الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

14 فناناً ينجزون منحوتات تمثل البيئة المحلية ومرجعيات ثقافية عربية وإسلامية

14 فناناً ينجزون منحوتات تمثل البيئة المحلية ومرجعيات ثقافية عربية وإسلامية
10 مارس 2013 23:05
جهاد هديب (دبي)- كشف 14 فناناً إماراتياً وعربياً مساء أمس، في دبي عن محنوتاتهم الفنية المنفذة على حجر الرخام والتي أنجزت خلال فعاليات «نحت دبي 2013» الذي أقامته ندوة الثقافة والعلوم بالتعاون مع هيئة دبي للثقافة والفنون. ومثلت المنحوتات التي أنجزت خلال عشرين يوما أشكالا من البيئة المحلية كالشراع والسفينة والطائر ومرجعيات ثقافية عربية وإسلامية. وشهد حفل ختام فعاليات الملتقى سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون في الباحة الخلفية لندوة الثقافة والعلوم المواجهة لشاطئ الممزر بدبي، حيث اطلع سمو الشيخ ماجد على المنحوتات الفنية واستمع إلى شروحات من النحاتين كل عن عمله. وكان سلطان صقر السويدي، رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، قد بدأ حفل الختام بكلمة قال فيها «لقد جاء ملتقى نحت دبي 2013 ليؤكد حرص ندوة الثقافة والعلوم على الحفاوة بالإبداع ودعم الفنون، حيث استضافت فنانين مشهوداً لهم بالتميز، ليدخلوا في معارك فنية مع الحجر، فيسهروا على ترويضه بهمة ونشاط، ويعيدوا صياغته في كتل نحتية جميلة وساحرة». وأكدّ أن «تنظيم الندوة لملتقى نحت دبي لأول مرة، يواكب النهضة التي تشهدها الإمارات في مجال الثقافة والفنون، حيث معيار تقدم الأمم يقاس دوماً بحجم حظوظها من الفكر والفن، وأن الشعوب تتطور وتسابق الزمن إذا كان لها من الإبداع نصيب كبير. كما أننا نأمل أن يسهم هذا الملتقى في تعزيز ودعم اختيار دبي لتنظيم معرض إكسبو 2020». وخلال كلمته توجّه السويدي إلى النحّاتين المشاركين بالقول «أما أنتم أيها الفنانون الإماراتيون والعرب.. المخلصون لإبداعكم، فما يسعني إلا أن أشد على أيديكم فرداً فرداً اعترافاً منا بجهدكم الكبير وخيالكم الخصيب الذي أنتج لنا تلك المنحوتات المدهشة في زمن قياسي قصير». تلى الكلمة عرض فيلم قصير رصد عبر الصورة الفوتوغرافية المراحل التي مرّ بها الملتقى ثم تسلم النحّاتون المشاركون دروع الملتقى من سمو الشيخ ماجد وكذلك الرعاة ثم كرّم النحات العربي الكويتي الرائد في الفنون التشكيلية في منطقة الخليج العربي سامي محمد الذي يتردد في إقامته بين العاصمة الكويتية والشارقة. ولم تبدو تلك الباحة مثلما كانت في السابق، حيث اختفت تلك الحجارة التي كانت مصمتة ومربعة، ولم تعد تُسمع أصوات المطارق والمناشير الكهربائية وكذلك اختفى فتات الحجارة التي تقشرت عن منحوتات تنوعت بين التجريدية والتعبيرية والتجريدية التعبيرية، وتلك التي نقلت الحروفية العربية إلى الحجر في مقاربة، ربما، لعمارة ندوة الثقافة والعلوم ما يعني أن البيئة الحاضنة للأعمال كانت مؤثرة أيضا. وكانت الباحة كلها مفروشة بسجاد أحمر ارتفعت على حوافه «مقطوعات نحتية» ملأت المكان بجوّ آخر لم تألفه الندوة من قبل، كموسيقى ناعمة جعلت المساء هادئا. هكذا اختار علي المحيميد من البحرين أن يصنع مقاربة في منحوتة واحدة جمعت بين شكلي السفينة والسمكة، أما أيوب البلوشي من عمان فقارب في منحوتته بين شكلي الطائر والشراع وكأنهما حلم بشري بامتياز. أما محمد بن الأمين من ليبيا فذهب باتجاه آخر حيث استغرق في عمل تجريدي، ليس مغلقا تماما لكنه يحتاج إلى تأمل أعلى للتأويل، وكذلك هي الحال مع عمل أحمد السبيعي من قطر. أما خالد الميرغني من السودان فقد بدا واضحا أن عمله الذي ينتمي إلى التجريدية التعبيرية قد صنع بذكاء خاص. وكما لو أن نسرين ابراهيم الصالح من سوريا قد صنعت تكوينا هندسيا تجريديا ينتمي لذاكرة قديمة وربما تكون ذاكرة شخصية جدا. ثم عمل محرز اللوز من تونس بهندسته التجريدية التي تغوي العين وتجعل الناظر إليه يدور حوله تلقائيا، إنه عمل يُرى من الجهات كلها. ومع عمل منصور المنسي من مصر يجد الناظر إليه نفسه أنه أمام «رغبة» متجسدة في الحجر هي رغبة في التحليق؛ رغبة الطائر في مغادرة العش. لكن سهيل بدور من سوريا يجعلك تشعر بأنك أمام مقدرة الحجر ذاتها على التعبير وأمام طاقة الفنان على اختراق المخيلة. والحال أن عمل أحمد كنعان من فلسطين مختلف، فهو واضح في رسالته السياسية والثقافية لكنه غير واضح أيضا، لكن التكوين نفسه يشير إلى نخلة على حواف نهر الأردن وثمة بيوت هناك وخيام هنا كما لو انه يجسد واقع حال الفلسطينيين الموزعين بين وطن ناقص وشتات مكتمل. وتعود فكرة التحليق ذاتها مع عمل مطر بن لاحج، ثمة قارب يرنو إلى الأعلى كما لو أنه سيمخر للتو عباب السماء. أما عمل علي الطخيس من السعودية فهو الحجر في منحوتة حروفية عربية يتوسطها الحرف D بالانجليزية مأخوذا من الحرف الأول من اسم المدينة. أما الغموض بوصفه فكرة «أسطوانية» فقد جسّدها عمل انطون بصبوص من لبنان، بمعنى أن غموض السطح قد نبع من الحجر ذاته، لكن بلاغة التجريد فيجدها المرء في عمل سالم عبد الرحيم سالم، هذا الفنان الإماراتي المعروف، لكنها بلاغة تتأكد عبر قوة الخط وحدّته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©