خرج منتخبنا من مباراته مع نظيره الإيراني في طهران بالعديد من المكاسب التي ستدعم مسيرته في المرحلة المقبلة وتقوي حظوظه في الظفر ببطاقة التأهل إلى الدور المقبل من تصفيات المونديال، حيث استعاد نخبة من اللاعبين الذين تغيبوا لفترة طويلة بسبب الإصابة واستفاد من استعادة عناصر أخرى لمستواها المعروف، إضافة إلى جانب اكتساب المواهب الشابة للخبرة المطلوبة وتأكيد جدارتها بالوجود ضمن النخبة·
وتضافرت هذه العوامل لتتبين ملامح المنتخب وتظهر ''شخصية الأبيض''، الأمر الذي جعل المدرب الفرنسي ميتـــسو يعتبر أن النتيجة الايجابية التي تحققت في طهران، لم تتحقق بفضل دراسة المنافس، وإنما بفضل الشخصية التي فرضها لاعبونا والأسلوب الذي أصبح يميزهم في مختلف المباريات التي يؤدونها·
وكان تخــــوف الجهاز الفني كبيراً من عودة اللاعبين القدامى الذين تغيبوا لفترات طويلة قبل المباراة، لأن المهـــــمة لم تكن سهلة بإعادتهم إلى أجواء الأبيض، اعتباراً لضيق الوقت وعدم القـــدرة على خوض مباريات ودية تســـاعدهم على الانسجام مع الأجـــــواء، إلا أن هذا الخــــوف سرعان ما تبدد بعد المباراة·
ولاحظنا الارتياح الكبير للجهاز الفني بعد المستوى المميز الذي قدمه العائدون إلى المنتخب، نظراً للإضافة الكبيرة التي قدموها ونجاحهم في تأكيد قيمتهم كركائز أساسية في التشكيلة، وقدم عبد الرحيم جمعة أداءً كبيراً في خط الوسط وكان علامة فارقة في الربط بين الدفاع والهجوم وإيقاف خطورة المنافس بفضل انتشاره في مختلف أرجاء الملعب، الأمر الذي زاد من توازن خط الوسط في ظل وجود أصحاب الخبرة هلال سعيد وسبيت خاطر، أما في الدفاع فكان لعودة الظهيرين حيدر الو علي وصالح عبيد الأثر الايجابي في بعث الاطمئنان في صفوف الخط الخلفي، حيث اكتمل بناء دفاع الأبيض بوجود أربعة لاعبين على أعلى مستوى يملكون الخبرة والتجربة الكافيتين للتعامل مع أقوى المنافسين وإيقاف أخطر المهاجمين·
وكانت عودة الحرس القديم إلى صفوف الأبيض بمثابة اللبنة التي أتمت بناء شخصية الأبيض في ظل استعادة بعض العناصر لمستواها الحقيقي وتقديم أداء قوي يؤكد ثقة الجهاز الفني فيها مثل الحارس ماجد ناصر الذي قدم مباراة بطولة ومنح الثقة لزملائه وحافظ على توازن المنتـــــخب وثباته حتى في أصعب اللحظات· وإلى جانب تألق العائدين قدمت العناصر الشابة أمثال احمد دادا أداءً قوياً أكد الخبرة التي اكتسبها والمكانة الممــــيزة التي أصبح يحظى بها داخل المنتخب وبذلك مزج الأبيض بين أصحاب التجربة الكبيرة والشباب الصاعدين في توليفة ناجحة·
واعتبر مدرب المنتخب أن مباراة طهران أثبتت قدرة منتخبنا على فرض مستواه واللعب حسب إمكاناته من دون التركيز على المنافس والطريقة التي يلعب بها وذلك تتويجاً للعمل السابق الذي تركز حول بناء فريق يؤدي بطريقته الخاصة ويلعب بأسلوبه المميز·
ويتوقع أن يواصل الأبيض تقديم شخصية في المباريات المقبلة للتصفيات، خاصة أن اللاعبين يعيشون ظروفاً معنوية جيدة تساعدهم على تقديم الأفضل وتحقيق الأهداف المطلوبة خصوصاً باكتمال شفاء المهاجم محمد الشحي وانضمامه إلى التشكيلة·
ومن الإيجابيات التي برزت بوضوح في مباريات المنتخب الأخيرة أيضاً أنه أصبح يشكل كتلة واحدة لا تتأثر بغياب لاعب معين، لأن كل العناصر انصهرت في منظومة واحدة وتعمل وفق هدف دقيق وبالتالي كل عنصر جاهز لتقديم الدور المطلوب منه من دون أن يتأثر الشكل العام للمنتخب داخل الملعب·
وعلى الرغم من غياب راشد عبد الرحمن قلب دفاع المنتخب في مباراة السبت المقبل، إلا أن الجهاز الفني قادر على إيجاد البديل الذي يؤدي الدور المطلوب بنجاح خاصة في ظل الانسجام الكبير بين اللاعبين·
عدد اليوم
