ترجمة: ريم البريكي
ولد كالب برادهام في العام 1867، ونشأ في مقاطعة دوبلن بولاية نورث كارولينا، والتحق في عام 1886 بجامعة نورث كارولينا في تشابل هيل، ودرس لاحقاً في جامعة ميريلاند على أمل أن يكون طبيباً. ولكن عندما أعلن والده الإفلاس بعد نفاد أمواله، وخسارته لصفقاته، ترك برادهام كلية الطب، وكان وقتها في السنة النهائية للتخرج.
بعد عودته إلى ولاية كارولينا الشمالية، لم يفقد كالب برادهام شغفه واهتمامه بمجال تخصصه العلمي بالرعاية الصحية. درس فترة وجيزة في أكاديمية خاصة في نيو برن قبل التحاقه مرة أخرى بجامعة ميريلاند - وهذه المرة درس في كلية الصيدلة. وبعد تخرجه فيها افتتح صيدلية برادهام في نيو برن، اعتاد على إعداد خلطات من الأدوية ومزجها ببعضها، واستغل مساحة في صيدليته لإعداد تلك الخلطات، في عام 1898 توصل برادهام إلى اختراع شراب يساعد على الهضم، وقد سوق له برادهام من خلال تقديمه إلى مرتادي صيدليته الذين أظهروا اهتماماً كبيراً بالمشروب الغازي.
كان الدافع الذي سعى إليه برادهام ونال اهتمامه هو توفير شراب يعمل على تحسين الصحة، بعد تهافت سكان نيو برن المتزايد على الشراب، أطلقوا عليه اسم «شراب براد»، وقد كرس برادهام طاقاته بدوام كامل لبيع المشروب، وذلك بعد أن تزايد الطلب وتضاعف على مشروبه، ليقوم بحفظ حقوق ملكيته للمشروب، ومن ثم غير اسم المشروب إلى بيبسي كولا الذي جاء اسمه من قدرته على المساعدة على الهضم، ويقوم بمهمة مشابهة إلى حد كبير إنزيم البيبسي، وتم إدراج الشركة في عام 1902، وعين برادهام رئيساً لها، وبذلك نال منصب أول رئيس للشركة منذ تأسيسها إلى اليوم، كما حظيت الشركة بعلامة تجارية تعتبر واحدة من أقدم العلامات التجارية في تاريخ مكتب براءات الاختراع الأميركي، وبدأت الشركة في الإعلان عن «مشروب غذائي نقي» في أعقاب صدور قانون الغذاء والدواء النقي (1906)، عند إقرار الحكومة أن الشركة لا تستخدم أياً من المواد الضارة.
في السنوات الأولى، نمت شركة بيبسي كولا بسرعة، وخلق برادهام العديد من الوظائف الجديدة للناس ليس فقط في نيو برن، ولكن أيضاً في الجنوب الشرقي، وبدأ كذلك ببيع الامتيازات للمقاطعات الأخرى، في عام 1905، كان هناك اثنان فقط من الأفرع للشركة، وبحلول عام 1910 تم إنتاج ما يقرب من 300 زجاجة، ليفتتح بعدها المزيد من الأفرع في أربع وعشرين ولاية، وبتوجيه من الصيدلي المبتكر، بدأت الشركة حملة إعلانية ناجحة تضم النساء والمشاهير، مع عرض مميزات الشراب، ولتلبية الطلب على جودة الصودا وإعلانات الشركة المنتجة، كانت شركة بيبسي-كولا واحدة من أوائل الشركات التي تقوم بشحن المنتجات عبر السيارات.
على الرغم من اندلاع الحرب العالمية الأولى، ومع تلك الظروف القاسية وجد مبيعات منتجه في تزايد، وفي عام 1915 باع برادهام مشروبه اللذيذ في جنوب شرق البلاد (7 ولايات) بـ 31.346 دولار، ولكن فترة الانتعاش هذه شهدت تراجعاً بعدما دخلت الولايات المتحدة الحرب في عام 1917، وبذلك ارتفعت أسعار المواد الغذائية ومنها السكر الذي يدخل بشكر مباشر في صناعة المشروب، مما أثر بشكل مباشر على تصنيع المنتج فأدى بدوره إلى انخفاض إنتاج بيبسي كولا، ومبيعاتها.
اتجهت الشركة إلى استخدام بدائل السكر التي لم تنل استحسان العملاء، تأثر الشركة جاء بعد سيطرة الحكومة على أسعار السكر وتحكمها بها(ثلاثة سنتات للرطل الواحد)، كما رفعت الحكومة ضوابط الأسعار، وبلغت التكلفة نحو 830 في المئة (28 سنتاً للرطل الواحد)، وذلك بعد انتهاء الحرب، مع تلك الزيادة توقع العملاء أن تبلغ تكلفة زجاجة بيبسي كولا خمسة سنتات، ونتيجة لذلك، لم تتمكن شركة برادهام وشركة بيبسي كولا من تغطية تكاليف الإنتاج. في عام 1923 وبعد استمرار الحكومة في المغالاة بأسعار السكر أعلنت بيبسي كولا إفلاسها، ليعود مالكها برادهام إلى صيدليته ويمارس من خلالها عمله السابق كصيدلي.
في 1يناير من عام 1901 تزوج برادهام كريديت كريدل من نيو برن، ورزق بثلاثة أطفال هم ماري، كالب الابن، وجورج. في 19 فبراير 1934 توفي برادهام من مرض رافقه لسنوات طويلة، ودفن في مقبرة سيدار جروف في نيو برن.
مترجم عن موقع northcarolinahistory.org
عدد اليوم
