السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كشفت بيتي بإرادتي

1 ابريل 2018 23:20
حين تلامسنا الأحاسيس والمشاعر الجميلة، ونعيش لحظات الحبور نود أن يتفاعل معنا المقربون لنا، وأن نشارك مع أخ أو صديق تلك اللحظات التي تتم جمعها إلى صور أو مقاطع فيديو أو غيرها من وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت في متناول أيدي الجميع. هناك من يصور لحظة اجتماع أسرته ويبعثها لصديق مقرب له يود منه أن يشاركه تلك اللحظة ولكنه لا يعلم بأنه قد صوّب سهما في قلبه ووجعا لا ينتهي، لأن ربما هذا الصديق بعيداً عن أهله ويفتقد أحد أسرته، فما أصعب التصرف بصفاء نية، وتكون النتيجة حزناً وألماً في القلوب. وآخر صوّر سيارته الفارهة كي يعلم أقرب الناس بأنه امتلك مقود أحلامه، بينما الآخر يئن من أعباء الحياة فلا يجد سوى ما يطعم أسرته، فبتلك الصور يشعل مشاعر الغبطة والانكسار معاً، فكان الهدف فرحا وأمسى ترحا. مع زخات المطر وجمال فصل الشتاء، والجميع يلتف حول الحساء، ذلك المنظر الرائع الذي يجمع أفراد أسرتك وأنت في مكان آخر تحن إلى وطنك وبيتك وجبين أمك وأبيك وضحكات أخوتك، فإذا بأخيك يبعث لك تلك اللحظات في مقطع فيديو يود منك مشاركتهم فرحتهم إلا أنك شاركتهم روحا بلا جسد وقلبك ينفطر. كان المقصد منه إشعال فرحة ولكنه أشعل حرقة في قلبك، شعور لا تدرك معناه. وهناك من يصور أبناءه على التواصل الاجتماعي وهناك منا من يشتهي صوت بكاء طفل وغيرها من المواقف التي لا تحصى. فحينما تلتقط تلك الصور أوالمقاطع أوغيرها قد تبعثها بحسن نية وبكل حب، لكن قد تتحول إلى ألم. فكّر قبل أن تبعث وفكّر بالصدى الذي ستخلده.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©