حفلت أروقة معرض بكين الدولي للسيارات الذي ينعقد في دورته الحادية عشرة، بجيل جديد تماماً من السيارات الكهربائية “الخضراء” التي تغلب عليها طوابع الأناقة والخفّة والرشاقة والجرأة الزائدة في التصميم. ولقد أثارت هذه الطرازات فضول الألوف من الزوّار الذين تقاطروا على المعرض منذ افتتح أبوابه أمام الجمهور الثلاثاء الماضي ويتواصل حتى يوم الأحد المقبل (2 مايو). وتوقعت اللجنة المنظمة أن يتجاوز عدد زوّاره 700 ألف.
وانطوى هذا الزخم العددي والنوعي للسيارات الكهربائية التي انتشرت في الأروقة ومنصّات العرض، على مفاجأة حقيقية في أوساط المهتمين بصناعة السيارات والمدافعين عن نظافة البيئة على حدّ سواء، ولم يكن من الغريب أن يتم إطلاق شعار “نظرة تصوّرية على المستقبل الأخضر” على هذه الدورة لمعرض بكين .
وبلغ عدد “الموديلات” الجديدة من السيارات المدفوعة بالطاقات الجديدة (غير النفطية) والتي استضافها معرض بكين 95 ، أغلبها من صنع شركات صينية ناشئة تطمح إلى اختراق السوق المحلية والأسواق العالمية. وبلغ مجموع عدد السيارات المعروضة 990 جاءت من 16 بلداً.
وتقف وراء هذا الاندفاع الصيني لبناء السيارات الكهربائية عدة عوامل، من أهمها ما يشاع من أن مستقبلاً واعداً ينتظر أسواق “السيارات الخضراء” في العالم أجمع، ومن المعروف أن الصين لم تتعوّد أبداً على تفويت مثل هذه الفرص. ويضاف إلى ذلك أن السوق الصينية ذاتها أصبحت الأكثر استهلاكاً للسيارات من بين أسواق العالم كلها بما فيها السوق الأميركية. ويذكر أن مصانع السيارات في الصين قذفت إلى الأسواق العالمية عام 2009 بنحو 13.64 مليون سيارة استهلكت السوق المحلية 13.34 مليون منها. وبما يعني أن سوق الاستهلاك المحلي ارتفع بمعدل 40? عما كانت عليه عام 2008.
وبما أن معرض بكين ذو طابع عالمي، فلقد حضّرت الشركات العالمية الكبرى نفسها له بشكل جيّد، ومنها “بي إم دبليو” و”مرسيدس- بنز” و”بيجو” وسترون و”نيسان” وفورد وهيونداي، إلا أن الصينيين كانوا الأكثر ظهوراً وبروزاً من خلال العدد الضخم من السيارات التي قدموها.
الدمى الكهربائية
وكانت الأناقة وجمال التصميم من أهم ميزات الجيل الجديد من السيارات الكهربائية الصينية. وتجلّى ذلك بشكل خاص في السيارة “يي زي” Ye Zi ويعني اسمها بالصينية “الورقة الخضراء”، وهي من صنع شركة “شانغهاي أوتوموتيف جروب” التي دخلت في اتفاقيات شراكة مع شركتي جنرال موتورز الأميركية وفولكس فاجن الألمانية.
وتبدو السيارة وكأنها من صنع فنان تشكيلي بسبب السطوح ذات الانسياب الجميل والطريقة الذكية لفتح البابين والسقف معاً. وتم تجهيز سقف السيارة المتحرك بخلايا لامتصاص الطاقة الشمسية وتحويلها إلى طاقة كهربائية تساهم في تغذية البطاريات. وضمّت العجلات أيضاً توربينات هوائية يمكنها أن تقوم بدور مماثل لدور الخلايا الشمسية. وعرضت شركة “دونجفينج موتور كوربوريشن” سيارة كهربائية تحت اسم “آي- كار” I-Car تشبه الدمية وتبدو وكأنها نسخة مكبّرة قليلاً لنماذج السيارات الصغيرة التي يحتفظ بها الهواة في مكتباتهم. واختيرت لهيكلها ألوان فاقعة ومجموعة مصابيح إضاءة برّاقة تشعّ بضوء النيون الساطع وتم تجهيز واجهة القيادة بشاشة كمبيوتر تعمل باللمس وتحتوي أزراراً افتراضية لتشغيل مختلف الوظائف ومراقبة الأداء العام للسيارة.وكان من الطبيعي أن تكون شركة “جيلي” حاضرة في هذا العرس، حيث شاركت بسيارة كهربائية من طراز “جيلي- باندا” وصفتها بأنها ذات أداء عالٍ تبدو معه وكأنها تعمل بمحرك للاحتراق الداخلي. وكانت شركة جيلي قد حققت خبطتها العالمية الكبرى في شهر مارس الماضي عندما نجحت في شراء أصول شركة فولفو السويدية التي كانت تمتلكها شركة جنرال موتورز الأميركية.
وعرضت “جيلي” أيضاً ستة طرازات مختلفة لسيارات كلها مدفوعة بمصادر بديلة للطاقة النفطية وأشارت مصادرها إلى أنها ستبدأ بطرح بعضها في الأسواق العام المقبل.
عن موقع china-autoshow.com
ومصادر أخرى
عدد اليوم
