الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شهر التطوع والإحسان

6 يونيو 2016 23:42
رمضان، شهرٌ تتوق له الأنفس، تشتاق له الأرواح، شهر السكينة والرحمة، شهر تهذيب النفوس. شهرٌ تتضاعف فيه الحسنات، ويتنافس الجميع لفعل الخيرات طمعاً لنيل الأجر والثواب. محطة إيمانية ترتاح فيها أرواحنا من عناء عام كامل وتتخلص فيها من شوائب الزمن، وتتزود للعام القادم. في رمضان تكثر أعمال الخير والتطوع بطرق وأشكال متنوعة، ومن يلاحظها يسعد؛ لأن كل هذه الأعمال الخيرة تدل على مدى تضامن المجتمع وإحساسه بالمسؤولية الاجتماعية ومدى رغبة الفرد في مساعدة أخيه قبل أن يطلب منه ذلك. التطوع في هذا الشهر الفضيل متنوع، فهناك تطوع بين الفرد ونفسه، يسعى فيه الفرد للتحلي بالأخلاق الفاضلة وبدء صفحة جديدة مليئة بالخير والصلاح وطي صفحات الزمن الماضية ورغبة في تكوين شخصية جديدة ولدت من جديد، يسعى فيه الفرد إلى تهذيب نفسه، ويكون مبادراً لفعل الخيرات. وهناك تطوع بين الفرد ومجتمعه، يكون بصور وأشكال جميلة، توحي مدى عمق المشاعر الطيبة وصدقها بين الناس، ومدى التضامن والتكافل بينهم، فيشارك الفرد في العديد من المشاركات التطوعية في المجتمع، كتوفير وجبات إفطار للمحتاجين، وتوزيعها على خيم الإفطار التي خصصتها الدولة في كافة أرجائها للمحتاجين. ومن مظاهر التطوع في المجتمع، تبادل الجيران لبعض من أصناف المأكولات التي يعدونها، فترى الأطباق بين المنازل تحمل محبة الجار لجاره، وكذلك خيم الشباب الرمضانية، فيسعى الشباب بتجهيز سفرتهم بأنفسهم ويتسابقون في ذلك. وما أجمل رمضان بالأطفال، أطفالٌ على الفطرة السليمة، تأتيهم رغبة قوية في تجربة الصيام، فيصومون في مراحل عمرهم المبكرة لفترات زمنية كلٌ حسب استطاعته، فما أجمل التطوع هنا، طفل ٌ صغير يريد أن يصوم وأسرته تحثه على ذلك فتعلمه آداب الصيام، ليس الامتناع عن الطعام والشراب فقط، بل التحلي بالأخلاق الفاضلة ومساعدة الآخرين وعمل كل فعل طيب يفيده في دنياه وآخرته. رمضان مدرسة تعلمنا الكثير، تعلمنا استثمار الوقت وكيفية إدارته فيما يفيد، رمضان يعلمنا أن هناك كنزاً عظيماً وأجراً عظيماً وجنة عظيمة تنتظر كل من يسعى ويبادر بإخلاص بالقيام بأعمال خيرة لنيل الأجر والثواب. أيام معدودات، فلنستثمرها بأفضل صورة ولنتنافس في فعل الخيرات. محبوبة عبدالرحمن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©