السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إبداعات 17 فناناً عالمياً تزين أبوظبي

إبداعات 17 فناناً عالمياً تزين أبوظبي
29 ابريل 2010 20:58
سبعة عشر فناناً من مختلف بلدان العالم، نحتوا أعمالهم في ورشة جماعية وعرضوها في نادي ضباط القوات المسلحة في أبوظبي، نحتوا الرخام وقطعوا الحديد ورسموا حركتهم في الفراغ فتجمعت أعمالهم على شاطئ الإمارات استعدادا لتوزيع المنحوتات في مواقع تحدّدها في مدينة أبوظبي للمساهمة في تجميل العاصمة. في ساحة موقف سيارات لنادي ضباط القوات المسلحة وعلى محاذاة البحر الأزرق، امتشقت قامات رخامية وأشكال هندسية معدنية برونق الحدائق العابق بثقافة تتنوع وتتلاقى وتجمعها قطرات الندى وإن استلقت على الحديد. حديقة زهور منحوتة بالحديد وجرائد الأمس تتراكم فوق بعضها البعض وتعلو في الأفق، كمن يصنع خبرا أبعد من الخبر، شكل مدفع يتحول إلى أفكار أخرى ويطرد منه رائحة البارود، وأعمال صغيرة غير مكتملة تحجز زاوية في المعرض المفتوح، تسطر بالإزميل والمطرقة والغبار الرخامي الأبيض والأسود والرمادي لتقص حكاية لم تنته بعد. تنوعت المنحوتات بتنوع مدارس النحت في العالم، ومنها الرخامي ومنها الحديدي، بأحجام ضخمة تزين المدينة قريباً. نوافذ متعددة تتنوع فيها الثقافات وتجتمع فيها التقنيات الحديثة في النحت، حيث تستخدم أدوات الحفر الحديثة في نحت الرخام والجرانيت وتقطيع المعدن ورسم التواءاتهما، وتتضح الفكرة التي انطلق منها بعض الفنانين وأحياناً تبدو ضبابية لكنها تنشد الجمالية والتراكمية الهندسية في تأليف العمل. بدت منحوتة بيلي لي ككتاب فتح حتى التصق غلافه الأمامي بالغلاف الأخير ورقصت على أوراقه المشرعة الحروف العربية خارجة عن كلاسيكية الخطوط بتعبير رمزي للانطلاقة فيها نحو أفق جديدة. ومع منحوتات حديقة الزهور، وتشعر كأنك في قصة “أليس في بلاد العجائب” حيث الزهور الحديدية الضخمة تدخل الأحاسيس على الرغم من جماد الحديد قطرات الندى وقوة الجاذبية التي تدفع بها كي تتساقط من زهرة إلى أخرى قبل أن تصل تراب الأرض. ومنحوتة رخامية بيضاء تخطط للأوراق وعلى قمتها شيء يشبه الغزو الجديد في التواصل بين مختلف أنحاء العالم المعتمد على بث الإشارات وتلقيها من الأقمار الصناعية، أي صحون التقاط هذا البثّ. إلى أشكال جرانيتية سوداء ورمادية داكنة كأنها مدفع قديم وقنبلته تتحوّل إلى حكاية فنية وشكل هندسي مختلف. أشكال مختلفة تفتح نافذة واسعة على العالم، يبقى لتأثير حضورها السطوة أكثر من الفكرة، لأن اعتمادها على هندسة معيّنة تحقق التوازن في لعبة الجاذبية فنّ يتجاوز الفكرة إلى الشكل النهائي. لغة الفنون يندرج تنظيم السمبوزيوم (وهو معرض لأعمال فنانين تنجز في ملتقى أو ورشة عمل) ضمن بنود استراتيجية أبوظبي “عاصمة عالمية للفنون” وتحت شعار “تقارب المجتمعات عبر لغة الفنون”. وكان افتتحه معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس جامعة زايد. ويشار إلى أن النحاتين المشاركين عملوا لفترة 45 يوما في السمبوزيوم لإنهاء أعمالهم في فضاء الإمارات. ورعى السمبوزيوم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ونظمته جامعة زايد بالتعاون مع جاليري سلوى زيدان وبشراكة استراتيجية من بلدية مدينة أبوظبي ونادي ضباط القوات المسلحة. وقريباً، تتولى بلدية أبوظبي توزيع هذه المنحوتات في مواقع تحدّدها في مدينة أبوظبي للمساهمة في تجميل العاصمة. والفنانون السبعة عشر الذين شاركوا في الورشة الجماعية وعرضوا نتاجاتها في نادي ضباط القوات المسلحة في أبوظبي هم بيلي لي من بريطانيا، كارولين رامرسدورفر من النمسا، إيهاب اللبان من مصر، خورخي فيلين من بلغاريا، جريجور كريجار من سلوفينيا، حسن شريف من الإمارات، هوانج سيونج وو من كوريا، جو كلاي من ألمانيا، جون بارلو هودسون من الولايات المتحدة الأميركية، جون جوجاباريشفيلي من جمهورية جورجيا، قسطنطين ديموبولوس من أستراليا، يوشين أوجاتا من اليابان، حسام شيا من لبنان، فابريزيو دييتشي من إيطاليا، خوانخو نوفيلا من إسبانيا، بيتري بيتروف من بلغاريا، ماساهيرو هاسيجاوا من اليابان. سبعة أمتار تسرق الأنظار تزور شخصيات ووجوه سياسية واجتماعية وفنية ملتقى أبوظبي للنحت بشكل يومي، قبل انتقال المنحوتات إلى المواقع التي ستحددها بلدية أبوظبي لتزيين المدينة بأعمال النحاتين الذين قدموا من مختلف بلدان العالم. إلى ذلك، قالت رشا زيدان المنتدبة من قبل جاليري سلوى زيدان لـ”الاتحاد” إنها “المرة الأولى التي ينظم فيها سمبوزيوم بهذا الحجم في الإمارات، وهي المرة الأولى لأبوظبي. فقد اعتاد الفنانون على إنجاز أعمال بحجم أصغر ممّا تم في أبوظبي، إذ تجاوز حجم بعض المنحوتات ستة أمتار والسبعة أمتار طولاً وعرضاً”. وأردفت بأن التحضير لهذا السمبوزيوم بدأ منذ نحو سنتين وتم الإعلان عنه في مختلف دول العالم، فتقدم 400 فنان بملف لثلاثة أعمال عن ثلاثة أفكار منحوتات، واختير منهم 17 فنانا أحدهم إماراتي هو حسن شريف، وتم تأمين المواد الأولية التي يحتاجونها لتنفيذ منحوتاتهم على أرض أبوظبي، ومن هذه المواد الرخام والجرانيت والفايبر والستانليس ستيل والحديد تجلب على نفقة الرعاة والمنظمين، مشيرة إلى أنه تمت دعوة هؤلاء الفنانين الذين عملوا على مدى 45 يوماً لإنهاء أعمالهم في إحدى ساحات نادي ضباط القوات المسلحة. ومن مشروع هو الأول من نوعه في الإمارات، إلى استمرارية سنوية إسوة بعدد من بلدان العالم، وللمشروع خطته على مدى خمس سنوات”. وأشارت زيدان إلى أن المنحوتات التي ستوزعها بلدية أبوظبي في أرجاء مدينة أبوظبي، ستنتقل بداية إلى موقف على الكورنيش كي تتاح للجمهور رؤيتها مجتمعة ومن ثم يتم توزيعها. ولفتت إلى أن هذا النوع من الملتقيات الفنية يهدف إلى التفاعل الفني مع الجمهور عبر إتاحة رؤية الأعمال له في المدينة التي يقيمون فيها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©