الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

آباء وأبناء

28 يوليو 2009 01:05
يتمنى الآباء والأمهات أن تكون حياة أبنائهم سعيدة وناجحة بكل المقاييس. ولذا يسعى جميعهم بطريقة أو بأخرى إلى تحقيق ذلك، فمنهم من يعمل ليل - نهار لتأمين لقمة العيش لهم، ومنهم من يتغرب لسنوات لجمع المال الكافي لإدخالهم أفضل الجامعات، ومنهم من يختار لهم أفضل المدارس وأحسن الملابس وأطيب الأطعمة، ومنهم من يأخذهم كل سنة لأفضل الأماكن السياحية للترفيه عنهم، وغيرها من التصرفات الدالة على الاهتمام بالأبناء. ولكن هل يا ترى الأبناء يريدون كل ذلك من آبائهم؟؟ سؤال يحتاج إلى وقفة مع الذات للتفكير فيه. كثير من الخلافات التي تنشأ بين الآباء والأبناء تحمل ردات فعل من الآباء تقول: «الأبناء لا يسمعون كلامنا ونحن نفعل ما بوسعنا لجعلهم أفضل مما كنا عليه».. ونسمع من الطرف الآخر قول الأبناء: «آباؤنا يتحكمون فينا ويريدوننا أن نكون مثلهم، فهم لا يعرفون ما نحتاجه».. ففي الأمر حلقة مفقودة يزيد فقدانها الكثير من تصرفات بعض الآباء، خاصة عندما يأخذ كلامهم وتفكيرهم الرغبة في أن يكون الأبناء أفضل منهم وأحسن من أبناء فلان وحاصلين على الشهادات الفلانية.. إلخ. والسؤال المطروح هنا لتقليل الفجوة وتقريب وجهات النظر هو: ماذا يريد الأبناء لحياتهم ومستقبلهم وماذا على الآباء فعله؟ ولكي تتضح الإجابة عن هذا السؤال وتوضع النقاط على الحروف لنقرأ ما يقوله المختصون في هذا الأمر. تبين للباحثين أن هناك ثلاثة أساليب خاصة يتبعها الآباء في تربية أبنائهم، وهذه الأساليب مبنية على طريقة تصرف الوالدين تجاه أبنائهم، حيث وجدوا أن الآباء ينقسمون من حيث الشخصية إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول هو الآباء المتسلطون وهم من يضعون النظم والقوانين والقواعد الثابتة ويطلبون من أبنائهم الانصياع لها، وعدم السماح لهم بالتكلم وإبداء أفكارهم. وقد أفادت العديد من الدراسات بأن الأطفال المنحدرين من عائلات تتميز بالسيطرة الشديدة في التربية لا يستفيدون كثيراً، فهم يميلون إلى العزلة، ويعانون من التعاسة ولا يكون من السهل عليهم الثقة في الآخرين، وأما تقديرهم الذاتي لأنفسهم فيكون في أدنى درجة من المستويات وذلك مقارنة بالأطفال الذين يقوم بتربيتهم آباء أقل شدة. والقسم الثاني هم الآباء المتساهلون وهؤلاء من يحاولون تربية أبنائهم بقدر المستطاع، ولكنهم سلبيون في وضع الضوابط لبعض تصرفات الأبناء السلبية. ومن الصفات التي تميزهم عدم وجود أو وضع أهدافٍ واضحة الملامح بخصوص أبنائهم ومستقبلهم؛ وهذا يعود لإيمانهم بأنه يجب إعطاء الأبناء حق النمو والتطور حسب ميولهم الطبيعية. وأما القسم الثالث فهو الآباء الحازمون الذين يمسكون العصا من منتصفها. فمهمتهم الرئيسة تكمن في تقديم النصح والتوجيه للأبناء من دون تقييد وتحكم، لأنهم يتيحون الفرصة لهم في النقاش وإبداء الرأي فيما يقومون به. كما يُعطون الفرصة في التفكير واتخاذ القرارات المتعلقة بهم، وذلك لتنمية عقولهم وتعويدهم على تحمل المسؤولية للوصول إلى مستوى أفضل في تقدير الذات والاعتماد على النفس، وهذا يقود إلى زيادة الثقة بالنفس، والاستقلالية والتكيف مع المجتمع، وهنا تكمن أسس تكوين الذكاء الاجتماعي لدى الأبناء. فكن عزيزي القارئ من الفئة الحازمة التي تعمل على تنمية شخصية أبنائها وبنائها بشكل صحيح. د.عبد اللطيف العزعزي dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©