الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المشاركون يجمعون على نجاح الموسم المسرحي الخامس

المشاركون يجمعون على نجاح الموسم المسرحي الخامس
27 يوليو 2009 02:44
انتهت فعاليات الموسم المسرحي الخامس الذي أقامته جمعية المسرحيين بالتعاون مع عدد من المؤسسات مساء أمس الأول. وتضمن الموسم لهذا العام ستة وثلاثين عرضا قدمتها ست فرق مسرحية في ست مدن في الدولة. تُرى كيف ينظر الذين شاركوا من ممثلين ومخرجين في هذا الموسم؟ وماذا لدى إدارة جمعية المسرحيين لتقوله في هذا الصدد؟. «الاتحاد» استطلعت آراء عدد من المشاركين وخرجت بهذه الحصيلة: الموسم يخلق جمهوره المسرحي يقول الكاتب جمعة علي مؤلف مسرحية «ثواني الرحيل» التي قدمتها فرقة جمعية كلباء للفنون الشعبية، عن مدى نجاح الموسم لهذا العام «بكل أمانة نتوجه بالشكر لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لما يقدمه من خدمات جليلة للمسرح ليس على المستوى المحلي بل والعربي أيضا». ويضيف «بشكل عام كان الموسم ناجحا، وحقق حضورا جماهيريا في بعض الأعمال، لكن الحضور كان أقل في تلك الأعمال التي يمكن أن نقول أنها جادة رغم ارتفاع مستواها الفني» مؤكدا أن الناس الآن تحتاج إلى شيء من الفرح والبهجة اللذين تحققهما الأعمال الكوميدية ذات الطابع الاجتماعي التي تلامس الشأن المحلي والمشكلات الاجتماعية. وأكد الكاتب جمعة علي أن جميع الفرق المسرحية المشاركة قد استفادت بالفعل، فهي تسهم بعروضها في خلق جمهور مسرحي. وأشارت بمجملها إلى أن هناك «مسرح» في الإمارات وحراك مسرحي. المسارح لم تعد خاوية من جهتها أكدت الممثلة سميرة الوهيدي، التي شاركت في مسرحية «لا هواء» لفرقة المسرح الحديث في دبي، أن الموسم بالنسبة لها بات مهما جدا إلى جوار أهم مهرجان مسرحي خليجي الذي هو أيام الشارقة المسرحية التي تخرج منها عروض الموسم. وأشارت إلى أن أهمية الموسم تكمن في انه يعزز من رسالة أيام الشارقة المسرحية إذ يسهمان معا في خلق ثقافة مسرحية وجمهور مسرحي، فالمسارح لم تعد خاوية بسبب هذا الزخم، بعيدا عن عيده في هذا العمل أو ذاك. لم يكن الإقبال كثيفا وبدوره يقول الممثل مرعي الحليان، صاحب الدور الرئيسي والمميز في «لا هواء»: «في المواسم الأربعة السابقة للموسم المسرحي كان الحضور الجماهيري كثيفا في أغلب إمارات الدولة، عدا عن الموسم الحالي الذي لم يحظ بذلك الإقبال المشابه، واعتقد أن الأمر يعود إلى أسلوب الدعاية والترويج للعروض وليس نوعية العروض، ففي السابق كانت ادارة الموسم تعمد الى تشكيل لجان عدة من بينها لجنة العلاقات العامة واللجنة الإعلامية، وكان نشاطهما واضحا، من خلال الترويج للعروض أو متابعة سيرها، واعتقد أن تقليص عدد اللجان وإعداد المشاركين في التنظيم، هو ما أدى إلى اضمحلال الجمهور عن عروض الموسم الخامس». ويضيف مرعي «في الدورات الأربع الماضية كانت القاعات التي تعرض فيها عروض الموسم تغص بالجمهور، أما هذا العام فاختلف الوضع، فبعض العروض حضرها 15 متفرجاً فقط، وكان واضحا ضعف الدعاية والإعلان. مؤكدا أنه لا ننكر أن جمعية المسرحيين حاولت جاهدة الترويج للموسم في الصحافة المحلية وعبر بعض الإذاعات والقنوات التلفزيونية، لكن اعتقد أن هذا ليس كافيا، ويحتاج الأمر إلى دراسة أسلوب الترويج. ولاحظ مرعي الحليان أنه في البوستر العام الذي تم توزيعه في الشوارع اكتظت صور العروض المسرحية الستة في لوحة واحدة وشكلت عناوينها ومواعيد عروضها زحمة كبيرة في البوستر الأمر الذي لم يمكن المارة من قراءته بوضوح، والكثير من بوسترات العروض التي تم توزيعها في الشوارع أيضا، لم يتم اختيار صور واضحة لها، بل كثير منها كان مظلما لا تتبين ملامحه.. هذه كلها عوامل ضعف أدت إلى ضعف الحملة الإعلانية للموسم. وفي ختام حديثه للاتحاد قال مرعي الحليان «أما بالنسبة للفرق المسرحية والعروض التي تم تقديمها، فانا اعتقد أنها عروض محترمة وجيدة وقد قدمتها الفرق بحرص كبير، فقد شاهدت أكثر من عرض ورأيت الحماسة والحرص لدى الشباب من الممثلين والمخرجين والتقنيين. بدليل أن العدد من القليل من الجمهور الذي حضر تلك العروض لم يغادرها، بل تواصل معها وأحبها.. ثم ان اختيارات هذا العام مناسبة جدا، كونها تقدم بانوراما جيدة عن أعمال مسرحية مختلفة ومتنوعة في الأساليب والطروحات، وكثير من الأعمال المسرحية مست قضايا مهمة وعالجتها بجرأة وبمستوى عال من الخطاب المسرحي الفني. هل مسرحنا قادر على التواصل مع الجمهور: لا وإلى الكاتب المسرحي إسماعيل عبدالله رئيس مجلس إدارة جمعية المسرحيين الذي أكد ما ذهب إليه المسرحيون المشاركون بقوله «إن الموسم يؤكد على الرؤية الثاقبة لصاحب السمو حاكم الشارقة في ضرورة ذهاب المسرح إلى الجمهور حيث يكون، وقد حقق الموسم عبر خمس سنوات المطلوب منه سواء على صعيد خلق جمهور مسرحي بات يتسلح الآن بمقدرة على تمييز نوع المسرحية التي يراها بل بات العديد من الناس يصلون بالجمعية لمعرفة نوع العمل المسرحي وبالتالي تحديد إن كان سيراه أم لا، وهذا في حد ذاته سلوك ثقافي مسؤول. مشيرا إلى أن هذا الأمر ليس بعيدا أيضا عن أن من أهداف الموسم هو أن يتطور أداء المشاركين في العملية المسرحية بتعدد العروض واختلاف المسرحيات وتنوع الجمهور وذلك بما يغني الخبرات الفردية ويدفعها إلى الإبداع الحقيقي. ويضيف الكاتب إسماعيل عبدالله «لكن هذا الأمر لا يمنع طرح التساؤل الآتي :هل ما زالت أيام الشارقة المسرحية قادرة على إنتاج وفرز أعمال تصلح للعرض في الموسم بعيدا عن مستواها الفني والجوائز التي حققتها؟. إن الجواب بالنسبة لي هو: لا. لكن لا يعني هذا الأمر أن ما ينبغي أن يجري تقديمه في الموسم هو السطحي والتافه والهزلي الذي لا يحترم عقل الجمهور، بل يحمل سوية راقية غير مغرقة في نخبويتها وبوسع الجمهور التواصل معها وهذا ليس بالأمر الصعب. وكشف إسماعيل عبدالله لـ»الاتحاد» أن أمر الموسم المسرحي سيكون هو السؤال المركزي في ملتقانا المسرحي المحلي المقبل الذي سينعقد في ما بين ديسمبر أو نوفمبر المقبلين طارحا هذا السؤال على كل المسرحيين بحيث نفتح هذا الملف ونناقش كل المسرحيين واقع حال الموسم المسرحي ونبحث عن الجدوى منه وبالتالي تطويره. ذلك أن الجمهور لم يعد معزولا عن المسرح وهو المستهدف الأساسي في العملية المسرحية كلها.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©