الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المطبوعات الفرنسية تغزو مكتبات المغرب باسم «الفرانكوفونية»

المطبوعات الفرنسية تغزو مكتبات المغرب باسم «الفرانكوفونية»
28 يوليو 2009 01:02
بينما تتجول في الشوارع الرئيسية في المدن المغربية الكبرى كالدار البيضاء، الرباط، مراكش، أغادير، فاس ستلاحظ وأنت تبحث في الأكشاك والمكتبات عن صحيفة يومية لتقطع بها رتابة الوقت، أو تنسيك شيئاً من حرارة الصيف التي لا تطاق، أن الجرائد المغربية أو العربية لا تحتل إلا جزيرة صغيرة وسط بحر هائل وممتد من الجرائد اليومية والأسبوعية والمجلات الفرنسية التي يتم عرضها بفنية واحترافية عالية للفت انتباه القارئ الفرنسي والمغربي على حد سواء. «مسير» محل عريق لبيع الصحف يقع في قلب مدينة الدار البيضاء يقول صاحبه: «المغرب من أقرب البلدان العربية والإسلامية إلى فرنسا، وفرنسا استعمرت المغرب لعقود طويلة (من 1912 إلى سنة 1956) ربما هذا هو سبب انتشار مطبوعاتها هنا». وخلال فترة الستينيات من القرن الماضي، يقول أحمد قيدومي، أحد أصحاب الأكشاك المتخصصة في بيع الجرائد والمجلات المتواجدة الرباط:«كان عدد الفرنسيين الذين يقطنون في الرباط، كما في باقي المدن المغربية مرتفعا جدا، وأغلبهم كانوا يعملون في مهن رفيعة كالطب والصيدلة والتعليم والهندسة المعمارية والتجارة ومهن أخرى لم يبرع فيها المغاربة. ويعود الفضل في وفرة ما يوزع في المغرب من مطبوعات وصحف فرنسية إلى شركة توزيع الصحف العريقة في المغرب وهي من أهم شركات التوزيع التي تحظى بمصداقية عالمية وبكفاءة اكتسبتها من التجربة الفرنسية العريقة، وتأسست تلك الشركة في سنة 1924، وكانت مجرد مكتبة للدار الفرنسية العريقة «هاشيت»، وفي سنة 1949 بدأت هذه المكتبة توزع الصحف التي تأتي من فرنسا». وتعمل تلك الشركة على تأمين المجلات والجرائد التي تصدر في فرنسا لمواطنيها المقيمين في المغرب. ومعروف أن الشعب الفرنسي شعب يقرأ وشعب يحترم تقاليد القراءة ومتابعة الأخبار والأحداث من خلال صحف عريقة منها على سبيل المثال «لوموند»، و»لوفيغارو»، ويحرص الفرنسي على قراءة المجلات الأسبوعية الفرنسية منها المجلات العريقة كـ «باري ماتش»، «لوبوان»، «لانوفيل أوبسرفاتور» وغيرها. وحين يأتي الفرنسي لزيارة المغرب فهو لا ينسى ولا يهمل قراءة جريدته اليومية أو مجلته الأسبوعية، وكلما زاد عدد السياح الفرنسيين الذين يزورون المغرب زاد رقم المبيعات من الجرائد والمجلات الفرنسية. 1500 عنوان لمكتبة واحدة نسأل صاحب مكتبة أخرى في حي عريق من أحياء مدينة الدار البيضاء عن سر تواجد هذا الكم الضخم من المطبوعات اليومية والأسبوعية والشهرية القادمة من فرنسا في الأكشاك والمكتبات المغربية، فيقول:»الفرنسيون شعب يقرأ، لا يختلف اثنان في ذلك، ويصلني من شركة التوزيع المغربية التي تأسست في الدارالبيضاء قبل عقود طويلة من الزمن أكثر من 1500 عنوان من المطبوعات اليومية والأسبوعية والشهرية. وهناك من المطبوعات التي لا تصلني لكنها توزع في العاصمة الرباط حيث الهيئة الدبلوماسية الفرنسية، أي أن هذا الرقم مرشح للارتفاع». ويقول صاحب المكتبة لـ»الاتحاد»:»نحن نعمل على وضع تلك الجرائد والمجلات في مكانها المناسب وهي تغري القارئ الفرنسي والمغربي معا، فهناك في المغرب شريحة من المثقفين والأطباء ورجال السياسة والاقتصاد لا يقرؤون ولا يشترون المجلات والجرائد المغربية لأنهم لا يقرؤون ما هو مكتوب باللغة العربية، لأنهم تكونوا في مدارس وجامعات فرنسية وتشبعوا بتقاليد الفرنسيين في مجال القراءة». للتباهي فقط عن أهم ما يقبل عليه الزبائن المغاربة، يقول شريف صاحب مكتبة:«المغاربة يقبلون على الجرائد اليومية الفرنسية المعروفة، وإن كانت لا تلامس ولا تقترب مما يعرفه المغرب ويعيشه من أحداث سياسية واجتماعية واقتصادية لكن هناك من يشتري المطبوعة الفرنسية ، يشترونها ربما للتباهي فقط. أما الزبون الفرنسي فيقبل على المجلات والجرائد اليومية والأسبوعية التي تنقل بأمانة ما تعيشه فرنسا، أي بلده الأصلي». ويؤكد شريف أن زبائن مكتبته يشترون المجلات الأدبية الفرنسية العريقة وأيضا تلك التي تهتم بالفكر والفلســـفة وعلم الاجتماع والفن التشـــكيلي، يشتريها كتاب وشــــعراء وفلاســـفة مغاربة كبار احتكّوا بالثقافــــة الفرنســية وتفاعلوا معها، وهم الآن من كبار الكتاب في المغرب، ولهم إصدارات وكتب تحظى باحــــــــــترام القراء والأوسـاط الفكرية الأكاديمية في المغرب وفي مختلف أنحاء العالم. كما يقبل على المجلات الفرنسـية طلبة الأدب الفرنسي في الجامعات المغربية. ويضيف أن المغاربة يقبلون على المجلات الفرنسية التي تهتم بالتجميل والموضة والأذواق وأنماط العيش والسفر والقنيات الحديثة والسيارات والرياضة وكمال الأجسام كما تغريهم المجلات التي تعنى بالسينما والتصوير والفيديو.
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©