البشير يتعهد مجدداً بالحفاظ على استقرار جنوب السودان

جدد الرئيس السوداني عمر البشير تعهده بالحفاظ على أمن واستقرار جنوب السودان وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، مشيراً إلى أن استقرار الجنوب تنعكس آثاره على الشمال. وقال “نمد أيدينا بيضاء للجنوبيين حكومة وشعباً وأحزاباً للمحافظة على السلام”، مشيراً إلى عمق المشاعر الطيبة بين الشعبين في الشمال والجنوب، وأكد استعداده للعمل على توثيقها قائلاً “جاهزون أن نعوض ما فقدناه بالانفصال باتفاقات ثنائية”. وأكد البشير لدى وداعه الجنوبيين من منسوبي حزبه في جلسة استثنائية لمجلس شورى الولايات الجنوبية أن العواطف الحقيقية بين الشمال والجنوب ستعيد لحمة السودان من جديد بصورة طبيعية وبإرادة أبناء السودان، معدداً جهود حزبه في الحفاظ على وحدة البلاد قبيل الانفصال الذي قال إنه تم بقرار اتخذ من نيويورك. وأشار إلى تنازلات عديدة قدمها حزبه من أجل الوحدة، وأنه مرر عملية التزوير التي صاحبت الانتخابات الأخيرة في الجنوب، وآثر الصمت لتحفيز الحركة على الوحدة، وبعد ذلك سمح لها بالمشاركة في الحكومة الحالية. وقال إن ذلك كان منحة من المؤتمر الوطني وليس حقاً ملزماً به، مبيناً أن حزبه كان بإمكانه تشكيل الحكومة بعد كسبه للانتخابات الأخيرة دون إشراك الحركة الشعبية، إلا أنه آثر التجاوز عن أخطاء الحركة للحفاظ على الوحدة. وقال إن الحكومة أعطت الحركة أكثر من حقها في السلطة برغم حرمان الحكومة من إيرادات نفط الجنوب وأضاف: “الحركة الشعبية أخذت حقنا في البترول وسكتنا لأجل الوحدة”، وأردف: “رغم ذلك ما زلنا نمد أيادينا بيضاء لها ولأحزاب الجنوب للحفاظ على العلاقة واستدامة السلام”، مؤكداً استعداد حزب المؤتمر لوطني (الذي يرأسه بنفسه) لتعويض ما فقده من الانفصال بإقامة اتفاقيات ثنائية مع الجنوب. ويغادر الجنوبيون المنتسبون للمؤتمر الوطني الحزب بعد انفصال الجنوب بموجب الاستفتاء الذي جرى مؤخراً والذين يجعلهم مواطنين في دولة أخرى هي دولة جنوب السودان التي سيعلن عنها رسمياً يوليو المقبل. ودعا المؤتمر الوطني القيادات الجنوبية المغادرة له بتكوين حزب سياسي جديد في الجنوب والعمل الحثيثة من أجل نهضة وتنمية الجنوب والمشاركة الفاعلة في إعداد الدستور والحياة السياسية، مؤكداً استمرار التواصل معهم لتقديم العون والمشورة من أجل استقرار الدولة الوليدة في الجنوب.