الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القاهرة والخرطوم... هل من خلوة عزم؟

27 ابريل 2017 03:14
بعيداً عن السياسة، تعتمل النّفس حسرة جراء سجالات إعلاميّة وتجاوزات غير مسؤولة، تسعى لنحر شريان النّيل الذي يربط القاهرة بالخرطوم، وتضرب بعرض الحائط تاريخاً ممتدّاً من التعاون والتآخي لجسد واحد في قطرين، وكأن ذاكرة الإعلام لا تتجاوز أيام، وكأن الملامح الإفريقية الواحدة تكتشف بعضها من جديد، فتسيطر نبرة التعالي والتجاوز والإنكار على مسار الحوار، بدلاً من الاحتكام للاحترام وللمنطق التكاملي التنموي وبحث فرص مشتركة ومصالحة متبادلة بين دول تحترم التوقعات، وتُعلي من حقوق الجوار وتقف على أرضٍ واحدة. ليست «خلوة العزم» بين أبوظبي والرياض عنا ببعيد، في صورة آسرة من مشاريع التكامل الاقتصادي ومبادرات التعاضد في شتى المجالات، أليس بمقدور القاهرة والخرطوم محاكاة تلك التجربة الريادية؟ أما من تكاملٍ بين البلدين يفضي إلى «خلوة وادي النيل» تحت شعار «متحدون في المصير والتنمية وتحقيق الرفاهية»؟ هل من حسن وفادة وجميل ترحاب يجده كلّ مصري وسوداني على منافذ الآخر، تتلاشى على وقعه كل الأزمات والاحتقانات وسياسات قصر النظر، وتُعزز «الحريات الأربع» المتمثّلة بالتنقل والإقامة والعمل والتّملك؟ لنا أن نتخيل المحفظة الاستثمارية التنموية التي يمكن أن ينصهر فيها البلدان، ليكون ناتجها المشترك أكثر من 430 مليون فدان زراعي، يشكّل ما يقارب 15% من الناتج القومي الإجمالي في كلا البلدين، واحتياطي نفطي يقدّر بـ6.8 مليار برميل، ومليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في السودان، وحوالي 16.9مليار برميل نفط مكافئ في مصر، ناهيك عن موارد نهرية تقدّر بـ74 مليون متر مكعّب، موزعة على كلا البلدين وفقاً لاتفاقية 1959م، وغيرها من ثروات طبيعية هائلة، أولى لهما تفعيل المزايا المشتركة لصالحهما. لعل زيارة وزير الخارجية المصري مؤخراً إلى السودان، عززت من أواصر العلاقة التاريخية الاستراتيجية، وبداية لمستقبل أرحب عبر تشاورات، يقيم صلبها العقلاء لبناء المرحلة المقبلة على الثوابت، وتطهير الخطاب الإعلامي من التلاسنات الكلامية، والانتقال لأفعال واقعية لترميم الثقة واحترام توقعات وطموحات بلدين عريقين، أحدهما بوابة أفريقيا وملتقى القارات، والثاني سلة غذاء العالم وسند جنوبي عامر بالحضارة والثقافات. Emad.Hussein@alittihad.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©