الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

استنفار لبناني في مواجهة أزمة «سكود»

استنفار لبناني في مواجهة أزمة «سكود»
29 ابريل 2010 00:11
طغت الاتهامات الإسرائيلية والأميركية لـ”حزب الله” بالحصول على صواريخ “سكود” وأسلحة تفوق ما تملكه غالبية حكومات العالم على الأجواء السياسية في لبنان، الذي اتجهت أنظار قياداته العليا إلى الاتحاد الأوروبي وأشقائه العرب لتحصين ساحته من أي عدوان محتمل، حيث تكثفت الاتصالات وعلى أعلى المستويات بين المسؤولين اللبنانيين وقادة العالم طلباً لدعم مواقفه في مواجهة الاستفزاز الإسرائيلي ونواياه العدوانية. واستدعى رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري على عجل أمس الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز، وطلب منه نقل موقف لبنان الرسمي في رسالة شفهية إزاء اتهامات وتهديدات إسرائيلية إلى الأمين العام بان كي مون وأعضاء مجلس الأمن الدولي. وقالت مصادر الحريري لـ”الاتحاد” إنه ابلغ مايكل وليامز أن لبنان يحمل المجتمع الدولي مسؤولية أي اعتداء غادر على أرضه. وأوضح وليامز بدوره بعد اللقاء أن “النقاش تركز على التوتر الذي برز نتيجة المزاعم والمزاعم المضادة خلال الأسابيع القليلة الماضية حول مسألة نقل الصواريخ”. وقال وليامز: “إزاء هذا الوضع، فإن القلق كبير في لبنان وقد نقل اليّ الرئيس الحريري هذا القلق”. وأثنى المسؤول الدولي على الجهود التي يبذلها الرئيس الحريري للحد من هذا التوتر، لافتاً إلى انه سمع من رئيس الحكومة تأكيده التزام لبنان بالقرار الدولي رقم 1701. وقال: “لا حرب إسرائيلية قريبة على لبنان”. وكان الرئيس الحريري قد اطلع مجلس الوزراء الذي عقد برئاسته ليل أمس على نتائج زيارته إلى مصر ولقائه الرئيس حسني مبارك الذي تركز حول التهديدات الإسرائيلية، ونقل الرئيس المصري “أن موقف بلاده ثابت لجهة دعم لبنان على مختلف الصعد”، كما “عبر عن القلق الذي يستشعره من أشكال التوتر الذي ينذر بالخطر، وخشيته من أن يؤدي تدهور الأوضاع إلى وقوع مواجهة مسلحة”. وأجرى الحريري اتصالات هاتفية مكثفة مع عدد من رؤساء حكومات أوروبا والقادة العرب وضعهم من خلالها في الأجواء المحيطة بتهديدات إسرائيل للبنان. من جانبه، أكد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري في لقاء الأربعاء النيابي أن إثارة موضوع صواريخ “سكود” هو للتعمية عما يخطط لجر السلطة الفلسطينية إلى عودة ما يسمى بالمفاوضات دون أي ضمانة ولو شفهية بعدم العودة إلى المشروع الاستيطاني الزاحف إلى القدس وخارجها. وكرر بري القول: “إن هذا هو أيضاً للتغطية على التعقيدات في العلاقات الأميركية – الإسرائيلية”. وقال: “إن إسرائيل تملك الطائرات الحربية الحديثة بكل أنواعها وكل هذه الترسانة من الأسلحة والتي تفوق كل ما تملكه الدول العربية، وجزم بأنه من حق اللبنانيين أن يدافعوا عن أنفسهم بكل الإمكانات المتوافرة ويحافظوا على الردع الذي يمثله سلاح “حزب الله”. ورد “حزب الله” على المواقف الأميركية، وخاصة ما صـدر عن وزير الدفاع روبرت جيتس، فاعتبر بلسان النائب حسن فضل الله أن السلاح الذي تمتلكه كل حكومات العالم “لم يبلغ ما بلغه السلاح الأميركي في حروبه ضد الشعوب من هيروشـيما الى مقتل مئة ألف شهيد وأكثر في العراق، مروراً بعشرات آلاف الشهداء في فلسطين ولبنان وأفغانستان”. وقال فضل الله “شتّان ما بين سلاح أميركي فتاك لا هدف له إلا الغزو والاحتلال، سواء على يد الجيش الأميركي أو حليفه الإسرائيلي وسلاح مقاوم شريف يحرر ويحمي ويدافع. خيارنا كان وسيبقى أن نمتلك ما نقدر عليه من هذا السلاح المقاوم”. وعلمت “الاتحاد” من مصادر حكومية أن حركة اتصالات واسعة بدأتها مصر مع قيادات عربية ودولية وأوروبية لوقف لغة التهديد الإسرائيلية – الأميركية التصعيدية التي يمكن أن تتحول في أي لحظة إلى مواجهة عسكرية غير محسوبة النتائج، خصوصاً وان المنطقة بأسرها تقف على شفا الانزلاق إلى حرب إقليمية طاحنة يعرف مهندسوها متى تبدأ ولكنهم يجهلون متى تنتهي وكيف. وقالت مصادر المقاومة لـ”الاتحاد” رداً على سؤال حول احتمال قيام إسرائيل بعدوان غادر على لبنان: “إن أي حرب إسرائيلية ممكن أن تندلع يجب أن تكون محسومة النصر للكيان الصهيوني وهذا الأمر بات مستحيلاً بوجود المقاومة للهروب إلى الأمام والتخلص من مآزقها الكبرى”. وقالت: “إن جر الولايات المتحدة لتغطية تصريحات قادة إسرائيل بمثابة وهم لحمل الجانب الفلسطيني على الخنوع والقبول بمحادثات تسوية على المسار الفلسطيني بدون ضمانات مسبقة بوقف الاستيطان والإقرار بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس”. قطر تعد بالمساهمة في صد الحملة الإسرائيلية ضد لبنان بيروت (الاتحاد) - أجرى رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري مع نظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أمس محادثات ثنائية رسمية في السرايا الحكومي في بيروت هي الأولى منذ تولي الحريري رئاسة الحكومة، تركزت حول العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وآفاق التعاون في مختلف المجالات. واستكملت هذه المحادثات في جلسة رسمية حضرها وفدا لبنان وقطر وجرى خلالها التوقيع على عدد من الاتفاقيات المشتركة في مجالات الدفاع والاقتصاد والتجارة والسياحة والتربية. وكان رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها قد وصل الى مطار رفيق الحريري الدولي عصر أمس، حيث أقيم له حفل استقبال رسمي، وكان في استقباله عند سلم الطائرة الرئيس الحريري على رأس وفد وزاري رفيع المستوى، وتوجه من المطار إلى مقر إقامته ثم إلى مجمع البيال في وسط بيروت حيث أقامت له الجامعة اللبنانية – الاميركية احتفالاً تكريمياً، ومنحته في ختامه شهادة دكتوراه فخرية. وأوضحت مصادر حكومية لـ”الاتحاد” أن الرئيس الحريري أثار خلال المحادثات التهديدات الإسرائيلية المتواترة ضد لبنان بحجة حصول “حزب الله” على صواريخ “سكود” واكد بان هذه الاتهامات استفزازية ولا أساس لها من الصحة، وطالب ضيفه القطري بدعم لبنان في مواجهة هذه الحملة المغرضة ضد امنه واستقراره، ووعد الشيخ حمد بفعل ما تستطيع بلاده القيام به لمساندة لبنان في المحافل الدولية في وجه كل التهديد والوعيد الإسرائيلي، والسعي لدى القادة العرب والأجانب للمشاركة في حملة الدفاع عن لبنان ومساندته في جميع المجالات.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©