الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علاج ضحايا الألغام بالنظر في المرآة

10 مارس 2012
كامبونج شنانج (أ ف ب) - فقد الكمبودي بوف سوبهيك ساقه اليسرى في انفجار لغم قبل أكثر من 30 عاماً، اعتاد العيش فيها على وضعه الجديد. لكن ساقه لا تزال تؤلمه في ظاهرة طبية تعرف باسم الطرف الشبحي، فقرر تجربة العلاج بمرآة ليتغلب على آلامه. ويضع هذا المريض الخمسيني مرآة أمام ساقيه ويبتسم بخجل لعشرات المعالجين المحيطين به خلال الجلسة الأولى من “علاج المرآة” في مركز “كمبوديا تراست” لإعادة تأهيل المبتورين. ويأمل سوبهيك في أن يتمكن بواسطة هذا العلاج واتباع تعليمات المدرب الكندي ستيفن سومنر من وضع حد لمعاناته المستمرة منذ 20 سنة. وطلب سومنر من المريض أن يحرك أصابع قدمه اليمنى وأن ينظر إلى انعكاس صورتها في المرآة، لكي يبدو لعقله أنها في مكان ساقه المبتورة. وقال سوبهيك الجندي السابق الذي يعمل اليوم حارسا أمنيا “إنه شعور جديد وغريب لكنه مفيد، أرى ساقي في المرآة فأشعر بالسعادة والراحة النفسية”. وأوضح سومنر أن انعكاس صورة الساق السليمة يدفع الدماغ للاعتقاد في أن الساقين سليمتين، فيبدأ في إرسال إشارات للساق المبتورة. وأضاف سومنر (51 عاماً) الذي فقد ساقه اليسرى في حادث دراجة نارية قبل 8 سنوات “عندما تنظر إلى المرآة، يسمح لك دماغك فجأة بتحريك ساقك المبتورة وبفعل كل ما تفعله الساق الأخرى”. وطور هذا العلاج فيلايانور راماشاندران المتخصص في علم الأعصاب بجامعة كاليفورنيا الأميركية في عام 1995. لكنه لم ينتشر إلا مؤخراً في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا. ويلجأ إليه الجنود المصابون في العراق وأفغانستان أكثر من غيرهم. لكن هذا الأسلوب لم يكن معروفاً في كمبوديا التي يقع فيها عشرات الآلاف ضحايا للألغام التي خلفتها عقود من الحرب الأهلية. ولأن سومنر لم ينس الآلام المبرحة التي كان يشعر بها، قرر أن ينشر هذا العلاج. فذهب لتدريب معالجين ومبتورين بدعم من المنظمة الكندية “إند ذي باين بروجكت” في كمبوديا إحدى أكثر دول العالم فقرا. ويشار إلى أن 80% تقريبا من الأشخاص يشعرون بألم دائم في الطرف المبتور ولا يفيدهم الغناء ولا التدليك ولا حتى المهدئات في تسكين آلامهم بشيء. ويبقى العلاج بالمرآة الأمل الوحيد مع أنه ليس مثاليا ومفعوله غير فوري. وينصح سومنر المريض بمتابعة هذا العلاج لمدة 4 أسابيع على الأقل وبالخضوع لجلستين لمدة 10 دقائق يوميا. ويقول المعالجون الكمبوديون إن “العلاج بالمرآة سهل وغير مكلف. ويستطيع المريض أن يعالج نفسه بنفسه وأن يتحكم بالتالي بوضعه الصحي. فأي مرآة تفي بالغرض”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©