في الصين زمن حكم سلالة تانغ (615 – 709م). وميزة المسعودي، هذا العبقري العربي المتوفى سنة 956م، أنه من أوائل المؤرخين والجغرافيين في التاريخ البشري الذين قدموا أطاريح تاريخية وأنتروبولوجية علمية ومعمّقة عن الشعوب وعاداتها وتقاليدها والمهارات التي تتصف بها. من جانب آخر، يذكر لي تشين تشونغ، وهو أكاديمي في جامعة اللغات والثقافة في بكين، أن الإسلام دخل الصين في سنة 661 ميلادية، مستشهداً في الكتاب القديم لعهد أسرة تانغ، والذي جاء في جزئه الرابع ما ملخصه، أنه في اليوم الخامس والعشرين من الشهر الثامن في السنة الثانية من عهد الإمبراطور قاو زونغ (650 – 486م)، بدأت دولة داشي بإرسال سفير لها لتقديم الهدايا إلى جلالته. وهو يوم يقابل اليوم الثاني من شهر محرم سنة 31 هجرية وسنة 661 ميلادية، أي في عهد الخليفة عثمان بن عفان. كان اسم بلاد العرب في الكتب الصينية لعهد سلالة هان (206 قبل الميلاد – سنة 220 ميلادية) تياو شي، وصار داشي في عهد سلالة تانغ (616 – 709م). وهذا أول تسجيل رسمي صيني للاتصالات الصينية – العربية/ الإسلامية على مستوى السفراء. وهكذا اعتبر الدارسون والمختصون بالتاريخ العربي – الصيني، أنه في عهد سلالة تانغ، انتشر الإسلام في الصين بصورة سريعة، خصوصاً في زمن يوان الحاكم المغولي الشهير (1271 – 8631م). والمسلمون في الصين اليوم قسمان، كما يصنّف الأكاديمي الصيني لي تشين تشونغ: القسم الأول والأكبر يتكلم اللغة الصينية، وهم المقيمون في المقاطعات الداخلية والسواحل الشرقية الجنوبية من البلاد على شكل مجمعّات صغيرة أو أحياء بذاتها، يحيط بها مواطنون صينيون من أديان أخرى. والقسم الثاني يتكلم اللغة التركمانية بلهجاتها المتعددة، وهم يتشكّلون من أقليات وإتنيات مختلفة، ويقيمون على الأراضي الصينية الشاسعة في شمال غربي الصين، ويعتبرهم المؤرخون من السكان الأصليين للصين. على ظهر الجمل والسفينة ثمة مثل صيني قديم يقول: «الإسلام دخل الصين على ظهر الجمل والسفينة»، ما يعني أن التجارة كانت الجسر الذي أمنّ دخول تعاليم الدين الحنيف إلى ديار كونفوشيوس. وكان التجار العرب هم روّاد هذه المهمة الثقافية المقدسة، والتي تمّت بعفوية تامة، نتيجة الخُلُق الرفيع الذي تميزوا به، وكذلك الصدق والنزاهة والثقة التي تحلّوا بها في التعامل مع الجانب الصيني، تجارياً وإنسانياً، فكسبوه وأدهشوه في الصميم، ونتيجة لذلك تساءل الصينيون عن سر هؤلاء العرب والمسلمين، فوجدوه في معتقدهم الديني، وعلى هذا الأساس قرّر بعض الصينيين الانخراط في صفوف الإسلام والإسهام في نشر عقيدته في بلاده التي تشكل سدس سكان العالم. وبخصوص طرق التجارة، يتحدث الصيني لي تشين تشونغ عن طريقين للتجارة بين الصين وبلاد العرب: طريق برية شمالية تبدأ شرقاً من مدينة تشانغ آن، عاصمة الصين آنذاك، وتنتهي غرباً عند مدينة بغداد عاصمة الخلافة العباسية. وطريق بحرية جنوبية، تبدأ من موانئ مسقط وصحار وصلالة وسيراف والبصرة عند الخليج العربي غرباً، وتنتهي عند موانئ كانتون وتشوانغ تشو على سواحل الصين شرقاً. وصادرات الصين إلى بلاد العرب، كانت في معظمها من الحرير والشاي والذهب والفضة والمنسوجات القطنية والأواني والتحف واليشم، وهو نوع من الأحجار الكريمة الصينية المعروفة بلونها الأخضر.. والواردات إلى الصين من بلاد العرب تمثلت غالباً في العطور والبخور والتمور والحديد الصلب والعاج والعقاقير والفواكه المجففة والمكسرات.. لذلك سميت الطريق التجارية بطريق الحرير أو طريق العطور أيضاً. وكان لكل من الطريقين التجاريين خصوصيته التي يتميّز بها، حيث يرى البعض أن الطريق البحرية، كانت الصلات فيها تجارية – ثقافية في الدرجة الأولى؛ ويستقر معظم الأشخاص القادمين عبرها في مدينة خوانجو، حيث يطمئنون فيها على تجارتهم ويثقون بعدل ملكها. ومن هناك يتصلون بالمدن الصينية الأخرى، بما فيها العاصمة بكين. وقد وصل بعض كبار التجار إلى الإمبراطور الصيني نفسه الذي قبل هداياهم وأوصى بهم خيراً. وكان إمبراطور الصين يهتم بالخيول العربية وطرق رياضاتها وطبيعة رشاقتها. أما الطريق البرية الشمالية، فقد غلبت عليها الغزوات العسكرية والحواجز التجارية شبه الجمركية التي تنشأ عن مصالح القوى النافذة على الأرض وما يضطر إليه الناس، في المقابل، لكسر تلك الحواجز التي كانت تعترض طريقهم للوصول إلى مناطق صينية أخرى كانوا ينشدونها. وفي الإطار الثقافي، تتحدث بعض المصادر التاريخية العربية عن تاجر عربي متنوّر يدعى سليمان، كتب عن تلك الرحلات التجارية، ويرجّح أنه سليمان بن ساوى الذي دعم إرساله إلى الصين سعيد بن عمر الحرشي، والي خراسان في العام 103 هجرية (في عهد يزيد بن عبد الملك)، وتكررت زياراته عبر البحر من سيراف في العراق لدواعي معرفية وثقافية، كتب سليمان يقول في الصينيين: «إنهم يُعدّون ملوك الدنيا المعدودين أربعة.. أولهم «ملك العرب»، وهو عندهم إجماع لا اختلاف بينهم فيه. إنه ملك أعظم الملوك، وأكثرهم مالاً وأبهاهم جمالاً، وأنه ملك الدين الكبير الذي ليس فوقه شيء. وبعد ملك العرب، يأتي ملك الصين، ثم ملك الروم، ثم ملك بلهرا، ملك المخرمي الآذان (يقصد الهنود)». وثمة متنورون عرب عديدون زاروا الصين في ذلك الزمن الغابر، وسجلوا مشاهداتهم وانطباعاتهم، لكن ما كتبوه لم ينشروه في كتب خاصة بهم، بل هو مبثوث في كتب متفرقة من كتب التاريخ العربية المعروفة. ومن هؤلاء من ذكرهم ياقوت الحموي (574 – 626 هجرية) في «معجم اللبلدان» مثل: إبراهيم بن إسحق الصيني الكوفي، وأبو الحسن سعيد الخير بن سعد الأنصاري، وأبو عبيدة عبدالله القاسم العماني، الذي كان أول من سافر إلى كانتون (فواتغتنو حالياً) في العام 750م ولُقّب بالسندباد. وكانتون هي مركز التجار العرب ومركز التبادل الحيوي بينهم وبين أهل الصين؛ بالإضافة، طبعاً، إلى مدن صينية أخرى، كان التجار العرب والمسلمون يختارون التجمع في أحياء بعينها فيها، محققين بذلك امتزاج الثقافة العربية بالثقافة الصينية. وكان لهم في تلك المدن نظامهم الإداري الخصوصي بمعرفة من الحكومة الصينية التي كانت تختار من بينهم الرجل الصالح لتعيينه رئيساً عليهم، يتولى شؤون الرقابة والقضاء والأمن داخل الحي، ويساعد الحكومة على جني الضرائب من التجار، والتي كانت تشكل إيراداً كبيراً لخزينة عموم الصين. وكان التجار العرب في الصين يتحدثون اللغة العربية في بيوتهم، وفي أثناء أدائهم الفرائض الدينية، ويتحدثون اللغة الصينية في الأسواق وفي المناسبات الرسمية؛ وأولادهم يدرسون اللغة العربية في البيت، ويدرسون اللغة الصينية وعلومها في المدرسة؛ وأصبحوا هم الأوائل من بين المسلمين الصينيين الذين مزجوا بين الثقافة العربية – الإسلامية والثقافة الصينية التقليدية من دون وعي منهم. وتوسّعت هذه الظاهرة توسّعاُ كبيراً بعد غزو المغول للعالم وتربّعهم على عرش الصين. طريق التبادل الثقافي زار الرحالة العربي الكبير ابن بطوطة الصين في أواخر أسرة يوان المغولية في العام 1342م وسجل انطباعات، منها أن «أهل الصين أهل رفاهية وسعة عيش، إلا أنهم لا يحتفلون في مطعم ولا في ملبس».. «وجميع أهل الصين إنما يحتفلون في أواني الذهب والفضة. ولكل واحد منهم عكاز يعتمد عليه في المشي، ويقولون هي الرجل الثالثة. والحرير عندهم كثير جداً، لأن الدود تتعلق بالثمار وتأكل منها، فلا تحتاج إلى كثير مؤونة ولذلك كثير، وهو لباس الفقراء والمساكين، ولولا التجار لما كانت له قيمة». ويذكر ابن بطوطة أن أهل الصين هم «أهل عادات حسنة وأهل طرب، والكبير عندهم محترم الشيخوخة، ومن بلغ ستين سنة عدّوه كالصبي، فلم تجر عليه الأحكام. والشيوخ في الصين يُعظّمون تعظيماً كثيراً، ويسمى أحدهم (أطار) ومعناه (والدي). ويذكر ابن بطوطة أن الأمير الكبير قُرُطي، أمير أمراء الصين بعث ولده معنا إلى الخليج، فركبنا سفينة تشبه الحرّاقة، وركب ابن الأمير في أخرى، ومعه أهل الطرب وأهل الموسيقى، وكانوا يغنون بالصيني والعربي..». ويشير ابن بطوطة متحدثاً هنا عن فن التصوير الصيني: «أما التصوير فلا يجاريهم أحد في إحكامه، من الروم أو سواهم، فإنّ لهم فيه امتداداً عظيماً. ومن عجيب ما شاهدت لهم، أني ما دخلت مدينة من مدنهم قط، ثم عدت إليها، إلا ورأيت صورتي وصور أصحابي منقوشة في الحيطان». مهما يكن من أمر، فإن «طريق الحرير» لم تكن البتة طريق تجارة وتبادل سلع بين الجانبين العربي والصيني فقط، بل كانت طريق تبادل علمي وثقافي واسعين، لم تقتصر فائدتها على الجانبين المعنيين فحسب، بل استفادت منها شعوب وبلدان كثيرة، أولاها أوروبا وبلدان الغرب كله، فعبر العرب، مثلاً، انتقلت صناعة الورق، التي هي صناعة صينية في الأساس إلى الغرب الأوروبي، وكان أجدادنا قد عرفوا هذه الصناعة منذ العصر الأموي وتوسعوا في استخداماتها وأضافوا عليها. وكذلك عرفت أوروبا البوصلة الصينية عبر الوسيط العربي في العام 1189م، وكان هذا الوسيط خير ناقل ومعلّم للجانب الغربي. وبعدما نقل العرب مادة البارود الصيني إلى بلادهم منذ القرن الثالث عشر الميلادي، وطوروا فيها، جاء الأوروبيون إلى بلادنا، خاصة الإسبان منهم، وتعلّموا من أجدادنا تقنية هذه الصناعة الصينية المطوّرة، ونقلوها إلى بلدانهم وبرعوا في تحديث تقنياتها وتنويع استعمالاتها، خصوصاً على مستوى الأسلحة والذخيرة. من جهتهم، وعبر طريق الحرير، كان العرب قد نقلوا إلى الصين علم الفلك في العام 960م. وقدّم الفلكي العربي الكبير جمال الدين إلى إمبراطور الصين سبعة أجهزة فلكية من اختراعه وتصنيعه؛ وتعتبر هذه العطية إضافة ثمينة إلى المرصد الفلكي الصيني، وعلى إثر ذلك، أصرّ الإمبراطور «قبلا خان» على إقامة مرصد فلكي عربي في الصين، وعيّن المخترع جمال الدين رقيباً عليه، حيث واصل الأخير أبحاثه في العلم الفلكي على أرض الصين. كما نقل الصينيون إلى بلادهم علم الطب والصيدلة العربي، وطوّروا فيه وأضافوا عليه، حتى غدا الطب الصيني شأناً عالمياً فائق التميّز اليوم.. فضلاً عن علم الرياضيات الذي برع فيه علماؤنا العرب القدامى، وعلى رأسهم الخوارزمي، هذا العبقري الذي تعلّم من معادلاته الصينيون، ومعهم العالم كله، إذ لا يزالون يرون أن إليه الفضل يعود في مسألة تطوير، حتى تقنيات علوم الحواسيب الحديثة التي يضجّ باستخداماتها عالمنا المعولم اليوم، وعلى نحو يتزايد كل ساعة، بل كل دقيقة وثانية.. وكل ذلك بفضل «طريق الحرير»، أو «طريق العطور»، التي تقدّم فيها الجانب العلمي والثقافي على الجانب التجاري والاقتصادي المحض. هكذا فإن تاريخ العلاقات العربية – الصينية لا يزال يعمل، ولا تزال هذه العلاقات قائمة ومعزّزة منذ ما يزيد على ألفي عام، كيف لا وهي علاقات حضارية وثقافية وعلمية، نوّه بأهميتها القصوى رسولنا العربي الكريم حينما قال: «أطلبوا العلم ولو في الصين». ومثلما العرب حرصاء اليوم على هذه العلاقة بتعزيزها وتطويرها بالمعاني الرئيسة كافة، فإن الجانب الصيني حريص أيضاً على الأمر عينه وربما أكثر. أما قال الرئيس الصيني جيانغ تسه مين في أثناء زيارته لمقر جامعة الدول العربية في العام 1996: «إن العلاقة بين الصين والبلدان العربية هي علاقة أبدية، وستظل كذلك». تبادل علمي معرفي عبر طريق الحرير، كان العرب قد نقلوا إلى الصين علم الفلك في العام 960م. كما نقل الصينيون إلى بلادهم علم الطب والصيدلة العربي، وطوّروا فيه وأضافوا عليه، حتى غدا الطب الصيني شأناً عالمياً فائق التميّز اليوم، فضلاً عن علم الرياضيات الذي برع فيه علماؤنا العرب القدامى، وعلى رأسهم الخوارزمي، هذا العبقري الذي تعلّم من معادلاته الصينيون، ومعهم العالم كله، إذ لا يزالون يرون أن إليه الفضل يعود في مسألة تطوير، حتى تقنيات علوم الحواسيب الحديثة، التي يضجّ باستخداماتها عالمنا المعولم اليوم، وعلى نحو يتزايد كل ساعة، بل كل دقيقة وثانية.. وكل ذلك بفضل «طريق الحرير»، أو «طريق العطور»، التي تقدّم فيها الجانب العلمي والثقافي على الجانب التجاري والاقتصادي المحض. سفن التاريخ يذكر المسعودي المعروف بـ «هيرودوتس العرب» في كتابه «مروج الذهب ومعادن الجوهر» أن سفن الصين كانت تصل قبل الإسلام إلى مدينة الحِيرة على نهر الفرات في العراق، ما يدلّ على قيام علاقات تجارية وثيقة ومتبادلة بين هذين العالمين البعيدين جغرافياً في ذيّاك الزمان. ويردف المسعودي في جانب آخر من مصنّفه الكبير، أن قائد الثوار الصيني هوانغ تساو، عندما دخل مدينة كانتون سنة 879م استباحها، فبلغ عدد الضحايا من المسلمين والنصارى واليهود والمجوس مائتي ألف ضحية؛ ما يؤشر ذلك إلى العدد الكبير للتجار العرب في الصين زمن حكم سلالة تانغ (615 – 709م). المسلمون في الصين المسلمون في الصين اليوم قسمان، كما يصنّف الأكاديمي الصيني لي تشين تشونغ: القسم الأول والأكبر يتكلم اللغة الصينية، وهم المقيمون في المقاطعات الداخلية والسواحل الشرقية الجنوبية من البلاد على شكل مجمعّات صغيرة أو أحياء بذاتها، يحيط بها مواطنون صينيون من أديان أخرى. والقسم الثاني يتكلم اللغة التركمانية بلهجاتها المتعددة، وهم يتشكّلون من أقليات وإثنيات مختلفة، ويقيمون على الأراضي الصينية الشاسعة في شمال غربي الصين، ويعتبرهم المؤرخون من السكان الأصليين للصين. ملوك الدنيا في الإطار الثقافي، تتحدث بعض المصادر التاريخية العربية عن تاجر عربي متنوّر يدعى سليمان، كتب عن تلك الرحلات التجارية، ويرجّح أنه سليمان بن ساوى، الذي دعم إرساله إلى الصين سعيد بن عمر الحرشي، والي خراسان في العام 103 هجرية (في عهد يزيد بن عبد الملك). كتب سليمان يقول في الصينيين: «إنهم يُعدّون ملوك الدنيا المعدودين أربعة: أولهم «ملك العرب»، وهو عندهم إجماع لا اختلاف بينهم فيه. إنه ملك أعظم الملوك، وأكثرهم مالاً وأبهاهم جمالاً، وأنه ملك الدين الكبير الذي ليس فوقه شيء. وبعد ملك العرب، يأتي ملك الصين، ثم ملك الروم، ثم ملك بلهرا، ملك المخرمي الآذان (يقصد الهنود)».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©