الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زاد السفر..

28 يوليو 2009 01:00
للسفر زاد، وخير زاده كتاب يُقاسمك خلوتك وسكونك، أو رفيق خفيف «الطينة»، طلق المحيا، إذا ما ارتأيت من يصاحبك في تجوالك. من المبهجات، والعطايا الثمينة التي يسبغها رب العباد على عبده، أن يرزقه صحبة جميلة، يتأبطها في حِلِّه وترحاله، ولا أجمل من سفر، يشاركك فيه صديق صدوق، صحبته كبرت معك كظلك. حينها، لا تتمنى أكثر من دعوات صادقة، من أم رؤوم، تحاوطك وتزفك بأدعيتها، في وداعك، قائلة: «في حفظ الرحمن يا وليدي.. لا تتأخر فالليل، وإكل زين واتْلحْف زين، ولا يضحكن عليك الشقر أمهات عيون زرق.. الله يرضى عليك يا يمْه»! قيل: «إن السفر امتحان، وتمحيص، للصديق، ولصداقته ومودته»، فإمَّا أن ترى منه ما يسّرك، ويُثلج صدرك، ويُمْتع رحلتك، فتأنس به، وبرفقته، وشراكته، جاعلاً رحلتك حلماً جميلاً، تتمنى ألا ّينتهي، وإمّا أن يقلبَ الحظ لك رأس مِجْنه، ليُريك الوجه الآخر لصاحبك، كاشفاً عن جانبه الـ «سواريه» المظلم، بادياً نحاسته، و«خِسْته» لك! فهنا إن كنت شخصاً تعّتد بكياستك، وأدبك، واثقاً، ووفياً لوصايا مُعلمك، وأمك، وأبيك، فلن تحفل بصنيعه الخائب معك، بل ستكرمه، إلى أن تجعله يعد قطرات عرق جبينه، قطرة، قطرة، أمام لطفك وصبرك عليه! أمّا إذا كنت من أولئك الذين حوصلتهم صغيرة، ومرارتهم وارمة من الأصل، وبحاجة إلى استئصال سريع، ووجهك حديد! فما أن ترمش بعينيك، حتى تكون قد «صرْفته»، فتفاجئه مثلاً، بأنّ أمَّه حلوة اللبن، قد عطست البارحة، عطسة مفاجئة، ونُقلت على إثرها، إلى العناية المركزة، ويا تلحق يا ما».. وبالسلامة! أحياناً يفاجئك صديق عمرك بوجه، أو بسلوك غريب، قد يخذلك في غربتكما، يتيه فكرك به، يُحيّرك كأنك لم تعرفه من قبل، يجعلك تعيد كل حساباتك، ومواقفك معه، لتسأل: أيّ صحبة عمر هذه، التي تفرقها زجاجة عطر، أو «جوتي»، يعني حذاء؟! فما ذنبي إذا كان مقاس رجلك مفقوداً، ومقاسي موجوداً، أن تلبس «تفصيل»، وأنا «فديتني» ألبس جاهزاً، ما ذنبي إن كانت كل الألوان تليق لي، وأنت يجب أن تنتقي بحذر؟! تتفاجأ أيضاً بالحساسية المفرطة لصديقك، التي لا تدري من أين حلّت عليه، فتعزوها، إمّا إلى تبدل الأجواء، أو الطقس عليه، أو الفراش! فتقضي جُلّ وقتك «اتهاديه» و«اتداديه»، كما طفل صغير، تريد أن تمر الرحلة على خير بلا مصادمات، ولا ملاكمات، فتطري على بالك أغنية عفاف راضي، فتغنيله : «يهديك، يرضيك، الله يخليك»، فيقابلك بصلافة، كأنك طالب يد أمه، فيرد: «لآ لآ.. ما تحاورنيش»! لتنهيها على طريقة عبدالوهاب: «أنا إلليّ أستاهل كل إللي يجرالي»، لتُقسم نادماً، بشرف كل الحرائر الماجدات، اللاتي عرفتهن، قارصاً أذنيك، بأنها: «التوووووبة من هالنوبة»! فاطمه اللامي Esmeralda8844@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©