الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سيف سعيد غباش: «أبوظبي للكتاب» نقطة مرجعية لصناعة النشر

سيف سعيد غباش: «أبوظبي للكتاب» نقطة مرجعية لصناعة النشر
26 ابريل 2017 19:40
برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تنطلق اليوم، الدورة السابعة والعشرين من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، والذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، بمشاركة 1320 عارضاً من 65 دولة، سيقدمون لعشاق الثقافة والكتب 500 ألف عنوان، على مساحة 35148 متراً مربعاً من مركز أبوظبي الوطني للمعارض، وتقام خلال أيام المعرض السبعة 800 فعالية ثقافية منوعة، بمشاركة كوكبة من المثقفين والكتاب والمفكرين من حول العالم. ويركز المعرض على الثقافة الصينية من خلال جناح كبير للجمهورية الصينية التي تحل على المعرض ضيف شرف، إذ يتضمن الوفد الصيني 200 شخصية من 100 دار نشر، إلى جانب خمسة من ألمع الكتاب هناك، بينما سيتاح لجمهور المعرض التعرف إلى التأثير الذي تركه الفيلسوف ابن عربي على التقاليد الروحانية، عبر اختياره شخصية محورية للمعرض، ويتناول نتاجه الفكري في جلسات حوارية عدة، إلى جانب مناقشة قضايا مستجدة عدة في المشهد الثقافي، إلى جانب البرامج الأخرى المتخصصة، لا سيما البرنامج المهني للناشرين ضمن نادي الأعمال، وركن الإبداع للناشئة، وركن النشر الرقمي، وعروض الطبخ، وسينما الصندوق الأسود، والبرنامج الثقافي، وتواقيع الكتب، وركن المؤلفين. وفي حوار خاص مع «الاتحاد الثقافي»، قال سعادة سيف سعيد غباش، مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، إن معرض أبوظبي الدولي للكتاب، بعد مرور 27 عاماً على انطلاقه، يقدم فكرة جليّة عن واقع النشر الإماراتي الذي يشهد تطوراً ملحوظاً في كل دورة من دورات المعرض. وعلى مدار الدورات الماضية استطاع المعرض أنّ يرسخ مكانة الدولة كعلامة بارزة على خريطة المشهد الثقافي العالمي، فضلاً عن الإقليمي والمحلي، كما ويعكس المعرض اهتمام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بتقديم الثقافة والإبداع الأدبي والفني للأطفال على اختلاف أعمارهم، وللمبدعين منهم خصوصاً. وقال «بات المعرض يمثل تظاهرة ثقافية وطنية الهوية، وعالمية الانتشار، حيث يتجدد سنوياً بالكثير من الفعاليات والأنشطة التفاعلية التي تُثري المتلقي وتجعله يتفاعل معها، ويحرص على الاستفادة منها بقدر الإمكان. والمعرض بمختلف أنشطته وبرامجه الهادفة أصبح منصة عالمية، يحرص العارضون من داخل الدولة وخارجها على المشاركة فيها، لأن هذه المشاركة تُتيح لجميع العارضين عرض كل ما هو جديد ومفيد من شتى صنوف العلم والمعرفة والثقافة، وبلغات مختلفة. اليوم، نؤكد أنّ معرض أبوظبي الدولي للكتاب قد حقق رؤية المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حين أطلقه لأول مرة، فالمعرض يمزج بين التراث والثقافة والفكر المعاصر برؤية مميزة ومشهود لها. كما أنه يقدم لعشاق القراءة فرصاً لا مثيل لها تتيح لهم اقتناء كتبهم المفضلة بأسعار مناسبة، ويتيح أيضاً أجواء مثالية للكُتّاب ودور النشر لتبادل الآراء، ومناقشة آخر التطورات، ودراسة فرص التعاون المحتملة». وأوضح غباش أن إدارة المعرض قد أدخلت فعاليات جديدة على المعرض كل سنة، مثل إقامة الندوات الفكرية واللقاءات الثقافية والمهنية والأمسيات الشعرية، وحفلات التوقيع التي تشمل تقريباً كل الأجنحة لتقديم المؤلفات الجديدة بتواقيع أصحابها، ومؤتمر الترجمة، ومؤتمر اتحاد الناشرين العرب، وحفل توزيع الجائزة العالمية للرواية العربية، وحفل توزيع جائزة الشيخ زايد للكتاب. واعتبر معرض أبوظبي الدولي للكتاب الأكثر نمواً في مجال النشر في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما تخطو أبوظبي خطوات سريعة كي تصبح مركزاً رئيساً لتجارة الكتب العربية، وأصبحت نقطة مرجعية لبائعي الكتب والناشرين والموزعين في منطقة الخليج العربي. السياحة الثقافية وأكد غباش أن حدثاً بحجم معرض أبوظبي الدولي للكتاب، يعد أحد الأدوات التي تنفذ من خلالها «الهيئة» رؤيتها للسياحة الثقافية، فهو أحد أهم ركائز هذا المفهوم الحديث، وقال «نستضيف هذا العام 1320 عارضاً من 65 دولة، بما يعني أننا نتحدث عن عدد مقبول من الضيوف من السياح من خارج الدولة، وربما بعضهم يزور أبوظبي لأول مرة، وقد حرصنا على أن يكون المعرض مكاناً للسياحة الثقافية والمتعة العائلية، واليوم جميعاً ندرك أنّ هناك سياحة ترفيهية وسياحة علاجية وسياحة ثقافية، ونعني بالسياحة الثقافية المثقفين والكتاب والأدباء والجمهور المحب للأدب الذي يتوافد إلى الدولة لمتابعة فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ويقيمون في العاصمة خلال فترة المعرض، لنحقق بالتالي أعلى مستويات الاستفادة الثقافية والسياحية في آن معاً، ونحرص في الهيئة على تقديم الأفضل في المعرض، والذي يرضي الأذواق كافة من الندوات، أو عروض الكتب، أو الأمسيات، أو غيرها من الفعاليات، لنستقطب الجمهور، ونحقق بالتالي زيادة في نسبة الإشغال الفندقي، عبر جذب فئة كبيرة من الجمهور الذي يحرص على البقاء طيلة أيام المعرض، ولا ننسى أنّ الكثير منهم يحضر لشراء كميات كبيرة من الكتب، سواء لمكتبته المنزلية، أو للمكتبات المدرسية والجامعية والتجارية، وهذا الأمر يعمل على تنشيط حركة الشحن أيضاً، هذا إضافة إلى الناشرين أنفسهم وما يشكله حضورهم من إنعاش للحركة الاقتصادية في الدولة. وكل هذا يأتي مكملاً للفعاليات الثقافية الأخرى التي تقام على مدار العام، والتي تجذب الكثير من الجمهور من مختلف أنحاء العالم. حيث تتمتع إمارة أبوظبي بالكثير من المعالم والمواقع الثقافية، مثل منارة السعديات التي تعد صرحاً ثقافياً وطنياً، وتجاورها الصروح العالمية تحت الإنشاء في منطقة السعديات الثقافية، والتي ستضم كلاً من متحف اللوفر أبوظبي ومتحف جوجنهايم، وغيرها من المعالم التي تجذب السياح والزائرين المهتمين بالثقافة من داخل الدولة وخارجها». طريق الحرير سيشهد معرض أبوظبي الدولي للكتاب إعادة إطلاق جمهورية الصين مشروع «طريق الحرير» ثقافياً، لتكون بذلك العاصمة أول مدينة عربية ينطلق منها هذا المشروع الطموح، عن ذلك أوضح غباش أنه في سبتمبر 2013 أطلق الرئيس الصيني شي جين بينغ دعوته لمبادرة طريق الحرير الجديد وطريق الحرير البحري في القرن الحادي والعشرين، والتي عرفت عالمياً باسم مبادرة «الحزام والطريق». ومن المهم التأكيد على صعود الصين عالمياً في جميع المجالات، فالقطار الصيني يقطع مسافات طويلة تحت قيادة التجارة والعلامة الأشهر عالمياً «صنع في الصين»، ودولة الإمارات تسعى إلى الاستفادة من هذه الخبرات المتقدمة التي تقدمها الصين في المجالات المختلفة. وتهدف الصين من مبادرتها، إلى رفع مستوى دخل المواطنين في دول «الحزام والطريق»، مع معدل تبادل تجاري بيني متوقع له أن يصل إلى 2.5 تريليون دولار في العام 2025. وقد قامت دولة الإمارات على مبادئ تقبل الآخر والانسجام، والدعوة إلى التسامح الثقافي، واحترام الخصوصيات الثقافية. وتعزيز الحوار بين الثقافات المختلفة، والسعي إلى إيجاد نقاط مشتركة تؤسس لشراكة حقيقية. والتنمية القائمة على احترام التاريخ والتقاليد والعادات والقيم والتراث. واعتبر غباش كل هذه المبادئ تتسق مع التجربة الصينية. وأضاف: «نحن نراعي في الشراكة بين البلدين أن تكون تفاعلية ومنتجة، وفق القوانين المتعارف عليها دولياً، إلى جانب التمسك بالمنفعة المتبادلة، والنجاح المشترك. ونثق أننا سننجح في تجسيد حكمة وإبداع كل طرف، حيث يقوم كل طرف بتنفيذ ما يجيده، وفقاً لقدراته، بما يطلق العنان لظهور تفوق وإمكانات التنمية كاملة لدى الجميع. وبالطبع، المحاور التي تم العمل عليها من خلال برنامج المعرض، اهتمت بتغطية جوانب الحضارة الصينية كافة، فنحن نهتم بدراسة النموذج الصيني في التنمية، وهو ما يعني بالضرورة التعرف إلى جميع ملامح تجربة جمهورية الصين». وقال «لهذا، يتضمن برنامج المعرض نقاشات حول النتاج المتنوع للثقافة الصينية، فيسلط الضوء على تجربة السينما الصينية سواء فنياً أو باعتبارها صناعة ذات دور رئيس في الترويج للأفكار والقيم، وكذلك الأدب الصيني بمختلف أنواعه، والموسيقى، والمسرح، والنحت، والفنون المختلفة، وأيضاً يعنى برنامج المعرض بالتعرف إلى وجهة نظر الجانب الصيني في الحياة بشكل عام، وأنماط إنتاجهم وسمات تواصلهم الاجتماعي، إضافة إلى البحث في قضية كيف يرى الصينيون العرب والثقافة العربية، هذا إلى إضافة جانب مهم، وهو البحث في التراث العربي عن صورة الصين، وعن طبيعة العلاقات التي كانت قائمة بين الأمتين. هذا كله بحيث نستطيع في المرحلة الجديدة أن نكون أقرب من شركائنا، كما نستطيع كذلك أن نقدم أنفسنا لهم في المقابل». النقاش المهني من خلال منصتي «نادي الأعمال» و «أي زون» يتيح المعرض جلسات النقاش الموجهة لصناع النشر، ومن يريدون الدخول إلى هذا العالم الشيق، فتشارك مجموعة من الخبراء والمتخصصون رؤاهم وأفكارهم عن التحديات والقضايا المطروحة في هذا القطاع، فمن المحاور المطروحة: هل يمكن بناء نموذج جديد للنشر التجاري من دون مبالغ مالية مقدماً؟ ولماذا يرفض المستهلكون الكتب الإلكترونية؟ واقع النشر الرقمي في المملكة المتحدة، وترجمة الكتب في العالم العربي، وقراءة الغلاف: كيف تكسب الكتب حضورها في السوق، النشر الذاتي: الفرص المتاحة أمام المؤلفين والناشرين، ومؤتمر التعاون في النشر الرقمي بين الدول العربية والصين، وإطلاق رابطة النشر الرقمي الصينية العربية، والأدب البولندي في سياق سوق الكتاب، والمجموعات الشرق أوسطية في مكتبات أميركا الشمالية، والتحديات الجديدة التي يواجهها الوكلاء الأدبيون في عصر تدفق المعلومات، وإيجاد مصادر جديدة لتدفق الإيرادات من أجل حقوق الملكية الفكرية، والأرشفة الرقمية لوسائل الإعلام من أجل المكتبات والمتاحف ومالكي المحتوي، وهل سيكون الاستماع أحد أساليب القراءة الجديدة؟
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©