الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بيع العيْنة

27 ابريل 2017 03:12
بيع العِيْنَة هو أحد البيوع المحرمة المنهي عنها في الإسلام، لأنه يعتبر شكلاً من أشكال الربا، ولهذا البيع صور عدة، ولكن الصورة الأشهر هي كما في هذا المثال: أن يشتري زيد من خالد سيارة بثمن مؤجل مقداره على سبيل المثال: 10000، فيستلم زيد السيارة، ومن ثم يقوم زيد على الفور بإعادة بيع السيارة إلى خالد بثمن معجل أقل من الثمن الأول المؤجل الذي لم يتسلمه خالد بعد، وليكن مقداره مثلاً: 9000. وعند تحليل هذه العملية نستنتج أموراً عدة على النحو التالي: - أنه لا غرض لزيد في تلك السيارة، فالسيارة تعود في النهاية إلى خالد. - أن زيداً وخالداً لم يكونا يقصدان البيع والشراء من هذه العملية، وإنما كانا يقصدان الإقراض والاستقراض بالربا، وأنهما قد قاما بالتظاهر بالبيع والشراء حتى يتحايلا على الربا، فهذا البيع هو مال بمال بينهما تلك السيارة التي سرعان ما تعود للبائع الأول. - إن النتيجة النهائية من العملية الملتوية التي قام بها زيد وخالد: هي نقد حاضر في يد زيد مقداره 9000 دينار، مقابل 10000 دينار سيسددها لخالد، وهذا هو الربا بِعَيْنِه. وبهدف التستر على هذا القرض الربوي، قام خالد ببيع تلك السيارة لزيد بثمن مؤجل، مقابل أن يقوم زيد على الفور بعد تَسَلُّمِه السيارة بإعادة بيعها لخالد بثمن معجل أقل، فالفرق بين الثمنين المؤجل والمعجل هو الزيادة الربوية التي سيأخذها خالد، فكأن خالداً أقرض زيداً 9000 دينار، ليعيدها له زيد 10000 دينار. والعِيْنَة لغةً مشتقة من العين، وهو النقد الحاضر، وسميت عِيْنَةً لحصول النقد لطالب العينة، وذلك أن العينة اشتقاقها من العين، وهو النقد الحاضر، ويحصل له من فوره، والمشتري إنما يشتري ليبيعها بعين حاضرة تصل إليه معجلة. وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع العينة، حيث قال: «إذا تبايعتم بالعِيْنَة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم». وحتى لو لم يكن هذا الحديث موجوداً، يستطيع الفقهاء بكل سهولة الاستدلال على حرمة هذا البيع. إنّ بيع العينة هو في الحقيقة قرضٌ ربوي مستتر تحت صورة بيع، ولهذا كان محرماً في الإسلام، فهو ينافي مقاصد الشريعة الإسلامية وقواعدها التي تقتضي حرمة الربا وسد جميع الأبواب المفضية إليه، فالشريعة الإسلامية لا تحرم الربا وتبيح التحايل عليه بتلك الحيل القبيحة. إن أكل الربا عن طريق الحيل أشد حرمة من أكله بشكل صريح ومباشر، لأن هذه الحيل تزيد على التعامل الصريح بالربا بأن فيها مخادعة لله والرسول، فأولئك المتحايلون يظنون أن حيلهم هذه ستخدع رب العالمين وسترضيه، ولكن الله هو خادعهم. محمد أسامة - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©