الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الرئيس اليمني يستعين بـ «قبائل مسلحة» لتأمين صنعاء

الرئيس اليمني يستعين بـ «قبائل مسلحة» لتأمين صنعاء
19 مارس 2014 01:14
عقيل الحلالي (صنعاء) - عزز الرئيس اليمني الانتقالي، عبدربه منصور هادي، قوات الجيش المكلفة بحماية العاصمة صنعاء بالقبائل المسلحة المرابطة على مشارف المدينة حيث امتد نفوذ المتمردين الحوثيين الذين يتمركزون في محافظة صعدة (شمال) على الحدود مع السعودية. والتقى الرئيس هادي أمس الثلاثاء، عددا من مشايخ ووجهاء أهالي بلدة «بني حشيش» المتاخمة لحدود العاصمة صنعاء من جهة الشرق، وذلك بعد يومين من لقاء مماثل جمعه بوجهاء وأعيان بلدة «بني مطر» الواقعة غرب العاصمة. وخلال اللقاء، أشاد هادي بدور أهالي بلدة «بني حشيش» في «الدفاع عن الوحدة والجمهورية والأمن والاستقرار»، وقال إن «مديرية بني حشيش البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء». وأضاف: «تقع عليكم مسؤولية الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة والتعاون مع الأجهزة المعنية لتحقيق السكينة العامة»، مشيراً إلى «تحديات كبيرة ومتعددة» تواجه اليمن في الوقت الراهن «تتطلب تضافر جهود الجميع للعمل الجاد للمصلحة العامة للبلاد بعيداً عن المصالح الضيقة والمناطقية والحزبية». وشدد على ضرورة «تعاون الجميع» من أجل «تحقيق التطلعات التي ينشدها المواطن»، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ». وقال هادي: «أمامنا اليوم مهام رئيسية تتمثل في الحفاظ على الوحدة والنظام الجمهوري وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل»، الذي اختتم فعالياته أواخر يناير بالتوافق على صياغة دستور جديد للبلاد والتحول إلى النظام الاتحادي الفيدرالي خلال عام. وأوضح أن الدولة الاتحادية الجديدة المزمع إعلانها من ستة أقاليم «سترعى مصالح وحقوق كافة المواطنين وتخفيف معاناتهم بعيداً عن المركزية المفرطة»، متعهدا في الوقت ذاته بتلبية الاحتياجات الأساسية لأهالي بلدة «بني حشيش»، التي شهدت في العام 2008 معارك بين القوات الحكومية ومقاتلي جماعة الحوثيين المسلحة المتمردة في محافظة صعدة منذ العام 2004. وأكد ممثل بلدة «بني حشيش» في البرلمان، يحيى القاضي، وقوف ومساندة أهالي البلدة لجهود الرئيس هادي «في مواجهة التحديات والصعوبات التي تواجه اليمن وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني» التي أقرتها جميع أطياف العمل السياسي في البلاد بما فيها جماعة «الحوثيين» التي وسعت نفوذها في الأسابيع الماضية إلى مشارف العاصمة بعد سلسلة معارك عنيفة خاضتها ضد جماعات قبلية ودينية مناوئة لها في الشمال. وتتصاعد مخاوف حقيقية في اليمن من تعرض العاصمة صنعاء لهجوم من قبل المتمردين الحوثيين الذين خاضوا في العقد الماضي ست جولات من القتال ضد الجيش، وسط قلق إقليمي ودولي من استدراج هذا البلد نحو العنف في ظل استمرار زحف الجماعات المسلحة نحو العاصمة. وقال الكاتب والمحلل السياسي اليمني، أحمد غراب، لـ (الاتحاد) إن الرئيس هادي يشعر بالحرج أمام اليمنيين «لأن العاصمة صنعاء أصبحت مهددة بالجماعات المسلحة» التي قال إن تعددها وتنامي نفوذها «سبب استراتيجي في إضعاف الدولة والنظام». وعزا غراب لقاءات هادي بالقبائل المسلحة المحيطة بصنعاء إلى محاولته «إيجاد عمق قبلي» للجيش الذي سيعد دخوله في صراع مسلح «أشبه بمغامرة في ظل الصراعات السياسية» التي فرضت المحاصصة على المناصب القيادية في المؤسسة العسكرية بعد أن عانت في الأعوام الثلاثة الماضية من انقسام حاد على خلفية حركة الاحتجاجات الشعبية في 2011 ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وقال إن الرئيس هادي حاول منذ توليه رئاسة البلاد مؤقتا أواخر فبراير 2012 «أن يتجنب الحروب بشكل عام للحفاظ على ما تبقى من قوة الجيش»، معتبرا أن قرار هادي الليلة قبل الماضية بتعيين 20 قائدا عسكريا في مناصب قيادية في الجيش «يأتي في إطار مساعيه لإيجاد مؤسسة عسكرية وطنية» بعيدا عن الولاءات الشخصية والمناطقية والحزبية.وشمل قرار هادي إقالة قائد قوات العمليات الخاصة، المدربة تدريبا عاليا ونوعيا، اللواء ركن عبدربه القشيبي، وتعيين قائد قوات الشرطة العسكرية، اللواء ركن مجلي أحمد المرادي بدلا عنه. ونفت جماعة «الحوثيين»، أمس، سعيها إلى السيطرة على العاصمة صنعاء، حسبما صرح الناطق الرسمي باسمها، محمد عبدالسلام، لصحيفة «الأولى» اليمنية الأهلية في عددها الصادر أمس. وقال عبدالسلام: «نحن في صنعاء من زمان ولنا وجود شعبي. نحن لا نسعى إلى ذلك (اقتحام العاصمة) نهائياً»، معتبرا تلك المخاوف «اتهامات» للجماعة «من أجل الزج بالجيش تحت ذرائع الدفاع عن صنعاء». وحذر من تداعيات دخول الجيش في صراع مسلح ضد «الشعب تنفيذا لرغبة (جماعة) الإخوان المسلمين» التي يمثلها سياسيا حزب الإصلاح، مشيرا إلى أن القوات الحكومية التي تدين بالولاء للجنرال علي محسن الأحمر- السند القوي لحزب الإصلاح والمستشار الرئاسي لشؤون الدفاع والأمن منذ عزله من قيادة الجيش في أبريل العام الماضي- «ليست جيشاً وطنيا وهي جيش حزبي بامتياز»، حد قوله. وأكد عبدالسلام انسحاب مقاتلي الجماعة من مواقعهم التي سيطروا عليها في بلدة «همدان»، شمال غرب صنعاء، التي سيطروا عليها الأسبوع الفائت بعد معارك خاضوا ضد جماعات قبلية محلية موالية لحزب «الإصلاح». كما أكدت وزارة الدفاع اليمنية، أمس، انسحاب «الحوثيين» من بعض المواقع التي احتلوها في «همدان»، وذلك غداة تهديدات أطلقتها اللجنة الأمنية العليا في اليمن باللجوء للجيش لإخماد الصراع المذهبي هناك بعد أن منحت طرفي الصراع 12 ساعة للانسحاب من البلدة. ونقل موقع وزارة الدفاع عن وكيل محافظة صنعاء، علي الغشمي، قوله إن نحو ألف مقاتل من جماعة «الحوثيين» انسحبوا مساء الاثنين من أربع مناطق في بلدة «همدان»، مشيرا أيضا إلى أن المسلحين من أبناء تلك المناطق الذين قال إنهم «ينتمون لحزب الإصلاح» عادوا إلى منازلهم.وأكد الغشمي، الذي يقود اللجنة الأمنية المكلفة بإخراج الجماعات المسلحة من «همدان»، أن اللجنة ستواصل جهودها الثلاثاء «لإخلاء من تبقى من المسلحين» في أربع مناطق أخرى في البلدة التي شهدت الأسبوع الماضي معارك عنيفة بين «الحوثيين» و«الإصلاحيين» خلفت 30 قتيلا وأكثر من 40 جريحا، حسب المسؤول المحلي. وكذبت صحيفة «الصحوة»، لسان حال حزب «الإصلاح»، تصريحات الوكيل الغمشي بشأن انسحاب «الحوثيين» من همدان. وقالت في رسالة نصية عبر الجوال، نقلا عن مصدر محلي، إن هذه التصريحات «غير صحيحة»، وأنها «محاولة للالتفاف على مهلة اللجنة الأمنية العليا»، مؤكدة استمرار انتشار مسلحي جماعة الحوثي في شمال غرب العاصمة.وإلى جانب الصراعات المسلحة في الشمال، يعاني اليمن من احتجاجات انفصالية متفاقمة في الجنوب حيث تنشط خلايا تنظيم القاعدة الذي استفاد من احتجاجات 2011 وضعف السلطة المركزية في توسيع نفوذه في جنوب وشرق البلاد. وأصيب أربعة أشخاص، وهم جنديان ومدنيان، بانفجار سيارة ملغومة بالقرب من مبنى الاستخبارات العسكرية في محافظة لحج الجنوبية، حسبما ذكر موقع وزارة الدفاع اليمنية في بيان. وأوضح البيان أن السيارة الملغومة، وهو من نوع هايلوكس، انفجرت بجوار مبنى شعبة الاستخبارات العسكرية في بلدة «تب»، جنوب لحج، ما أدى إلى تضرر المبنى بشكل كبير وجرح جنديين واثنين من المارة. وأشار إلى أن «عناصر إرهابية» فجرت السيارة عن بعد بعد أن وضعت داخلها «كميات من المتفجرات». وقال مصدر أمني إن الأجهزة الأمنية المحلية «فتحت تحقيقا في الحادث لكشف ملابساته ومعرفة من يقف وراء هذا الاعتداء الغادر والجبان». وعلى صعيد متصل بالاضطرابات في الجنوب، قُتل مدني، أمس، برصاص مسلحين مجهولين فتحوا نيران أسلحتهم الرشاشة عليه أثناء مروره على متن سيارته في شارع رئيسي ببلدة «الشحر» بمحافظة حضرموت. وذكرت مصادر محلية لـ (الاتحاد) إن أنيس مبروك (45 عاما)، وهو شخصية اجتماعية معروفة في بلدة «الشحر»، لقي مصرعه برصاص مسلحين مجهولين هاجموا في شارع رئيسي، قبل أن يلوذا بالفرار، فيما نقلت جثة القتيل إلى المستشفى المحلي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©