الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كوشة» العروس ..»كشخة» وخراب ديار!

«كوشة» العروس ..»كشخة» وخراب ديار!
26 يوليو 2009 23:47
«كوشة» العرس أصبحت من أهم مستلزمات الأفراح، وتكلف أسعاراً خرافية تصل إلى ربع مليون درهم، ولا يستغرق أي حفل أكثر من ساعتين فقط تفرح فيها العروس وتتفاخر أمام «العزال»، وفي المقابل يدفع العريس الثمن، وتتراكم الديون. عن سبب ارتفاع أسعار»الكوشة» يقول عمرو محمد، أحد متعهدي خدمات الأفراح: «إن طلبات العروس تكون أحيانا خيالية، وتتنوع من مؤثرات خاصة كالليزر والنوافير الموسيقية والشلالات والثريات والورود والممرات الطويلة والألعاب النارية، فسعر الكوشة يبدأ من 20 ألف درهم، وقد يصل إلى أكثر من ربع مليون درهم، والسبب في أن تلك الطلبات مكلفة جداً، والبعض يغالي في المواصفات، والمساحات المطلوبة، وكله بثمنه». أما إبراهيم محسن «موظف أعزب»، فيقول: «لا أمانع في ادخار أي جهد لاقتناء أفخم وأفضل «كوشة»، إنها مفخرة للعروس في ليلة العمر، ولا باس من الفرح، ومصاريف الزواج لا تقلقني كثيراً لأن لها نهاية، لكن مصاريف ما بعد الزواج هي التي تعطيني إحساسا بالرهبة والمسؤولية. «على قد لحافك» ليس الجميع يبحث عن ما هو غالي، لكن حتى الذي يود أن «يمد رجليه على قد لحافه» تصعب عليه هذه العملية، بحسب منى عباس، «موظفة متزوجة»، فهي تعبت كثيرا من التجوال بين محال الكوشة لتحصل على ما هو مناسب وجميل في نفس الوقت، لكنها وجدت كثير من المحلات تغالي في أسعار»الكوشة»، وبشكل خيالي، وتقول: «معظم المحال تقدم أسعاراً خيالية، لكنني لم أستسلم، وحصلت بعد جهد على الكوشة المناسبة، وقد كلفتني مع تزيين الطاولات مبلغ 10 آلاف درهم فقط». أما آمنة العبدولي «موظفة وآنسة»، فتقول: «بصراحة لا أستطيع أن أستوعب مثل هذا الأمر هناك من يصرفون الأموال بشكل غير مبرر من أجل ساعتين يقضيها العروسان، ويصيبني العجب أكثر من الذين يستدينون ويحملون أنفسهم فوق طاقتهم لأجل الظهور بصورة تعكس غير الحقيقة فماذا نفعل في ناس يطبقون مثل «إدّين واتزين» وتعرف في النهاية أن الناس في الآخر تأكل وترى وتنسى». نعم إنهم ينسون ويبقى العريس الذي لا يستطيع أن ينسى تلك الليلة لأن البنك لا ينفك يذكره أول كل شهر برسالة عليك سداد مبلغ وقدره....! أما محمد قاسم، شاب مقبل على الزواج، يوضح كم أن أمر الزواج متعب ومكلف، وعملية البحث عن «كوشة» مناسبة بات أمراً مزعجاً. ولا يوجد مبرراً للسعر الذي يصل إلى 30 ألف درهم وأكثر، بالرغم من الأزمات الاقتصادية التي يواجهها العالم، وكأن متعهدي الكوشة والقاعات لا يهمهم ما يدور في العالم سوى كسر ظهر المعرس بالمصاريف.» ويعتبر محمد أن المجتمع هو المسؤول الأول والأخير عن هذه المغالاة في الأسعار وما يحصل لنا اليوم سوف يطال أخواتنا وإخواننا، وقد يعزف الكثيرون عن الزواج بسبب هذا الغلاء». وأكمل يقول: «إن الحل الأمثل لمواجهة الغلاء هو إنشاء لجنة تابعة لصندوق الزواج تقوم بتقصي الحقائق ومراقبة تفاصيل حفلة الزواج وتراجع الفنادق ومتعهدي الكوشة والبطاقات والفساتين وغيرها وتفرض غرامات مالية على من يغالي في تكاليف عرسه. ولكن هل لهذه اللجنة الحق في التدخل بأحلام العروس خصوصا إذا كان الواقع يفرض نفسه فغلاء الأسعار شمل العديد والكثير من المجالات والشاطر في السوق هو الذي يجيد التعامل بحسب أمل عيسى، التي تقول: «لا أريد كوشة مكلفة بل أتمناها بسيطة، ولأني شاطرة في السوق وفي»المكاسرة بالأسعار» أعتقد أن كوشتي ستكلفني من 5000 إلى 10 آلاف درهم وبذلك سأوفر المال لأمور ذات أهمية اكبر عندي من «الفخفخة والمنظرة» أمام الناس. إن نظرة المجتمع لمثل هذه الأشياء تختلف باختلاف الناس، وهناك من يهتم بها، ومنهم من لا يأبه بها، ومن الخطأ المبالغة والإسهاب بالأموال في ظل الظروف الاقتصادية الحرجة التي يمر بها العالم، وعلينا أن نطوّر من أفكارنا فالحياة ليست مجرد زينة وتفاخر.» مريم الزرعوني، تشير إلى أن كم من حفلات الأعراس التي غالى أصحابها في شكل الكوشة، وانتهى المشوار بالعروس أو العريس في قسم الحوادث بالمستشفى. فهذه عروس طلبت أن يكون الممر الذي تمشي عليه هو ألواح زجاجية تضم حوض كبير للأسماك ولكن يا فرحة ما تمت فبمجرد ما خطت على الممر تلاشت الألواح من تحت قدميها وسقطت في الحوض ونحمد الله أنها تعافت بعد الحادث الذي أصبح درساً لن تنساه مدى حياتها ونحمد الله أيضا أنها لم تطلب سمكة القرش في الحوض وإلا صارت عروس في بطن الجرجور. ولا تخلو قصص الكوشة من الطرائف يخبرنا عنها عمرو أحمد متعهد الأفراح ففي لقائه مع أحد الزبائن استمع إليهم وهم يتحدثون عن أحد الأعراس التي حضروها ووصفوا أصحابها بالإسراف والتبذير. فالكوشة كانت ضخمة كما أنهم وضعوا على كل طاولة ذبيحة كاملة، وظلت تلك القصة في فكره إلى أن التقى بزبائن آخرين، والذين بدورهم تحدثوا عن مدى بخل أهل العرس الذي حضروه فكوشتهم كانت صغيرة جدا ومائدة الطعام كانت قليلة بحيث اكتفوا بوضع قليل من اللحم على الأرز بدلا من الذبيحة فتعجب من هذا وذاك وضحك في نفسه فمهما عمل أهل العرس لن يسلموا من كلام الناس.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©