الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

إماراتيات في سوق السمك

إماراتيات في سوق السمك
1 ابريل 2018 23:40
لكبيرة التونسي (أبوظبي) لم يعد غريباً عندما تخطو سوق السمك في ميناء زايد في أبوظبي، أن تجد فتيات مواطنات يبعن أصنافاً متعددة من خيرات البحر، فصرن ينافسن بحضورهن، الذكور الذين تضج بأصواتهم منذ سنوات طويلة السوق دون منافس. وبهذه الخطوة، ردت النساء اعتبارهن في هذا الفضاء الذي كان بالأصل، موقعاً لهن عند غياب أزواجهن وآبائهن في رحلات الغوص قديماً، ودفع التصميم والإرادة لدى شيماء عبد المالك حسن، ومريم راشد المرزوقي، وسارة خوري وفوزية حمد، إلى اقتحام سوق السمك، من أجل المساهمة في خدمة مشاريع الدولة، مدفوعات بحبهن للمهنة وشغفهن الذي ورثنه عن أجدادهن وآبائهن، ويرافقهن في رحلة التغير الوالد النوخذة راشد محمد عبد الله المرزوقي. خدمة الدولعن هذه التجارب الرائدة والهدف منها، يقول النوخذة راشد المرزوقي، إنه اعتاد على الصيد والمشاركة في منافسات بطولة أبوظبي الكبرى لصيد الكنعد، حيث كان دائم الفوز بالجوائز الكبرى التي ينظمها نادي أبوظبي الدولي للرياضات البحرية، بمشاركة العديد من القوارب التي تتنافس في لقب صيد أكبر سمكة، موضحاً أنه كان يكتفي ببيع الأسماك عن طريق المزاد بسوق السمك في الصباح الباكر، ونظراً لما لاحظه من تجاوزات من طرف بعض الباعة، وما يحيط بموضوع بيع السمك من أسرار تتعلق بالجودة، فكر في الدخول في السوق وفتح محل لبيع الأسماك، وبدأ رحلة التغيير من الداخل، ولم تكن هذه الرغبة الوحيدة التي دفعته لدخول السوق وأفراد عائلته، وإنما أيضاً لخدمة الوطن والمساهمة في إنمائه والعمل باليد وإسداء الخدمات للبلاد. وأضاف: خدمة الوطن لا تقتصر على فئة معينة دون الأخرى، مما دفعني إلى اقتراح الموضوع على بنات عائلتي، اللاتي رحبن بالفكرة وتحمسن للعمل وبدأنا، وشهدت هذه التجربة إقبالاً كبيراً واستحساناً، خاصة من طرف العرب المقيمين والمواطنين». نقلة نوعية يؤمن المرزوقي بأن التغيير يكون من الداخل، لافتاً إلى أنه حريص على جميع تفاصيل بيع الأسماك من جودة وسعر ونظافة وطريقة تغليف، مما جعله يحصل على تقييم عال من قبل إدارة السوق، مؤكداً أنه لا يتوانى أبداً في إرشاد كل من يلجأ إليه للاستفسار عن جودة الأسماك وأنواعها، ويقول موضحاً ذلك: «أضع خبرتي رهن إشارة الزبائن، ولا أتردد في خدمة المستهلكين وتوضيح الفرق بين الأسماك وأنواعها وجودتها». مهنية واحتراف بدورها، تتحرك مريم راشد المرزوقي، بسوق السمك وتعكس حبها لهذا العمل في تعاملها مع الناس، وإرشادهم وتلبية احتياجاتهم والرد على استفساراتهم، ولا تتوانى في الرد على أسئلة أي مستهلك في السوق، كما تؤدي مهمة البيع بنفسها بكل مهنية واحتراف، وتتقلد جميع المهام المتعلقة بالتغليف ووزن الأسماك، مراعية الشروط البيئية ونظافة المكان، وتقول مريم، إن تجربتها في سوق السمك مع والدها ممتعة، وتضيف: «أحب أن أتعلم مهنة والدي الصياد، طول أيام أسبوع أحاول أن أوفق بين دراستي والعمل وخلال الإجازة أتواجد في السوق، وزاد حبي لهذه المهنة عندما وقفت إلى جانب والدي بالسوق ولمست شغفه وبذله لكل ما في وسعه لإحياء مهنة أجدادنا وتراثها وحرصا منه على عدم اندثارها، فقررت دعمه والوقوف إلى جانبه، لكي نمثل النموذج الجيد في السوق، فإننا نحترم النظافة ومعايير البيئة ووفرنا أكياس صديقة للبيئة، وتشجعنا بدعم المواطنين والمقيمين الذين أثنوا على عملنا، ورحبوا بالفكرة بعد أن كانوا في البداية يستغربون تواجد سيدات في سوق السمك يمتهن هذه المهنة المرتبطة في نظرهم ببعض الفئات». مهنة الجدات من جانبها، قالت سارة إسحاق الخوري، وهي طالبة ماجستير في الهندسة الميكانيكية في جامعة خليفة، إنها سعيدة بتجربتها إلى جانب خالها راشد، لافتة إلى أنها تعتزم رد الاعتبار لهذه المهنة التي كانت في السابق تقوم بها المرأة الإماراتية في ظل غياب الزوج لفترات طويلة في رحلة الصيد. وأضافت: «بالنسبة لي سوق السمك من الأماكن التي أحب التردد عليها، وفي يوم من الأيام زرت السوق وحضرت مزادات الأسماك، وصادفت خالي راشد المرزوقي وتجاذبنا أطراف الحديث، فلاحظ شغفي وحبي للبحر، فعرض علي هذا العمل وعندما وافقت قام بتدريبي وزودني بالعديد من المعلومات، ورغم انشغالي بالدراسة فإنني أحرص على المداومة في السوق في نهاية الأسبوع، خاصة أن الضغط على ابتياع السمك يزيد في هذا الوقت».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©