الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الروبوت» وجراحة «ثقب الباب»

11 مارس 2012
أسعدني كثيرا ما أعلنه البروفيسور الدكتور سينا نجاة من جامعة أتلانتا الأميركية، عن عزم الرابطة الأميركية لجراحة المناظير ـ وهي أكبر جمعية طبية في العالم ـ على عقد المؤتمر العالمي السنوي لجراحات المناظير 2013 في العاصمة أبوظبي، تقديراً لما لمسه من حفاوة وحرارة الاستقبال، وتوفر المناخ العلمي والرغبة الأكيدة والقدرة الفائقة في تنظيم المؤتمرات العالمية، والحرص على مواكبة أحدث التطورات الطبية والعلمية والبحثية العالمية. البروفيسور سينا، وشقيقاه الآخران، من الأطباء البارزين الذين أسهموا ببصمة عالمية أقل ما توصف في الأوساط الطبية والعلمية أنها أحدثت انقلاباً نوعياً في جراحات المناظير، من خلال ما يعرف بجراحة “ثقب الباب”، لتشخيص وإجراء عمليات جراحية غاية في الدقة. هل يمكننا مثلاً أن نتخيل جراحًا بأربع أذرع وأربع عيون تقترب وتبتعد بدقة فائقة، ومخ يعالج المعلومات بشكل مستمر دون الحاجة إلى فترة استراحة أثناء العملية؟ قد نعتبر ذلك ضربا من الخيال العلمي. نعم، كان يمكن أن يقال ذلك قبل 20 عامًا مضت، لكن الآن الأمر يختلف تماماً، فهناك نظام دافنشي الجراحي الذي يعتمد على دمج قدرات التنظير الداخلي ثلاثي الأبعاد، وأحدث تكنولوجيا الروبوت الحديثة بغرض الوصول افتراضيًا بعيني ويدي الجراح إلى مكان الجراحة، ويقدم قدرات تكبيرية عالية، مما يوفر رؤية ثلاثية الأبعاد للمنطقة التي بها المشكلة. كما أن ذراعي الروبوت قادران على محاكاة الرسغ البشري، مما يوفر القدرة على القيام بإجراءات عمل الغرز بشكل دقيق للغاية، فضلاً عن إمكانية الشفاء السريع والحد من آلام ما بعد الجراحة، حتى في علاج حالات سرطان البروستاتا حيث تكون الجراحة في الغالب هي العلاج المقبول. ويمكن للحالات التي تؤثر على أعضاء المسالك البولية مثل سرطان المثانة والكلى الاستفادة من نظام الروبوت. في الجراحات التقليدية كان الجراح يقف أمام جرح عميق ممسكاً في يده المشرط وحوله عشرات المشارط وغيرها من المعدات، الآن يقوم الروبوت بهذا العمل بكل بساطة وسلاسة ودقة، ممسكاً بأداة في دقة سن قلم الرصاص ويعمل فتحات صغيرة جداً لأداء الجراحة، لكن أين الجراح؟ الجراح موجود في ركن من أركان غرفة العمليات- يتحكم في تحريك الروبوت من على بعد بأيديه وأرجله وفي نفس الوقت ينظر إلى شاشة مكبرة ذات ثلاثة أبعاد تجعله يشعر كما لو كان في داخل تجويف المريض. أمضيت وقتاً طويلاً في أروقة المؤتمر، وأنا أتمعن عبر شاشة واضحة مثل هذه العمليات الجراحية، ووقفت طويلاً أمام جهاز للتشخيص يعمل بالموجات الرباعية الفوق صوتية، وتابعت مراحل نمو الجنين في رحم الأم، وكيف يمكن للطبيب تحديد مقطع معين فيه لفحصه وتشخيصه بدقة متناهية وهو يسبح في ظلمة الرحم. كم شعرت بالضعف وقلة الحيلة أمام إعجاز الخالق القادر سبحانه وتعالى. إنه بحق فوق كل ذي علم عليم. المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©