السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

انطلاق الحوار بين حكماء الشرق والغرب في الأزهر

انطلاق الحوار بين حكماء الشرق والغرب في الأزهر
27 ابريل 2017 14:06
القاهرة(أحمد شعبان) تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ورئيس مجلس حكماء المسلمين، عقدت مشيخة الأزهر الشريف أمس الأربعاء، اللقاء الثاني بين المجلس ومجلس الكنائس العالمي، ضمن الجولة الخامسة، في إطار ما ينظمه من لقاءات حوارية بين حكماء الشرق والغرب ناقشت: «دور القادة الدينيين في تفعيل مبادرات المواطنة والعيش المشترك». وحضر اللقاء، الدكتور أولاف فيكس تافيت الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي، والدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، والمشير سوار الذهب عضو مجلس حكماء المسلمين، والدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف الأسبق وعضو مجلس حكماء المسلمين، وسماحة العلامة علي الأمين عضو المجلس ، وأعضاء من مجلس الكنائس العالمي. رحب شيخ الأزهر خلال اللقاء بمجلس الكنائس العالمي، وبوفده الكريم الذي يمثِّل جميع الطوائف المسيحية في العالَم، مؤكداً خلال كلمته أنَّ هذا اللقاء الذي يعقد اليوم يأتي تحت النقاش حول «دور القادة الدينيين في تفعيل مبادرات المواطنة والعيش المشترك»، وهو الموضوع المُرشَّح لأن يكون موضع اهتمام القادة الدينين في شرقنا العربي والإسلامي، مضيفاً: إنه التحدي الأكبر الآن في ظل دعوات الإرهاب وتنظيراته التي تحاول أن تُضلِّل عقول الشباب شرقًا وغربًا، وتُرسِّخ في أذهانهم وتصوراتهم أفكارًا خاطئة حول دولة الإسلام، ومحاولة استعادة مفاهيم ومصطلحات تجاوزها الفقه الإسلامي والشريعة الإسلامية منذ سقوط الخلافة العثمانية. وأوضح الطيب أنَّ نظام الخلافة الإسلامية في الأزمنة الماضية كان يقضي بأحكام تشريعية معينة - اقتضاها منطق العصر آنذاك- فيما يتعلق بحقوق غير المسلمين في دولة الخلافة، مشيرا إلى أن من المنطق، ومن فقه الإسلام نَفْسِه، أن هذا النظام السياسي حين يتغير فبالضرورة تتغير معه أحكام كثيرة، أو قليلة ارتبطت بهذا النظام، وقامت على أساسها علاقة غير المسلمين بالدولة الإسلامية، مشيراً إلى أنَّه في ظل هذه التحديات تصبح قضية «المواطنة» هي القضية الأولى التي يجب أن يَتحدَّث فيها قادة الأديان، لأنها الرد العملي على هذه «الأوهام» التي تجد من الدعم المادي والأدبي ما خيّل لهؤلاء المتوهمين، أن العمل على تحقيق هذه الأوهام جهادٌ في سبيل الله، وعَوْد بالإسلام إلى عصور المجد والعزة. وأكد الطيب أنَّه ليس هناك من شك في أن المواطنة هي الضامن الأكبر لتحقيق المساواة المطلقة في الحقوق والواجبات بين المسلمين وغير المسلمين. وشدد الطيب على أنَّ مشكلة الأديان السماوية اليوم لا يُمكِن أن تُحلَّ بالانشغال بالصراع فيما بينها، وإنما الخطوة الأولى للحل هي إزالة ما بينها من توترات، ومن مواريث تاريخية لا يصح أن نصطحب آثارها السلبية، أو نستدعيها في الوقت الذي نواجه فيه نُذر معركة طويلة مع أعداء الأديان، وأمام وحش يُعِدَّ نفسه جيدًا لالتهام الجميع. وحذر شيخ الأزهر، من أكاذيب الإعلام التي تربط الإرهاب بالإسلام، وتتهم المسلمين باضطهاد مواطنيهم من إخوتهم المسيحيين، وأن الإسلام - أو الأزهر في أحدث مسرحياتهم المفضوحة - وراء التفجيرين الإرهابيين الأخيرين، مؤكدا أن مثل هذه الأكاذيب لم تعد تنطلي على عاقل يقرأ الأحداث وما وراءها قراءة صحيحة، إذ إنَّ الحقيقة التي يثبتها الواقع ثبوت أرقام الحساب هي أنَّ الإرهاب يقتل المسلمين قبل المسيحيين، وأن الإرهاب لا دين له ولا وطن، وأنه لن يبالي في تعطشه للدماء أدم مسلم هذا الذي يسفكه أم دم مسيحي؟ فالغاية عنده ضرب استقرار الأوطان، ولتأت الوسيلة من مسجد أو كنيسة أو سُوق أو أي تجمع للبسطاء الآمنين. قادة الأديان ومن جانبه، قال القس أولاف فيكس تفانيت، أمين عام مجلس الكنائس العالمي، إن مجلس الكنائس حريص على الشراكة التي تربطه بمجلس حكماء المسلمين، لما له من جهود كبيرة في نشر السلام، ودعوة القادة الدينيين للحوار وتعزيز السلام العالمي، مضيفًا أن هذه العلاقة في غاية الأهمية بالنسبة لمجلس الكنائس العالمي حيث إن الإسلام والمسيحية هما أكبر ديانتين تدعوان للسلام في العالم، ولذلك يجب أن تتوحد جهود القادة من الديانتين من أجل السلام، والخير لكل الإنسانية. وأضاف أولاف: نؤكد خلال الدورة الثانية بين مجلس حكماء المسلمين، ومجلس الكنائس العالمي، حول «دور القادة الدينيين في تفعيل مبادرات المواطنة والعيش المشترك»، أن الإسلام بطبيعته دين منفتح على كافة الأديان والطوائف، وهو دين يدعو للحوار مع الجميع من أجل تحقيق السلام، موضحاً أن الحوار بين القادة الدينيين له تأثير في المجتمعات التي ينتمون إليها، مبينًا أن اللقاءات بين مجلس الكنائس العالمي ومجلس حكماء المسلمين هي مثال عملي على ما يقوم به قادة الأديان لحل النزاعات في مناطق مختلفة من العالم. وأكد أمين عام مجلس الكنائس العالمي، أن دعوة الإمام الأكبر لمبدأ المواطنة التي تساوي بين جميع المواطنين بغض النظر عن عقائدهم، يمثل أهمية كبيرة لتحقيق السلام بين كافة المجتمعات، حيث إن استخدام مصطلح الأقليات يحمل في طياته معاني العزلة والتفرقة بين المواطنين في الدولة الواحدة، داعياً الدول الأوروبية ألا تفرق بين المسلمين والمسيحيين عند استقبالها لاجئين من مناطق النزعات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©