الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات تشارك دول العالم احتفالات «اليوم العالمي للتوحد»

الإمارات تشارك دول العالم احتفالات «اليوم العالمي للتوحد»
1 ابريل 2018 22:57
محمود خليل (دبي) تشارك دولة الإمارات العربية المتحدة العالم، سنوياً احتفالات اليوم العالمي للتوعية بالتوحد الذي يصادف اليوم والذي حددته الأمم المتحدة في الثاني من أبريل من كل عام، ليكون تشجيعاً للدول الأعضاء على اتخاذ تدابير تهدف إلى إذكاء الوعي لدى فئات المجتمع كافة، خصوصاً على مستوى الأسر، فيما يتعلق بالأطفال المصابين بهذا الاضطراب. وأولت الدولة بتوجيهات القيادة الرشيدة، اهتماماً لافتاً بفئات الإعاقة كافة، وتم الإعلان في أبريل الماضي عن سياسة وطنية لتمكين أصحاب الهمم في مناحي الحياة كافة، من صحة وإعادة تأهيل وتعليم وتأهيل مهني وتشغيل، وإمكانية الوصول للمرافق كافة، وحمايتهم اجتماعياً، وتمكينهم أسرياً، وإدماجهم في مختلف الأنشطة الثقافية والاجتماعية، وذلك بهدف تحسين الخدمات كافة المقدمة لهم، والتركيز على تنمية وتطوير قدراتهم ودمجهم المجتمعي. وأعطت الإمارات اهتماماً كبيراً لتوفير وسائل العلاج لفئة اضطرابات التوحد من الأطفال وحتى سن الثامنة عشرة في مراكزها الحكومية الاتحادية والمحلية المتخصصة مثل مركز أم القيوين للتوحد الذي افتتحه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في فبراير الماضي، ويعد من أكبر المراكز الحكومية في منطقة الشرق الأوسط. وتقدم وزارة تنمية المجتمع خدماتها لأطفال التوحد عبر مراكز تأهيل أصحاب الهمم، ضمن وحدات متخصصة في التوحد، ويعتبر مركز أم القيوين للتوحد المركز الأول الذي يقدم خدماته بشكل مستقل وخارج نطاق مراكز أصحاب الهمم نظراً لأهمية وخصوصية هذا الاضطراب الذي يستدعي منهجيات عمل وطرق تشخيص وتأهيل مختلفة عن بقية الإعاقات. وبذلت إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم، جهوداً امتدت لفترة طويلة، قام خلالها موظفون اختصاصيون فيها بزيارة دول عديدة في العالم للاطلاع على تجاربهم في هذا الصدد، والاستفادة منها محلياً وتصميمها وفق البيئة الإماراتية، وتمكنت الوزارة من تجهيز مركز أم القيوين للتوحد بما تم تصنيفه على أنه المركز الحكومي الأحدث والأكبر في منطقة الشرق الأوسط. واستجابة لتوجيهات القيادة الرشيدة للدولة في ظل ما توليه من اهتمام كبير بفئة التوحد، فقد ضم مركز أم القيوين مرافق متعددة تشمل العديد من الفصول التعليمية والغرف العلاجية المساندة، وخدمات العلاج بالتكامل الحسي المجهزة بأحدث الأجهزة، والأدوات التقنية التي تساعد الأطفال على التكيف مع المثيرات الحسية المحيطة في مختلف البيئات، حيث تعتبر غرفة العلاج الحسي أكبر الغرف العلاجية في الدولة التي تعتمد على التكامل الحسي، وتحتوي على العديد من التقنيات الحديثة جداً، والتي تعتمد على عناصر الإضاءة والصوت والصورة والملمس، حيث تعطي الطفل فرصة لاختبار واستكشاف بيئات متعددة ومتغيرة من حوله، والتي تعتبر محاكاة للبيئات الخارجية التي يمر بها في حياته اليومية من أجل التكيف معها، بحيث تتناسب مع ميوله واهتماماته والمشكلات الحسية التي قد يواجهها. إضافة إلى خدمات متميزة أخرى مثل علاج اضطرابات اللغة والكلام لتنمية قدرات الأطفال على التواصل مع المحيطين، وغرف تفريغ الطاقة التي تساعد الطفل على التخلص من الشحنات السلبية، الأمر الذي يدعم عملية التعلم، والألعاب الخارجية المتخصصة في إثارة حواس الطفل وتنمية مهاراته المعرفية والحركية والتآزر، والعلاج السلوكي والمهني، إضافة إلى الأنشطة الرياضية والترفيهية والموسيقية التي تهدف إلى إدماج هؤلاء الأطفال في البيئة المحلية، وبرامج الأنشطة الخارجية كالسباحة وركوب الخيل العلاجي، بالتعاون مع شركاء الوزارة من المؤسسات الحكومية والخاصة في الدولة. كما تم تجهيز المركز بحديقة ألعاب خارجية، تحتوي على الكثير من المهارات الحركية والحسية والانفعالية والمعرفية التي تهدف إلى استثارة تفكير الطفل واستكشاف مهاراته، وبثّ الفضول والدافعية في نفوس الأطفال عن طريق اللعب الموجه والهادف، وتحتوي كل لعبة على أهداف تربوية يمكن للمعلمات والمختصين تحقيقها من خلال توجيه الطفل نحو كيفية التعامل معها، ومشاركته وغيره من الأقران، فتمتزج بذلك الأهداف التعليمية مع الترفيهية من خلال اللعب لتكون ذات متعة للطفل وتشبع ميوله واهتماماته، وتحقق له التواصل والتفاعل الاجتماعي مع أقرانه. تطبيقات ذكية متخصصة في مجال التوحد ويستخدم المركز تطبيقات ذكية متخصصة في مجال التوحد، أهمها تطبيق (تواصل) كأحد البرامج التفاعلية مع أطفال التوحد التي تنمي مهاراتهم التواصلية عن طريق الصور، ويُعد هذا التطبيق وسيلة مساعدة للأطفال غير الشفهيين للتعبير عن اهتماماتهم وحاجاتهم عن طريق تكوين الصور الموجودة في بيئتهم المحلية، حيث يقوم التطبيق بقراءة الصور واستبدالها بقراءة نصية تمكّن الآخرين من فهم ما يريده الطفل، كما يتميز التطبيق بقدرته على تنمية الحصيلة اللغوية للطفل عن طريق التواصل المستمر بين المعلمة والأم، ومعرفة المفردات اللغوية التي أنجزها الطفل في كل من بيئتي المركز والمنزل، إضافة إلى تطبيق (القصص الاجتماعية للتوحد) الذي يهدف إلى تعليم الأطفال سلوكيات مقبولة اجتماعياً، وزيادة قدراتهم على التواصل والتكيف مع البيئات المحيطة، عبر الأسلوب القصصي المصور الذي ينسجم مع اهتمامات الأطفال وطرق تعلمهم البصرية. اضطرابات طيف التوحد ولأن برامج التدخل المبكر، تكتسب دوراً مهماً في مساعي الدولة للحد من تفاقم حالات الإعاقة والكشف المبكر عنها، ومن بينها اضطرابات طيف التوحد لإفساح المجال أمام معالجتها مبكراً، وتأهيلها وفق خطط علمية مدروسة، وفي نهاية المطاف دمجها مجتمعياً وتعليمياً وتوظيفاً، فقد أولت وزارة تنمية المجتمع على التركيز على برامج التدخل المبكر، وافتتحت في وقت سابق مركز دبي للتدخل المبكر الذي يتمتع بمواصفات عالمية، ويضم أحدث الأجهزة والمعدات والتقنيات اللازمة بإشراف مختصين مؤهلين للتعامل مع هذه الفئة في سنوات العمر الأولى في مجال التربية الخاص والنطق والعلاج الحركي والعلاج الوظيفي والعلاج باللعب والعلاج السلوكي. كما عمدت الوزارة منذ سنوات إلى افتتاح أقسام للتدخل المبكر في المراكز التابعة لها كافة، وتعمد سنوياً إلى عمل مسوحات على العديد من الأطفال، وتصلهم في أماكن وجودهم في الحضانات ورياض الأطفال، وفي منازلهم لاكتشاف أي تأخر نمائي لديهم لمعالجتها. وتهدف برامج التدخل المبكر إلى تحسين نمو الأطفال وتمكينهم من الاندماج الاجتماعي في المستقبل، والحيلولة دون تطور نسبة الإعاقة أو التقليل من شدتها، والتقليل من المعاناة المعنوية والمادية لأسر الأطفال وتخفيف الأعباء عنها ومساعدتها في تقبل أطفالها وتحقيق درجة مقبولة من التكيف، وزيادة درجة وعي المجتمع بالوقاية من الإعاقة والحد من آثارها. ولأن المصابين باضطرابات طيف التوحد يصعب التواصل معهم صوتياً، حيث يشكل التواصل البصري دور مهم بالتواصل مع هذه الفئة، فقد عمدت إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم في وزارة تنمية المجتمع، على إطلاق تطبيق ذكي يطوّر المهارات التواصلية والاجتماعية للأطفال المتوحدين. ويعتمد التطبيق على توافر عدد كبير من الصور، يضم الاحتياجات الأساسية للمصاب باضطرابات طيف التوحد، والتوجيهات المهمة للمتعاملين معه، وعبر تدريبهم جميعاً على استخدامه، يمكن التواصل فيما بينهم باستخدام هذه الصور. لتطوير كفاءة المواطنين العاملين في «اضطراب التوحد» تدشين دبلوم في التوحد بالتعاون مع جامعة أبوظبي تزامناً مع اليوم العالمي للتوعية بالتوحد الذي يصادف 2 أبريل من كل عام، أعلنت وزارة تنمية المجتمع تنظيمها عدداً من البرامج والفعاليات الخاصة للتوعية بالتوحد في جميع إمارات الدولة طوال شهر أبريل الجاري، ومن بينها تدشين دبلوم التوحد بالتعاون مع جامعة أبوظبي، وهو موجّه للكادر العامل في هذا المجال، من أجل تطوير كفاءة المواطنين العاملين في مجال اضطراب التوحد. وتعكف الوزارة علي إنشاء وحدات جديدة للتوحد والتدخل المبكر في مختلف مراكز تأهيل أصحاب الهمم التابعة للوزارة، بحيث تقدم هذه الوحدات خدمات الكشف المبكر عن اضطراب التوحد، والتشخيص والتقييم وفقاً لأحدث الاختبارات والمقاييس العالمية، إضافة إلى اتّباع طرق حديثة في التأهيل والتدريب أثبتت فاعليتها عالمياً من حيث تأثيرها على سلوك الأطفال وتطوير مهاراتهم الاجتماعية والتفاعلية. وقالت وفاء حمد بن سليمان، مدير إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم التابعة لوزارة تنمية المجتمع: «تشارك دولة الإمارات العربية المتحدة العالم بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بالتوحد من خلال برامج وفعاليات عدة، تنظمها وزارة تنمية المجتمع تحت شعار (لنتوحد من أجل التوحد)». وأضافت: «تنظم وزارة تنمية المجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة مجموعة من البرامج والفعاليات التي تستهدف أفراد المجتمع كافة للتوعية والتثقيف بطبيعة وماهية هذا الاضطراب واحتياجات الأشخاص من ذوي التوحد، والتذكير الدائم بأن بيننا أناساً يحتاجون منا لاهتمام خاص ورعاية غير عادية، وأن مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة يحتضن جميع فئاته بغض النظر عن احتياجاتهم الخاصة، ويوفر لهم الدعم الكامل لمواصلة الحياة والتمتع بحقوقهم الكاملة». وأكدت وفاء حمد أن دولة الإمارات سباقة ورائدة في مجال الاهتمام بالأشخاص من ذوي التوحد وأصحاب الهمم عامة، وأن الوزارة تقوم، وبتوجيهات من القيادة الرشيدة، بالعديد من المبادرات والبرامج لتمكين الأسر على التعامل مع الأبناء المصابين بهذا الاضطراب، وتوفير الإرشادات اللازمة للأمهات بشكل خاص لرصد الأعراض المبكرة للتوحد، كما تمارس الوزارة دورها التوعوي في المدارس والجامعات لاستيعاب ذوي التوحد ومساعدة المدرسين على التعامل الأمثل معهم. كما تتابع وزارة تنمية المجتمع أنشطة وأداء مراكز تأهيل التوحد في الدولة، وتسعى إلى العمل مع الجهات المعنية للحد من تكاليف التأهيل بحيث يكون متاحاً للجميع بغض النظر عن حالتهم المادية، وهناك جهود مبذولة من قبل مراكز التوحد في جميع إمارات الدولة، لمساعدة الأهالي على تحمل تكلفة تأهيل أبنائهم، وتوفير كل ما يلزم لرعايتهم. مسح نمائي كما ستقوم الوزارة على إعداد مسح نمائي في الحضانات ورياض الأطفال للكشف عن حالات التوحد، وتوفير الدعم والتوجيه اللازمين، حيث يباشر فريق المختصين المدربين من قبل الوزارة بالنزول إلى الميدان لتطبيق مسوحات ميدانية تكشف عن السمات والخصائص الأولية التي يتصف بها أطفال التوحد، وتوجيههم إلى مراكز ووحدات التدخل المبكر التابعة للوزارة لإجراء التقييم والتشخيص الشامل في حال وجود أية علامات أولية تؤشر على وجود هذا الاضطراب، ومن ثم تقديم الخدمات التأهيلية المناسبة للأطفال وأسرهم. أكثر من 40 معلماً ومبنى يضاء بالأزرق. وفي شهر التوعية بالتوحد، سيضاء أكثر من 40 معلماً ومبنى في الدولة باللون الأزرق الذي يرمز عالمياً لاضطراب التوحد، وذلك من أجل التوعية به ولفت الأنظار نحو أهمية تطوير البرامج والخدمات المقدمة لذوي التوحد وأسرهم، إضافة إلى إطلاق مسابقة للتصوير الفوتوغرافي لأفضل صورة يتم التقاطها للمعالم المضاءة بهذه المناسبة. «إدارة سلوكيات التوحد» كما تنظم الوزارة ندوة توعوية في مركز الشباب بأم القيوين، موجهة إلى أولياء الأمور وللمهتمين بشكل عام، وتركز على إدارة سلوكيات أطفال التوحد، يشارك فيها مجموعة من المختصين والخبراء في المجال. مجموعات قصصية وسيتم الإعلان عن إصدار مجموعة من القصص الاجتماعية المتخصصة بالتوحد، والتي تشمل العديد من السلوكيات الإيجابية التي بإمكان المختصين والوالدين تطويرها لدى الأطفال عن طريق الأسلوب القصصي الهادف الذي يحتوي على مجموعة من الصور المعبرة، حيث تعمل هذه القصص أيضاً على تطوير مهارات التواصل عند الأطفال وتطوير سلوكهم الاجتماعي وطرق لعبهم وتفاعلهم مع البيئات التعليمية والاجتماعية المحيطة، وتنمية قدراتهم على التصرف في المواقف الجديدة، وغير المألوفة بالنسبة لهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©