نموذج لسفينة تاريخية يجدد الجدل بين تركيا والأرمن

أثار الإعلان عن قرب وصول نسخة لسفينة استخدمت في التاريخ القديم إلى مارسيليا، جدلا بين الجاليات الأرمنية واليونانية من جهة والجالية التركية من جهة ثانية، لأنها انطلقت من الشواطئ التركية. ومن المتوقع أن تصل هذه السفينة إلى مارسيليا الخميس المقبل لتعلن انطلاق «موسم تركيا في فرنسا»، وهي فعالية تتم بالتنسيق بين البلدين. بعدها تسلك السفينة نهر الرون صعودا حتى باريس. ويصل عدد الأرمن في مارسيليا إلى 80 ألفا ووزعوا المناشير لاستنكار ما وصفوه بـ»الوصول المعيب لهذه السفينة» ودعوا البلدية إلى التدخل لمنعها من الرسو. ويعتبر الأرمن أن «استقبال هذه السفينة يعني التغاضي عن نكران تركيا لارتكابها الإبادة الجماعية بحق الأرمن ورفضها الاعتراف بالذنب، وهم يستذكرون الناجين من الإبادة الذين وصلوا أيضا بالسفن إلى مارسيليا». ووصف الناطق باسم مجلس تنسيق المنظمات الأرمنية في فرنسا ماكسيم سيسفاليان، الخطوة بـ»الاستفزازية». أما سكان مارسيليا من أصل قبرصي، فقد اعتبروا أن وصول هذه السفينة يعني «التغاضي عن احتلال تركيا غير المشروع منذ عام 1974 للجزء الشمالي من الجزيرة». وشجب القنصل الفخري لقبرص في مارسيليا الكيس فوسكاريدس، هذه «الخطوة السياسية الهادفة للادعاء بأن تركيا بلد أوروبي». وتصل كلفة السفينة المزودة بصفي مجاديف والتي أطلق عليها اسم «سيبيل» إلى، 750 ألف يورو. وتتبع مسار المستعمرين الأغريق انطلاقا من ما كان يعرف بآسيا الصغرى عام 600 قبل الميلاد، والذي هو الآن الساحل التركي، وصولا إلى مارسيليا. ويعتبر رئيس «الجمعية المتوسطية فرنسا-تركيا» جان بيار سالفيتا، أن «هذا الجدل غير مبرر، والضغوط في غير مكانها، كما ان هذه الفعالية هي عبارة عن تظاهرة ثقافية مرتبطة بأحداث عمرها 2600 سنة».