الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خير الدين بربروس.. قاد العثمانيين للسيطرة على البحر المتوسط

خير الدين بربروس.. قاد العثمانيين للسيطرة على البحر المتوسط
8 يونيو 2016 02:20
اتجه الأخوان عروج وخير الدين إلى الجهاد البحري بدافع من أمهما الأندلسية وحققوا عدة انتصارات على القراصنة الصليبيين الذين كانوا يستولون على سفن المسلمين ويأسرونهم، فأثارت هذه الانتصارات إعجاب السلطان «الحفص»، فأعطاهما حق الإقامة بجزيرة «جوبة» التونسية فزادت شعبيتهما واستجار بهما الأهالي للتصدي للهجوم الإسباني. واستطاع الأخوان تحرير «بجانة»، كما استطاع عروج بين عامي 1504 و1510م إنقاذ الآلاف من مسلمي الأندلس، ونقلهم إلى شمال أفريقيا، واستطاع تحرير الجزائر ثم تلمسان من الإسبان، وأعلن نفسه حاكماً على الجزائر، ووسع دولته حتى بلغت تلمسان. جنوب الجزيرة وتحالف الأخوان خير الدين وعروج مع العثمانيين سنة 920هـ، فقد كانا في حاجة لأسلحة وسفن، وشعر العثمانيون بأهمية الجهاد البحري ضد صليبيي إسبانيا والبرتغال لتهديدهما المسلمين في الخليج العربي والهند بعد احتلال البرتغاليين لعدن ومدن أخرى في جنوب الجزيرة بنية التوجه للأماكن المقدسة. كان الإسبان يحتلون «تلمسان»، ويعملون على إثارة القلاقل فقرر الأخوان بربروس وعروج تحرير المدينة وإعداد جيش كبير سنة 923هـ للمهمة ونجحا في السيطرة على المدينة إلا أن الإسبان تمكنوا من استعادتها، وأثناء الحصار استشهد «عروج»، وخلفه أخوه الأصغر بربروس. تنظيم الأسطولشعر أهل الجزائر بخطورة الموقف، وقرروا إرسال رسالة للسلطان سليمان الأول يطلبون فيها إخضاع الجزائر للسيادة العثمانية، وتعيين «خير الدين» قائداً عليهم، وإعلان الجهاد بالبلاد ضد الإسبان والبرتغاليين، فاستجاب السلطان وعين خير الدين وعهد إليه بإعادة تنظيم الأسطول، ثم وكل إليه مهمة ضم تونس إلى الدولة العثمانية، قبل أن يتمكن السلطان الإسباني شارل الخامس من الاستيلاء عليها. اتجه بربروس إلى تونس، على رأس 80 سفينة و8 آلاف جندي، وأعلن تبعيتها للدولة العثمانية سنة 941هـ - 1534م. وزير البحريةوحشد «شارل» أسطولاً جراراً قاده بنفسه واحتل تونس سنة 942هـ وارتد خير الدين إلى الجزائر، ثم قام بالهجوم على جزر «البليار» الإسبانية والبرتغالية، وكانت محملة بالذهب والفضة والعبيد، فأسر ستة آلاف من الإسبان، ووصلت أنباء هذه الغارة إلى روما وسط احتفالات بانتزاع تونس من المسلمين، فاهتزت لذلك كل أوروبا، وقرر السلطان سليمان الأول تعيين بربروس وزيراً للبحرية العثمانية. ومن أشهر الحملات البحرية التي قادها بربروس، معركة «بروزة» أو «بريفيزا»، لوقوعها بالقرب من ميناء بريفيزا غربي اليونان بالبحر المتوسط، والتي حشدت لها أوروبا استجابة لنداء البابا في روما، فتكوَّن تحالف صليبي من 600 سفينة، تحمل 60 ألف جندي، ويقوده قائد بحري من أعظم قادة البحار في أوروبا هو «أندريا دوريا»، وتشكلت القوات العثمانية من 122 سفينة، تحمل 22 ألف جندي. مبدأ المبادرة وقام بربروس بالتشاور مع قادة أسطوله حول خطط مواجهة التفوق العددي للأسطول الأوروبي، وكان رأي القادة انتظار الأسطول ومواجهته على الساحل، بينما رأى بربروس بخبرته أنَّ هذا سيُفقد الأسطول العثماني مبدأ المبادرة، وكان رأيه الحاسم أن الحرب البحرية تكون في البحار المفتوحة ولا تكون في الساحل، وأن المدافع بعيدة المدى ستفقد تفوقها عند زيادة اقتراب سفن العدو، فابتعد بربروس بأسطوله عن ساحل بروزة مسافة تسعة كيلو مترات، وقام بتنظيم أسطوله على شكل هلال. التقى الأسطولان في 28 سبتمبر 1538م- 945 هـ، وباغت بربروس الأسطول الأوروبي وقام بالمناورة بأجنحة أسطوله واستغلال بُعد مدى مدافعه الحارقة لضرب أسطول أندريا في مقتل، وأدى عدم مقدرة السفن الصليبية على الاستدارة إلى الهزيمة. ظهرت نتيجة المعركة بعد خمس ساعات بهروب قائد الأسطول «أندريا»، خوفاً من الأسر أو القتل، وتكبد خسارة، منها تدمير 13 سفينة. أثار هذا الانتصار الفزع والهلع في أوروبا، وأعاد للبحرية العثمانية هيبتها في البحر المتوسط وأمن لها السيطرة لمدة 33 عاماً. توفي خير الدين بربروس في إسطنبول في العام 953هـ - 1546م عن 65 عاماً في قصره على مضيق البوسفور بالآستانة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©