الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من رسائل بيتهوفن

من رسائل بيتهوفن
5 يونيو 2008 01:18
لودفيج فان بيتهوفن: مؤلف موسيقي ألماني ولد عام 1770 م في مدينة بون· يعتبر من أبرز عباقرة الموسيقى في جميع العصور، وأبدع أعمالاً موسيقية خالدة· له الفضل الأعظم في تطوير الموسيقى الكلاسيكية· قدم أول عمل موسيقي وعمره 8 سنوات· تشمل مؤلفاته للأوركسترا تسع سيمفونيات وخمس مقطوعات موسيقية على البيانو ومقطوعة على الكمان· كما ألّف العديد من المقطوعات الموسيقية كمقدمات للأوبرا· وقد توفي في فيينا عام 1827م· كتب بيتهوفن هذه الرسائل الى محبوبته الكونتيسة غويليتا غيسياردي وقد كانت تعتصره الحسرة والألم لبعده عنها وهو هنا يحاول أن يخفف عنها آلامها لفراقه بالقدر نفسه الذي يحاول أن يعبر فيه لها عن بؤسه لبعده عنها ومدى إخلاصه لحبهما واستعداده للتضحية من أجل ذلك الحب الصادق والنبيل· وإذا كانت الرسائل لا تتمتع بقيمة أدبية إلا أنها تكشف مكنون مشاعر الحب التي كان يعيشها أعظم موسيقي في عصره وبعده· الى الكونتيسة غويليتا غيسياردي صباح الإثنين، 6 يوليو 1800م ملاكي! نفسي! روحي الثانية! فقط بضع كلمات يمكن كتابتها اليوم بقلم الرصاص، لا يمكن تسوية محل إقامتي حتى الغد· يا لها من مضيعة للوقت! لماذا كل هذا الحزن العميق عندما تجبرنا الضرورة؟··· هل يمكن ان يكون لحبنا وجود بدون تضحيات، وبالامتناع عن تمني جميع الأشياء؟ هل تستطيعين ان تغيري من حقيقة انك لست لي بأكملك، كما انني لست كلياً لك؟ آه! تأملي جمال الطبيعة، وروضي روحك على الذي لا مفر منه· الحب يتطلب كل شيء وله الحق في ذلك، وهذا ما اشعر به تجاهك وما تحسين به نحوي· ولأنك لا تتذكرين بما فيه الكفاية بأنني يجب أن اعيش لاثنين، لأجلك ومن أجل نفسي، كنت ستشعرين بقليل من هذا الحزن كما كان يجب علي أن أشعر لو كنا مندمجين كلياً··· رحلتي كانت فظيعة· لم أصل الى هنا حتى الرابعة من صباح الأمس، حيث لم أتمكن من الحصول على حصان بسهولة، كما أن سائق العربة اختار طريقا آخر وياله من طريق رهيب! في المرحلة الاخيرة كنت قد حُذرت من السفر خلال الليل، وأن أحذر بعض الغابات، ولكن ذلك حرضني على الإصرار بالمضي قدما، وكنت على خطأ· لقد تعطلت العربة بسبب الطرقات الرديئة ووجود البرك العميقة على تخوم الشوارع الريفية، ولولا وجود جياد العربة لكنت قد تركت على جانب الطريق· المسافرون الآخرون توجب عليهم مجابهة نفس المصير بثمانية أحصنه بينما كان لدي فقط أربعة· لا أزال أشعر بشيء من السعادة كالتي تنتابني عندما أحس بأن الحظ قد تجاوز بي أي مصاعب· ولكني الآن يجب أن أعود الى الشعور بما في داخلي· أنا على ثقة بأننا سنلتقي قريباً· لا يمكنني اليوم مشاركتك جميع المشاعر التي عشتها خلال الأيام القليلة الماضية· لو أن قلوبنا كانت منسجمة للابد لما حدث لي كل هذا· قلبي يفيض بالأشياء الكثيرة التي أود أن أقولها لك· آه! هناك لحظات عندما أجد أن الكلام هو في الواقع لا شيء· تحلي بالشجاعة! كوني حبي الحقيقي والوحيد، ملكي كما أنني ملكك· سيرسل لنا الرب ما يجب أن يكون وسيكون! مساء الإثنين، 6 يوليو إنك تتعذبين! يا أعز من في الوجود! علمت لتوي أنه يجب إرسال الرسائل باكراً جداً· الاثنين والخميس هي الأيام التي يذهب فيها البريد من هنا الى (كي)· انك تتعذبين! آه! حيث أكون أنا أنت دائماً معي أبداً· كم يجب علي أن أكافح بجد لكي أمضي حياتي معك! وكيف ستكون الحياة! حيث إنها الآن بدونك مضطهدة بشفقة الآخرين!، الشفقة التي لا أستحقها أو أسعى لنيلها! إن عبودية الإنسان لآخر تسبب لي بالغ الألم، وعندما أعتبر نفسي جزءاً من هذا الوجود أتساءل من أنا، وما هو ذلك الشيء الذي يسمى الأعظم؟ ـ ولكن هنا تظهر المشاعر الإنسانية السامية ـ إني أبكي لمجرد تفكيري في انك ربما لن تسمعي مني حتى يوم السبت· ومع ذلك فإني أشعر بالحب تجاهك أكثر من شعورك نحوي· لا تغيبي مشاعرك عني· طابت ليلتك! لا بد أن آخذ قسطاً من الراحة الآن· أوه! رباه! ياله من قريب، وياله من بعيد! أليس حبنا كقصر في السماء، ولكنه ثابت كقبة في الجنة؟ 7 يوليو صباح الخير! حبي الخالد! إني أفكر بك حتى قبل ان أستيقظ· أفكاري تملؤها البهجة أحياناً ولكنها حزينة وأنا أنتظر لأرى إن كان القدر سوف يصغي إلينا· لابد أن أكون معك كلياً او لا أكون مطلقاً· في الواقع أني عقدت العزم على أن أبقى بعيداً حتى تحين اللحظة التي يمكن فيها أن أطير بين ذراعيك وأشعر بأنني في وطني، وارسل روحي لتنسجم مع روحك في عالم الأرواح· واحسرتاه! لا بد من أن يحدث ذلك، يجب أن تكوني شجاعة وراضية لما تعلمينه عن إخلاصي لك· لا يمكن لأحد غيرك أن يمتلك قلبي أبداً، أبداً! أوه، رباه! لماذا يجب على المرء أن يحيا بعيداً عمن يحب؟ إن حياتي بائسة هنا· حبك جعل مني أسعد وأتعس رجل في الوجود، في سني هذا أحتاج الى أن تكون حياتي أكثر استقراراً وهدوءاً، هل يمكن أن يحدث ذلك في علاقتنا؟ ملاكي! لقد سمعت للتو بأن البريد ينطلق من هنا كل يوم، لذلك يجب ان أختم رسالتي ليمكنك استلامها عاجلاً· ابقي هادئة! حيث لا يمكن أن نحقق هدفنا بالعيش سوية إلا بتأمل وجودنا بهدوء· استمري بحبك لي· بالأمس، اليوم، ما الشوق إلا إليك، وما الدموع إلا اليك! اليك! اليك! حياتي! وجودي! الوداع! أحبيني الى الأبد، ولا تتشكي في القلب المخلص لحبك· مليكتي الى الأبد! محبوبتي الى الأبد! معاً الى الأبد! المخلص، لودفيج Abdulla.alshebli@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©