الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حوار عالي الوطيس

حوار عالي الوطيس
28 يوليو 2009 01:09
نظر في عينيه مباشرة، بكل شجاعة وتحد ودون أي بارقة وجل أو خوف أو تردد، ثم رفع إصبعه في وجه الرجل الذي أمامه، وقال بصوت جهوري مرتفع النبرة: أنت.... من أنت ؟؟ ومن الذي حكّمك في رقاب وأرزاق العباد، وهل تعتقد أن المنصب سيدوم لك الى الأبد؟ لم ينبس الآخر ببنت شفة. أكمل الرجل حديثه المتشنج، ورفع من دوي صوته الهادر أصلاً: تعتبر نفسك مهماً....طز!! هذه أهمية تخسرها في دقائق، كما اكتسبتها في دقائق، فلا تعلق عليها الآمال.... نظر الرجل في عيني الآخر ليتأكد أنه سمع وقع كلمة (طز) دون أن يحتج أو ينفعل، ولما تأكد بأن طزه مرت بسلام... استعاد دوي صوته، وأشار بالسبابة نحو الآخر قائلاً: أنت تستغل المنصب وتصول وتجول.. تعين المحاسب والأقارب.. تتجاوز قوانين الخدمة المدنية، ولا تأبه بالكفاءة ولا بالدرجة الجامعية.. وتوقع عقوداً بأجور شهرية مرتفعة مع من تشاء.... أو مع من رشاك أو قدم لك خدمة مشابهة... أنت فاسد.. أنت عالة على المجتمع.. أنت مرض ينبغي استئصاله، أنت نتوء سرطاني ينبغي (جرمه) بلا رحمة. لماذا لا تقول شيئاً؟! هل تخشاني.. أين جبروتك المزيف؟.. أين وقارك المنمق؟.. أين هذه الهالة الحمقاء التي تحيط بك كلما مشيت وتمخترك بين محاسيبك؟.. يا الهي كم أنا مسرور حين أراك صامتاً كالحذاء المهجور، لكأنك مجرد خيال لا يملك حيزاً.. قل لي.. قل لي بربك.....هل قلت شيئاً لا (يليق بجنابك)؟ تكلم يا رجل (جلطتني)... لم يخرج من الذي يتعرض لسيل الشتائم هذه أي صوت. مما زاد الرجل انفعالاً: لم لا تدافع عن نفسك.... هل أنت جبان لهذه الدرجة؟؟؟ النملة... حتى النملة تدافع عن ثقب بيتها حينما يهاجمها شيء ما.... أنت نكرة... أنت لا شيء.. أنت تافه، حتى الشتيمة خسارة فيك. اشتد انفعال الرجل فشلح حذاءه ورماه في وجه الرجل الذي يقابله.... الاصطدام أحدث دوياً..... صوت تهشم.... طبعاً.... فقد انكسرت المرآة!! يوسف غيشان ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©