الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يمام بيروت يستبيح «الممنوع» وينتظر موائد «البلدية»

يمام بيروت يستبيح «الممنوع» وينتظر موائد «البلدية»
26 يوليو 2009 23:39
سماء بيروت وساحاتها العامة وكل عماراتها وساعاتها العملاقة القديمة، وأشجارها الهرمة والفتية وحتى أرصفة شوارعها مستباحة لضيوف دائمين محببين إلى قلوب جميع الناس لا سيما الأطفال منهم.. إنهم طيور اليمام البري التي تحلق في أجواء العاصمة اللبنانية، وترتاح على أرضها، تنشد الحرية والسلام في ساحاتها العامة. فرادى وجماعات.. تعرفها من «هديلها» وهي تتسابق لتتقاسم غذائها المخصص لها من قبل بلدية بيروت في أوقات معينة تعرفها جيداً. الأرصفة العريضة هي الأماكن المحببة إلى اليمام فعلى أرضها الرحبة تجد ملاذها. طعام وفير من حبوب القمح والعدس والشعير. وربما فتات أرغفة من مآدب الأغنياء. فاليمام ممنوع صيده، ومباح له التجول في كل المدينة بحرية وبدون جوازات سفر أو سمات دبلوماسية للدخول، ترفرف فوق رؤوس الناس، ولا بأس إن حط على أكتاف بعضهم لترتاح، أو لتلتقط شيئاً تأكله، يزور شرف المنازل بدون استئذان يفتش عن قوته، ولكنه يبقى حذراً من دخول البيوت. يرتاح على حفافي الشرفات ويحط على الأسلاك الكهربائية المرتفعة لكي لا يزعجه بنو البشر، واذا لم يجدها فلا مانع لديه باحتلال هوائيات المحطات التلفزيونية أو الاغصان العارية، وأعالي الأشجار الباسقة أو الهرمة. وترسم أسراب اليمام خلال تجوالها الدائم لوحات جمالية في شوارع بيروت، ولا تخشى غدر صياد أو دخيل، فترى اليمامات تتجول بين الناس، وأحياناً بين السيارات العابرة، وهي تشعر بأمان واطمئنان، ترفرف بجناحيها وتطير، تراقب من لا يراقبها من البشر تفرح لفرحهم وتلتقط لمحبيها صوراً سرية في مخيلتها. فاليمام هو من فصائل الحمام، وتنتمي إليه قبائل «الترغل» البري، التي تعتبر من هوايات أمهر الصيادين في البراري، وهو موجود منذ الأزل ويشكل على الدوام مصدر وحي وإلهام لبني البشر خصوصاً الشعراء منهم، الذين أنشدوها في أغان ما زالت حاضرة ومنها على سبيل المثال: «ترغلة.. يا ترغلة»، و»يمامة.. يا يمامة»، و»حمامة بيضاً». وتشكل اليمامة بألوانها الزاهية ذات الأغلبية الرمادية والرأس الأسود والأجنحة المتعددة الألوان، منظراً لافتاً لعشاق الطيور وملاذاً رحباً لكل باحث عن هدوء من ضوضاء المدينة وصخبها، فترى المتطفلين لمشاهدة هذا النوع من الطيور يحضرون جماعات وأفراداً إلى أماكن تكاثرها يومياً للتمتع بصراعها على حبات القمح في الساحات العامة. وتبقى اليمامة تحوم فوق رؤوس الجميع فرحة تلملم رزقها بمنقارها الصغير. تسخر من شرطي السير وهو يضبط مخالفة لسائق أو لسيارة في مكان غير مخصص للوقوف، لأنها تقف في كل مكان حتى فوق خيمة الشرطي دون أن يتمكن من ضبطها متلبسة في مكان ممنوع.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©