إن تاريخ الدراما الإماراتية التي بدأت في السبعينيات على مدى كل تلك السنوات لم تعط حقها في ميزانيات التلفزيونات المحلية، سوى بعض الأعمال القليلة التي أثبتت نجاحها على مستوى المشاهد الإماراتي حتى برزت مؤخراً خليجياً. بما أنها ناجحة فلماذا لا يوجد دعم أو تشجيع من قبل المختصين، سيأتي الجواب بأن لا توجد نصوص جيدة أو لا توجد ميزانية بالأصل لإنتاج أعمال محلية. هناك أنواع من المسلسلات التي تهم المشاهد الإماراتي مثل الأعمال التي تناقش هموم الناس والمشكلات الاجتماعية والمسلسلات التراثية التي لا وجود لها حالياً، والتي ترسخ قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا واللهجة المحلية التي بدأت في التراجع حتى بات الجيل الجديد لا يعرف عنها شيئاً. هناك العديد من المواهب المغمورة والتي لم تعط الفرصة لأن تظهر على السطح ولأسباب كثيرة، منها المحسوبيات والرغبة في الاستعانة بأسماء معروفة أو استغلال المنتجين وغيرها من الأسباب. لماذا لا تتولى وزارة الثقافة وتنمية المعرفة هذه المهمة بقراءة النصوص وتقديم الأفضل منها وترشيحها للتلفزيونات ليكون هناك تعاون حقيقي وعن طريقه تخصص ميزانية للإنتاج المحلي من دون الحاجة للتقدم بنص معين مباشرة إلى التلفزيونات وبهذا تكون قد حلت مشكلة الرقابة والجودة والوقت، كما أن الأعمال ليس من الضروري أن تعرض خلال رمضان فقط، فهناك كثير من الأعمال الخليجية الناجحة تم عرضها خلال أيام السنة. ويمكن لوزارة الثقافة وتنمية المعرفة استقطاب الكتاب والمواهب عن طريق الإعلان عن جائزة لنص تلفزيوني كما هو الحال مع النصوص المسرحية وبهذا سيتقدم الكثير وسيتم اختيار أفضل النصوص، وسيكون بمثابة التشجيع على الكتابة وبروز مواهب جديدة.
ولن يتحقق ذلك إلا بضرورة تدخل من الجهات العليا لتولي وزارة الثقافة وتنمية المعرفة لتفعيل دورها تجاه كل الأعمال الدرامية التي تقدم باعتبارها نصوصاً. هناك دعم دائم من قبل حكومتنا الرشيدة للأعمال الفنية المحلية ولكن القرارات تتعثر عند باب التلفزيونات لتصطدم بسياساتها وميزانياتها، وتبقى النصوص رهن أدراج المكاتب ولا تمضي قدماً. آن الأوان لتلك السياسات أن تتغير لصالح تلك الأعمال التي ستكون عوناً لسعادة المواطن بأن يشاهد ما يطمح له ويستمتع به.
ميسون الأنصاري
عدد اليوم
)
