الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الأسعار تلتهب في بورصة الحراس

الأسعار تلتهب في بورصة الحراس
27 يوليو 2009 00:05
لا أحد يعرف على وجه اليقين المنطق الذي يحكم بورصة أسعار نجوم كرة القدم، ولا أسباب الطفرات السريعة المتلاحقة التي تقتحم السوق المحلية، حتى لم يعد من الغريب أن يدور الحديث حول أرقام تتجاوز 50 مليون درهم ثمناً للاعب واحد. ومن القواعد التي لا يستطيع الكثيرون تفسيرها في سوق بيع وشراء اللاعبين حصول حراس المرمى دائماً على أقل الأسعار على الرغم من المقولة التي تردد دائماً أن الحارس يساوي نصف الفريق، مما يبرز الأهمية الكبيرة لحراس المرمى والتي تتقاطع عكسياً مع الأسعار في ظاهرة تفتقد المنطق. وربما كانت الصفقات التي أبرمت في الآونة الأخيرة قد فتحت باب الأمل أمام الحراس في بلوغ حقوقهم المسلوبة، خاصة بعد الإعلان عن انتقال إسماعيل ربيع حارس الشباب إلى نادي النصر في صفقة تجاوزت 15 مليون درهم، وتردد أنها وصلت إلى 23 مليوناً الأمر الذي يجعل منها واحدة من الصفقات المحلية ذات القيمة العالية، بما يعيد للحراس ما يتناسب مع أهميتهم ومكانتهم في بورصة الأسعار، ويعمل على تعديل المعادلة المقلوبة بين أهمية المركز وسعر اللاعب. وعن تلك الظاهرة وما إذا كانت صفقات هذا الموسم تبشر بتصحيح أوضاع حراس المرمى قال عبدالله موسى حارس الفريق الأول لكرة القدم بنادي النصر بالتأكيد هي ظاهرة إيجابية لأن هناك أكثر من صفقة قد تمت بين حراس مرمى محليين هذا الموسم بأسعار كبيرة الأمر الذي يشير إلى أن المسألة لا تقتصر على كونها حالة استثنائية لكنها حالة عامة يتم خلالها تصحيح الأوضاع المقلوبة في أسعار الحراس. وأضاف أن ما يحدث الآن هو المنطق الصحيح الذي كان ينبغي أن يقوم منذ البداية وهو أيضاً نقلة متوقعة في ظل تطور الاحتراف من موسم إلى آخر حيث تزداد التجربة الاحترافية نضوجاً ويتم بالتدريج تصحيح كل المفاهيم الخاطئة تلقائياً، حيث كان الحراس من العناصر التي تعاني ظلماً شديداً وتتدنى أسعارها بصورة ملحوظة مهما كان مستوى الحارس فلم يكن القياس يخضع للمستويات، ولكن للمراكز بمعنى أن الحارس هو صاحب السعر الأدنى بغض النظر عن مكانته أو مستواه والمهاجم هو صاحب السعر الأعلى لمجرد أنه يلعب في الهجوم وكأن قائمة الأسعار تحددها المراكز وليس المستويات. وقال عبدالله موسى إن ذلك ربما كان يرجع إلى أن الناس تحب اللاعب الذي يحرز الهدف ولا تلتفت كثيراً إلى اللاعب الذي يمنع الهدف سواء كان الحارس أو المدافع، لذلك يحصل الحراس والمدافعون على أقل الأسعار، ودائماً ما نجد المدرجات تلتهب بتصفيق الجماهير عندما تهتز الشباك بالأهداف، ولا نجدها كذلك عندما يتألق الحارس أو المدافع في الحفاظ على الشباك صامدة ونظيفة فالجمهور يعتبر الهدف هو وجبته الشهية المفضلة ومنعه طعام بلا ملح. زيادات جديدة وتحدث الحارس الدولي ماجد ناصر نجم الوصل والمنتخب، مشيراً إلى توقعاته بارتفاعات جديدة قادمة في أسعار حراس المرمي بصورة خاصة خلال المرحلة المقبلة والمواسم القادمة، ومؤكداً أن حارساً مثل علي خصيف سوف يتجاوز سعره 50 مليون درهم والطويلة 40 مليونا، وهي أرقام من وجهة نظره عادية تساوي القيمة التي يحصل عليها الفريق من ضم أمثال هؤلاء الحراس الدوليين، حيث تتمنى كل الأندية أن يكون بين صفوفها حراس بهذه القيمة، وبهذا المستوى وفي المرتبة الدولية. وقال إن السبب في ارتفاع قيمة وأسعار الحراس يرجع إلى ندرة اللاعبين الجيدين في هذا المركز حيث لا يوجد غير عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة على الساحة بكاملها من الحراس أصحاب المستويات العالية، لذلك كان لابد أن يتحول أمثال هؤلاء الحراس إلى عملة نادرة وأن تتزايد أسعارهم سريعاً، بل وأن يتحول الحارس إلى اللاعب المحلي الأكبر سعراً قبل كافة المراكز الأخرى، نظراً لعامل الندرة الذي يرفع السعر وهي نظرية اقتصادية طبيعية، حيث يرتفع سعر السلعة النادرة الذي يقل فيها العرض ويكثر الطلب. وقال ماجد ليس هناك فريق يبحث عن بطولة، ويسعى بجدية للمنافسة على الألقاب ويبني فريقاً بدون حارس مرمى جيد، فالحراس هم الأساس القوي الذي يحفظ للفرق توازنها وهيبتها، والحارس الجيد يمنح فريقه الثقة ويوفر عليه الكثير من الجهد، حيث إن الحارس الضعيف يضيع الفريق بالأهداف التي تهتز بها شباكه، وهذه الأهمية التي يحظى بها الحراس في كافة الفرق، كان لابد أن تترجم في النهاية إلى واقع وأن تصحح قائمة الأسعار نفسها من جديد لتنصف الحراس. جاسم السيد: الارتفاع حالة استثنائية والقاعدة تدني أسعار حراس المرمى دبي - يرى جاسم السيد المحامي ووكيل اللاعبين المعتمد أن حراس المرمى عادة هم الأقل سعراً في سوق الانتقالات، وأن قائمة الفريق التي تشمل 11 لاعباً تتدرج ارتفاعاً من الحارس إلى رأس الحربة مروراً بكافة المراكز، وقد جرى العرف على ذلك ربما في كرة القدم العربية بأسرها وليس في الإمارات فقط. وإذا بحثنا عن الأسباب التي جعلت أسعار الحراس لا تتناسب مع مكانتهم من الفريق وأهميتهم الكبيرة وجدنا العرف السائد هو الأساس ثم تأتي في بعض الأحيان أسباب أخرى مختلفة مثل ما قد يعتقده البعض من أن الحارس يجامل فريقه الأصلي على حساب فريقه الجديد، وهو اعتقاد قائم بالفعل لدى البعض، وقد كنت ذات مرة في مفاوضات مع أحد الأندية بشأن صفقات انتقال لبعض اللاعبين، ولما تطرقنا إلى حارس المرمى قال رئيس مجلس إدارة النادي لا تحدثني عن أي حارس مرمى فحارسنا تسبب في خسارتنا أمام الأندية الثلاثة التي لعب لها في المواسم السابقة. وقال إن بعض اللاعبين خاصة حراس المرمى يواجهون بالفعل اتهامات بالخيانة عندما ينتقلون من ناد إلى آخر أو من إمارة إلى إمارة، وهذه حقيقة أرفضها ويرفضها المنطق السليم، لكنها بكل أسف موجودة لدى البعض، مما يقلل من الرغبة في الاعتماد على حراس محترفين من خارج أبناء النادي. وقال إن مثل هذه الأسباب تقلل من الإقبال على شراء حراس المرمى الأمر الذي قد يبرر أسباب تدني أسعار الحراس في الفترات الماضية، اللهم إلا إذا كانت هناك بعض الأندية الكبيرة التي تؤهل نفسها للمنافسة على البطولات، وهي فقط التي تولي حراس المرمى بعض الاهتمام، وتبحث عن حراس جيدين وتهتم بقيد حارسين أو ثلاثة على مستوى يناسب طموح الفريق، أما السواد الأعظم من الأندية فلا يبالي بالحارس. وقال إن ندرة الحراس الجيدين أصحاب المستويات العالية ليس سبباً في زيادة الأسعار ولكن على العكس فهو إن كان قد رفع سعر حارس أو اثنين لكنه بشكل عام قلل من معدل أسعار الحراس لأن السوق تفتقد عملة جيدة من الحراس يمكن أن تعمل على رفع قيمة حراسة المرمى وزيادة سعر الحارس وإبراز أهميته، ونحن في الإمارات نفتقر إلى أكاديميات لتخريج حراس بصورة مخططة سليمة مثل الأكاديميات المتخصصة التي نشاهدها في أوروبا لذلك ربما لا يكون لدينا على الساحة غير ثلاثة أو أربعة حراس فقط يمكن الحديث عنهم في مجال ذكر الحارس الذي يستحق التقييم في بورصة الأسعار. وليس هناك مجال غير الصدفة أو الوراثة هي التي تضمن وجود بعض الحراس على الساحة، في حين نحتاج إلى آلية أخرى لتخريج وضخ الحراس في شرايين الكرة المحلية. وقال إن لوائح اتحاد الكرة التي تحظر الاستعانة بحراس من الخارج ربما جاءت بنتيجة عكسية فلم تدفع الساحة المحلية إلى تفريخ حراس كثيرين جيدين بل على العكس تراجع المستوى فقلل من رغبة اللاعبين الصغار في اللعب بمركز حارس المرمى الذي لا يحظى بنجومية ولا تلمع فيه نجوم تصبح مصدر جذب للاعبين الصغار.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©