سليمان: تعقيدات أمام تشكيل الحكومة اللبنانية

أكد الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان أمس أن المشاورات لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية تواجه بعض التعقيدات ''لكن الأمور تحل بالحوار والهدوء من دون توتر''، معربا عن أمله في أن تنطلق عملية الحوار في قصر بعبدا بعد تشكيل الحكومة· وتتبادل الموالاة والمعارضة الاتهامات بتأخير تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بسبب التهافت على حقائبها، فيما ينكب رئيس الوزراء اللبناني المكلف فؤاد السنيورة على إعدادها بصمت على نار هادئة· وقال النائب نبيل نقولا، المنتمي الى التيار الوطني الحر المعارض بزعامة ميشال عون، امس ''المشكلة عند الموالاة بسبب كثرة المستوزرين'' في صفوفها· أما عمار الحوري، نائب تيار المسقبل بزعامة سعد الحريري، فيقول ''المشكلة حصريا عند المعارضة بسبب موضوع المقاعد''· ويوضح أن ''عدد الحقائب هو 22 حقيبة'' (اضافة الى ثمانية وزراء دولة بدون حقيبة)· ويضيف ''إذا طبقنا نسب اتفاق الدوحة على عدد الحقائب يكون للمعارضة ثماني حقائب فيما يطالب عون بخمس حقائب لكتلته تاركا لحلفائه ثلاث حقائب'' اي ''حزب الله'' وحركة امل · وفيما يبدو توزيع الحقائب السيادية الاربع محسوما للرئيس الدفاع والداخلية، للمعارضة الخارجية، للموالاة المال يتمحور الخلاف حول الحقائب الخدماتية خصوصا وان هذه الحكومة تأتي قبل اقل من عام على الانتخابات النيابية المقبلة· وتشير مصادر متطابقة الى ان الخلاف يشمل الشخصية المرشحة لوزارة الاتصالات· والحكومة التي يعمل السنيورة على تأليفها هي اولى حكومات عهد سليمان، وتعطي للمعارضة نسبة تسمح لها بالتحكم في القرارات التي تحتاج الى تصويت· ويعتبر الرئيس سليمان أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل التعقيدات· ونقل بيان صادر عن الرئاسة عنه قوله ''إذا صعب تأليف الحكومة فلنتحاور من أجل إيجاد الحل المناسب'' مضيفا ''هناك دول كبرى تعذر فيها تشكيل حكومات خلال اسبوع او اسبوعين، او أكثر، الا انه في النتيجة تم ايجاد الحل من خلال الحوار''· وأكد سليمان انه يسعى بعد تشكيل الحكومة الى اطلاق عملية الحوار في قصر بعبدا حول كافة المواضيع التي تمت مناقشتها وأقرت في الجامعة العربية واتفاق الدوحة· جاء ذلك خلال استقبال سليمان عميد السلك الدبلوماسي العربي سفير الامارات محمد سلطان سيف السويدي ورؤساء البعثات الدبلوماسية العربية المعتمدين في لبنان· وتحدث السفير السويدي خلال اللقاء ناقلاً تهاني السفراء العرب الى الرئيس سليمان متمنياً له باسم دولهم النجاح والتقدم والامن والاستقرار للبنان· واشار الى أن الدول العربية التي يمثلونها تتطلع الى أن يستكمل تطبيق اتفاق الدوحة بعد انتخاب رئيس الجمهورية، متمنياً ان يشهد الصيف المقبل حضوراً مكثفاً لأبناء الدول العربية الى الربوع اللبنانية، ومشيراً الى أن البوادر في هذا الاطار مشجعة جداً· بالمقابل يجمع الطرفان على أن تشكيل الحكومة لم يتأخر فعليا حتى الآن لأن الخلاف يتمحور خصوصا على الحقائب وسط توافق على أن يترك لكل جهة أن تختار ممثليها· فالخلافات كبيرة داخل كل فريق على حدة حول الاسماء والحقائب، والحصص وفق التوزيع الطائفي بين الفريقين اصطدمت بعقد تمسك الاقطاب بتوزير اشقائهم أو أبنائهم وحتى انفسهم، فالرئيس نبيه بري يصر على توزير شقيقه محمود، والنائب ميشال المر نجله الياس، والنائب ميشال عون صهره جبران باسيل، واسناد حقائب سيادية لهم، في حين يصر سمير جعجع على اشتراكه شخصياً في الحكومة وتسلمه حقيبة تليق بحزبه ''القوات اللبنانية'' وشكل التدخل الاميركي المباشر في المطالبة بالمر الابن وزيراً للدفاع، وتعيين قائد للجيش يرضي طموحاته، والاّ تستخدم ''الفيتو'' ضد الحكومة الجديدة (وفق جريدة السفير) عقدة اضافية امام السنيورة الذي ووجه من قبل فريق المعارضة برفض الشروط الاميركية· وقال عضو تكتل ''التغيير والاصلاح'' النائب سليم عون لـ''الاتحاد'' إن سبب عدم تأليف حكومة الوحدة الوطنية هو التدخل الخارجي، لافتاً الى ان الموالاة تريد الشراكة مع المعارضة دون حقائب وزارية·