أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان سعد الحريري أن قوى 14 آذار تتمسك بقوة بشعاراتها وابرزها رفض أي سلاح غير سلاح الشرعية في لبنان، والتمسك بالمحكمة الدولية والعدالة للاقتصاص من المجرمين قتلة شهداء ثورة الأرز، وفي كلمة بالعامية في مهرجان حاشد أقيم في ساحة الشهداء وسط بيروت بمناسبة العيد السادس لقيام ثورة الأرز، بحضور أركان المعارضة وقادة الأحزاب بغياب كامل لأي ممثل عن فريق الأكثرية (الجديدة) 8 آذار قال الحريري: "أتيت لأسألكم انتم لأنكم المرجعية الأولى والأخيرة، انتم 14 آذار، انتم ثورة الأرز، وأريد أن أسمع جوابكم لكي يسمعه العالم. هل تقبلون بوصاية السلاح، وبيد قوى غير الدولة وبأن تتشكل حكومة أتت بها وصاية السلاح؟ هل تقبلون بتشكيل حكومة ترفض المحكمة الدولية وحكومة شغلها الشاغل شطب المحكمة الدولية من الوجود؟ أنتم ثوار الأرز ترضون بتسليم قرار لبنان الحر السيد المستقل إلى غير الدولة اللبنانية؟" (ورد المحتشدون بصوت واحد لا).
وأكد "تحقيق المطالب في السيادة والاستقلال والمحكمة الدولية وبقي علينا إنجاز الحرية"، واعتبر ان "لا حرية لشعب يخضع أمنه واقتصاده ومستقبله لغلبة السلاح ورهينة لقرار من يتحكم بالسلاح"، وكرر "استحالة ان يقع لبنان تحت اي وصاية سواء كانت من الخارج او من الداخل لحساب الخارج". وأعلن "عدم التخلي عن العروبة والحقيقة والعدالة، وعن لبنان".
ووسط غابة من الأعلام اللبنانية والشعارات الرافضة للسلاح غير الشرعي والهيمنة والغلبة وحشد ضخم من المشاركين الذين وفدوا إلى ساحة الشهداء من جميع المناطق اللبنانية، تضاربت التقديرات لحجمه غير ان بعض وسائل الإعلام وصفته بالمليوني، تحدث 11 خطيباً على التوالي ولم يسجل أي حادث أمني يذكر، وسط استنفار غير معلن وغير ظاهر لأنصار فريق 8 آذار تحسباً لأي طارئ، فيما حافظ الجيش والقوى الأمنية على أمن الحشود وأقام حواجز مكثفة في محيط ساحة الشهداء.
واعلن رئيس الهيئة التنفيذية لـ "القوات اللبنانية" سمير جعجع في كلمته أن قوى 14 آذار لم تعط أحداً وكالة للدفاع عنها وقال: لا نرضى عن الجيش اللبناني بديلاً ولا نريد إلاّ الدولة أماً، ورأى جعجع ان هذا التجمع "ليس لمجرد الذكرى، بل للانطلاق من جديد. فلا حياة لنا من دون دولة. ولا دولة بوجود الدويلة"، معتبرا أنها "ثورة أرز ثانية، لا ترتاح، ولا تستكين، حتى زوال الدويلة وقيام الدولة.
ودعا رئيس حزب "الكتائب" الرئيس أمين الجميل من جانبه إلى توحيد الساحات وتخطي الاصطفافات واعرب عن خشيته من حكم الأكثرية الجبرية لأن هدف 14 مارس انقاذ الدولة، واتهم الآخرين (دون ان يسميهم) "بحمل السلاح لاقامة دولة ضمن الدولة، حتى يحاولوا الانقلاب على الدولة ويسقطوا الحكومة ويحققوا أهدافا غير وطنية ويحولوا لبنان من دولة القانون الى دولة تواجه القوانين الدولية والمجتمع الدولي". وسأل: "كم مضى من الوقت لم يستخدم فيه "حزب الله" كلمة اسرائيل، لأن كل همه هو التعدي على المواطنين الآمنين. وقال: لقد نسي اسرائيل والخط الازرق، ولم يبق له إلا مواجهة المحكمة الدولية". وطالب الحشود "بشد العصب، لاننا نحن الثورة وهم يريدون القيام بانقلاب". واستدرك قائلاً: "ليس هدفنا التحدي إنما إجهاض الانقلاب الحاصل على الدولة". وطالب "بالحقيقة من خلال المحكمة الدولية دون سواها.
تدابير استثنائية للجيش ليلاً وتوقيف 123 شخصاً
بيروت (الاتحاد) - صدر عن قيادة الجيش اللبناني بيان اشار فيه الى انه "وفي اطار الحفاظ على الامن والاستقرار ومواكبة مهرجان 14 مارس في ساحة الشهداء ومكافحة الجرائم المنظمة على انواعها، نفذت وحدات الجيش المنتشرة في مختلف المناطق اللبنانية ليل السبت الأحد، تدابير امنية استثنائية، شملت اقامة حواجز ثابتة وظرفية، وتسيير دوريات مؤللة وراجلة، حيث تمكنت هذه الوحدات من حجز 21 سيارة و69 دراجة نارية، وتوقيف 123 شخصا من جنسيات مختلفة، بعضهم مطلوب للعدالة بموجب مذكرات توقيف، والبعض الآخر لارتكابه جرائم ومخالفات متعددة، تتعلق بالتجول داخل الاراضي اللبنانية من دون اقامات شرعية، وحيازة مخدرات واسلحة حربية وعدم الامتثال لاوامر الدوريات والحواجز العسكرية، اضافة الى الاقدام على الشجار والتضارب، وقيادة سيارات ودراجات نارية من دون اوراق ثبوتية. وتم تسليم الموقوفين مع المضبوطات الى المراجع المختصة لاجراء اللازم".
عدد اليوم
