الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مهارة حياتية

19 يناير 2009 00:31
يعتبر مفهوم الحوار من المفاهيم الأساسية التي يجب أن يتعلمها الطالب ويربى عليها، لتصبح جزءاً من خبراته وممارساته الحياتية · وأجزم بأن الجميع يدرك أهمية الحوار ، خصوصاً في العصر الحديث مع التطورات والتعقيدات في حياتنا· والتحدي الذي يواجه التربويين يمكن أن يحدد كيف يمكننا أن ننشر ثقافة الحوار؟ في حقيقة الأمر إن تعزيز التربية على مفهوم الحوار تشترك فيه كل المؤسسات التي تساهم في عملية التربية ويعتبر دور الأسرة في المقدمة، ويكون تأثير الخبرة المتكونة لدى الطالب عن الحوار بصورة مباشرة من خلال اكتساب الخبرة والمحاكاة أو من خلال التعليم المباشر من أفراد الأسرة الأكبر سناً · ثم يأتي دور المدرسة ''التربية والتعليم '' على عدد من المستويات · المستوى الأول ''السياسات العامة للتعليم'' : تلعب السياسات التربوية دوراً مهماً في تأصيل فلسفة الحوار وتعمل على تأكيده ، وتشجيع الحوار لتحقيق التعايش بين أفراد المجتمع الواحد و التفاعل الواعي مع التطورات الحضارية العالمية · وكان لمركز الملك عبدالعزيز للحوار دور تكاملي مع الوزارة في نشر ثقافة الحوار من خلال المشاركات الموسعة للطلاب والتربويين في فعاليات الحوار الوطني · المستوى الثاني ''المناهج الدراسية'' : بحيث تعمل المناهج على تضمين مفاهيم الحوار في المقررات الدراسية الحاملة لمفهوم الحوار مثل مقررات العلوم الشرعية ومقررات اللغة العربية واللغات الأجنبية· وكما يمكن تضمينه في المقررات الأخرى بشكل داعم للمفهوم بطريقة تكاملية تعمل على تأكيد المفهوم بصورة أشمل مثل مواد العلوم الاجتماعية وغيرها من المقررات · ولا يقتصر الأمر على تضمين المفهوم بالمنهج بطريقة تكاملية بل يتعدى إلى التأكد من أن المفاهيم المقدمة تتوافق مع خصائص النمو ''النفسية والاجتماعية '' وتتناسب مع المرحلة العمرية للطالب من خلال وضع خريطة المفهوم وتحديد المدى والتتابع له· المستوى الثالث ''المدرسة'' : وهي أهم المستويات وينتقل المفهوم من الإطار النظري إلى التطبيقي من خلال نقل الخبرة من المعلم إلى الطالب على المستوى المعرفي، من خلال تعريف الطالب بمفهوم الحوار وأهميته وأساليبه لاكتساب الخبرة من خلال الممارسة داخل البيئة المدرسية · فكلما كانت البيئة المدرسية من عوامل مساعدة الطلاب على ممارسة الحوار الفعال بين الطالب وزملائه والطالب والمعلمين وإدارة المدرسة، ساعد ذلك في تعزيز اتجاهات الطالب نحو الحوار بصورة إيجابية، مع تأكيد الجوانب المعرفية التي قدمت له من خلال المناهج والأنشطة غير الصفية ، وبالتالي تنعكس على سلوكه مما يساعد على إكسابه هذه المهارة الحياتية وتنعكس على تصرفاته في حياته العامة· محمد سعود المقبل باحث في العلوم التربوية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©