الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أخطاء استشفائية

29 ابريل 2010 21:03
وهن العظم واشتعل الرأس شيبا، اعتلّ الجسد وبات يتهاوى يوما بعد الآخر، طلبا لترميم ما تبقى، قصدت امرأة مسنة وزوجها أحد المستشفيات بصحبة ابنتهما، لإجراء فحوصات الضغط والسكري والكشف عن الكلي، والاضطلاع على حالة القلب، وإجراء تحاليل تطمئن الأولاد على صحة من يعتبرونهما بركة البيت. جلست تنتظر دورها بعد ما قصدت المستشفى صباحا حيث تناولت وجبة إفطار وأخذت دواءها المعتاد الذي يتشكل أساسا من حبة الضغط وإبرة الأنسولين، تقدمت منها الممرضة لتتخذ إجراءات روتينية لابد أن يمر منها زائر هذا المستشفى، ولو كان قادما لفحص بسيط جدا، هكذا قاست الضغط ونسبة السكر، كانت الحادية عشرة صباحا عندما ظهرت نتيجة تحليل السكري حيث وجدته الممرضة يزيد عن النسبة المعتادة بقليل، فالسيدة تعاني من هذا المرض المزمن مدة تزيد عن أربعين سنة، تعايشت معه وتعرف كل مخرجاته. إثر ذلك تحركت الممرضة بسرعة فائقة وقدمت التقرير للطبيب المشرف الذي بدوره أعطى أوامره بحقن إبرة الأنسولين في وريد المراجِعة، غابت البنت عن والدتها لتجلب لها ما تسد به رمقها فقد يطول المكوث في المستشفى، لم يدم المغيب ساعة لتجد والدتها أقرب من الموت للحياة. فبعد أن انتهت المدة المخصصة لحقن إبرة الأنسولين في الوريد، أخذت الممرضة السيدة لقاعة الانتظار بجانب زوجها المتهالك هو الآخر، لم يدر إلا وزوجته ترتجف أوصالها وتتدحرج حبات العرق من جسدها، أسكتها الوجع، والألم يعتصر قلبها، غابت عن الدنيا ولا أحد هناك ينقذ حياتها إلا امرأة كانت تراجع المستشفى وتنتظر دورها، استنجدت بالحاضرين وحملت السيدة للطبيب الذي أمر بتحليل نسبة السكر في الدم من جديد، ليجد أنه وصل إلى 3 جرامات تحت المعتاد، كانت السيدة تحتضر عندما قدمت ابنتها التي تهاوت وكادت تموت غيظا من هذه الفلتات الطبية والاستشفائية التي قد تعصف بحياة المراجعين الذين يأتون للمستشفى واقفين على أرجلهم ويخرجون منه الى بيوتهم معطوبين. لم تكن هذه الحالة الأولى من نوعها التي حصلت في هذا المستشفى، بل هناك حالات أخرى كان أبرزها ما حدث لشابة في مقتبل العمر تعاني من مرض خبيث تقاوم الوجع وتتقلب في الآلام التي منعتها من استكمال عملها على أحسن وجه، فذهبت لهذا المستشفى لإجراء بعض الفحوصات ما جعلهم يخبرونها بكل قسوة أن مرضها خطير وأنها ستموت بعد شهرين بالكثير وأن علاجها مستحيل، وهاهي اليوم تجاوزت الوضع الصعب وتستكمل علاجها بحمد الله. lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©