السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حفل موسيقي في أبوظبي يمزج التراث الأفريقي بلمسات حديثة

حفل موسيقي في أبوظبي يمزج التراث الأفريقي بلمسات حديثة
29 ابريل 2010 21:16
بمناسبة الأسبوع الوطني لجنوب أفريقيا الذي أقيم الأسبوع الماضي في أبوظبي، قدمت فعاليات فنية إلى جانب معرض فني، وفعاليات تراثية أخرى كفن الطعام، إضافة إلى نماذج من الصناعات اليدوية من الأقمشة المطرزة وأدوات الزينة بمختلف أنواعها. وحين نتوجه لحضور حفل فني أفريقي، يخطر على بالنا مباشرة صور الطبول والدفوف الأفريقية إضافة إلى المزامير والآلات الوترية الخاصة بفناني تلك القارة الواسعة. فالفنون فيها نابعة من مشاعر الناس في مختلف أحوال حياتهم من أفراح ومعاناة، سواء في تراثهم أو حاضرهم. تراث أفريقي وكانت الفرقة الفنية التي قدمت الحفل مؤلفة من 11 فناناً برئاسة ديزموند جروتبوم، وقد عزفت على مختلف الآلات الموسيقية من وترية وإيقاعية، وأدت خلال الحفل مقطوعات بعضها يحمل إيقاعات وطنية احتفالاً بالمناسبة، ومعزوفات أخرى، تمتزج فيها عناصر من التراث الأفريقي العريق بلمسات من تأثيرات العصر الحديث. والمعروف عن الفن الموسيقي في تلك البلاد أنه يمتاز بجذور تاريخية وتقاليد شعبية أصيلة، وقد طرأت عليه تأثيرات أوروبية، خاصة من هولندا وفرنسا وألمانيا إضافة إلى لون خاص من الجاز، وإن احتفظت هذه الفنون بملامحها التقليدية. معظم المقطوعات التي أدتها الفرقة كانت حافلة بألحان شجية طافحة بالعذوبة والصفاء، وكأن تلك الآلات الموسيقية التي تداعبها أنامل العازفين تفيض بالمشاعر الدافئة المعبرة عن ألوان من الذكريات والأحلام والملاحم الشعبية التي لا تنسى. وإضافة إلى جمال الأداء الموسيقي ورقته، بدت الفرقة بملابسها الزاهية بين الأحمر والأبيض اللامع لتضفي على جو الحفل مزيداً من البهجة والانسجام، مع المحافظة على رصانة المظهر وطيب الذكرى التي تمثلها هذه المناسبة الوطنية. المرأة الأفريقية وكان لنا لقاء مع رئيس وقائد الفرقة ديزموند جروتبوم الذي درس القانون وإدارة الأعمال في جامعات إنجلترا وكيب تاوان ومارس المحاماة، لكن الفن أخذه ليقيم أشهر مهرجان لموسيقى الجاز في العاصمة كيب تاون، وتعتبر الفرقة التي يشرف عليها من أهم الفرق في جنوب أفريقيا، يقول: “الموسيقى جزء مهم من حياة شعبنا، وهي التي تعبر عن أفراحنا وآمالنا، كما أنها تحمل الكثير من تراث شعبنا وما امتزج به من تأثيرات فنية حديثة، بحكم التفاعل الذي أتاحه العصر بالفنون والثقافات بين مختلف البلدان. وخلال ما يزيد على 15 سنة من اطلاعي وخبرتي في إقامة المهرجانات، أحاول أن أهيئ الفرص المناسبة للاحتفال بإبداع هؤلاء الفنانين وتعاونهم في جميع المجالات”. ورداً على سؤال عن المرأة الأفريقية المشهورة بجمال صوتها وبراعتها في الرقص، لماذا غابت عن مشاركتها بالحفل الفني، يقول ديزموند: “المرأة أجمل ما في الحياة وهي عنصر أساسي في الفن، وهناك عدد كبير من الفنانات في الفرق التي أشرف عليها، لكن ترتيبات السفر اقتضت أن تقتصر على الشباب هذه المرة، وهي الزيارة الأولى إلى أبوظبي. أما عن الكرنفال الفني في احتفالات رأس السنة في كيب تاون فأكد أنه كان يضم ما لا يقل عن 60 ألف مشارك، رجالاً ونساء وكباراً وصغاراً، واحتفالاتنا الشعبية لا تقتصر على الرقص والموسيقى والغناء، ولكن تدخل عليها فنون الرسم والتلوين وخاصة على الوجوه والأيدي، إضافة إلى التفنن بالأزياء وتنوعها، وهناك أشكال عديدة من الأقنعة المبتكرة التي يبدعها الفنانون التشكيليون وأصحاب الصناعات التقليدية عندنا”. ويضيف الفنان: “هذه أول مرة أزور فيها بلداً عربياً، مع أنني أسافر مع فرقتي للكثير من بلدان العالم وقد كنا مسرورين جداً بحضورنا إلى أبوظبي، فهي مدينة جميلة جداً وأهلها أصحاب كرم، نحن سعداء جداً هنا ولن تكون الزيارة الأخيرة، آمل أن نقدم أعمالاً موسيقية في أكثر من بلد عربي، وخاصة في مصر التي أحب أن نقدم عروضنا الموسيقية فيها”. الزي التقليدي وتضمن العرض الفني للأشغال اليدوية التقليدية مصنوعات أغلبها من الخرز بكل ألوانه الأبيض والأخضر والأزرق، لكن البرتقالي دائماً كان الغالب على بقية الألوان. وهناك تمثال لفتاة تلبس الزي التقليدي، وهو تحفة فنية في جماله، فقلادة الرأس المطرزة بالخرز الذي وزع بألوان متناسقة على محيط القبعة وعلى الدوائر فيها، كانت مدهشة في روعتها. ولا يقل عن الإتقان في زخرفة شكل البدلة التي زينت التمثال بشكل صدرية مطبخ لكنها تضاهي أجمل لوحة فنية. هذه الموهبة التي صممت هذه المعروضات من آلات النفخ الموسيقية، أو الأكسسوارات المتنوعة بأحجارها الناعمة والصغيرة والكبيرة تدل على الذوق الرفيع والفن الراقي، وهناك حقائب نسائية رائعة في تصميمها ودقة صنعها، كما اشتمل المعرض على عدد كبير ومتنوع من الستائر المطرزة، إضافة إلى أغطية الوسائد والأحزمة، كلها من الخرز الملون، وهنا في كل قطعة وفي كل لمسة يظهر جمال الفن التقليدي العريق إلى جانب الأشغال اليدوية الحديثة والمصنوعة بدقة ومهارة، كل ما في المعروضات جميل ويعبر عن ثراء هذا التراث ومدى الاهتمام بحفظه وصونه. يكفي أن تنظر في المعرض براعة الصنع في بعض الأحذية البلاستيكية الملونة، والرسومات والأشكال الجميلة التي رسمت عليها، إلى جانب تمثال الفيل الأفريقي وبعض الحيوانات الأخرى التي تزيد من جمال المعرض في فسحة الفندق. إن المعروضات فعلاً تعرّف بجمال وإبداع وأصالة الشعب في جنوب أفريقيا، تلك البلاد الجميلة الواقعة في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية وتمتاز بشاطئها الرائع حيث يلتقي المحيط الهندي بالمحيط الأطلسي.
المصدر: الاتحاد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©