الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ضــد الضـــد

1 ابريل 2018 23:20
يُسلب الكثير منا ويُجَرد من حقيقته بسبب الأضداد التي تجتمع. نُلَقَن منذُ نعومة أظافرنا على المواجهة وتحدي الصعوبات وأن نقف بقوة ضد الضد الذي يجب أن يُغرس في مكانه الأمل والشغف والإنجاز لقتله وعدمه. ولكن في الحقيقة نحن في نهاية الأمر لا نقوم إلا بالانغماس في نفس الحلقة على مستويات مُختلفة وكثيرة ومثيرة للشفقة وقد تكون أزلية للبعض ما لم تُحتضن بالحب وقناعة المُرافقة. سيفشلُ الضد؟ لا، لن يفشل ولكن لن يندثر ولن يُنسى أيضاً. فقد أصبح الضد خوف يهرِبُ منه الأقوياء كما هو مُتعارف في مجتمعاتنا. يُنصح بالابتعاد عنه ومواجهته في كل جلسة نقاشية، وأصبح عنوانا لأشهر كُتب تطوير ومعرفة الذات. شخصياً لستُ ضد الضد، ولستُ معه ولست مُتحيزة لأي طرف آخر. لأننا في حقيقة الأمر نعيش في سلسلة أزلية من الأضداد. الاختلاف والتشابُه، الإصلاح والفساد، السُرعة والبطء، الهدوء والإزعاج، السعة والضيق، القوة والضعف، الامتلاء والفراغ، العقلانية والجنون، الشجاعة والخوف، الرأفة والقسوة، الجرأة والرهبة، الهذر والصمت، الكتمان والإفشاء، الوقار والخفة، النشاط والكسل، الألفة والفرقة، الحقيقة والرياء، الشمسُ والقمر، الخير والشر، البرد والحرارة، الحُب والبغض، التقبُل والنفور، النور والظلام. نحنُ نعيش في عالم متوازن، بحجم الفشل يوجد في ضفة أُخرى نجاح، بحجم اليأس يوجد في ضفة أُخرى أمل وإشراق. لا أريد أن ابدأ بسرد مُمل ورتيب لكلمات تُردد علينا ومتواجدة منذُ آلاف السنين، ولكن في النهاية الضد خُلق لسبب ما، ليس للمواجهة وليس للعُنف، بل جدار يُسند عليه لرؤية الجانب الآخر. خُلق للمعرفة، خُلق لاكتشاف رسالة الحياة وكسب صديق يدفع للنجاح في طريق فهم وإدراك الوعي والإنسان والحياة. ريم سالم سعيد الزيدي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©