الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصين تسعى لتحويل الفحم إلى وقود سائل

6 يونيو 2008 00:45
مع ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات لم يشهدها العالم من قبل، تسعى الصين بكل طاقتها لتنفيذ مشروع لتحويل احتياطيات الفحم الهائلة الى براميل من النفط رغم ما أثاره من لغط· وهذه العملية المعروفة باسم تحويل الفحم إلى وقود سائل، قوبلت بهجوم شديد من المدافعين عن البيئة الذين يقولون إنها تتسبب في اطلاق كميات كبيرة من الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري· ومع ذلك، فإن امكانية الحصول على النفط من الفحم وتحقيق الاكتفاء الذاتي في الوقود مغرية للدول الغنية بالفحم التي تسعى لضمان امداداتها من الطاقة في عصر زاد فيه الجدل حول عمر احتياطيات النفط ومدى تلبيته للطلب· والولايات المتحدة واستراليا والهند من هذه الدول التي تبحث استخدام هذه التكنولوجيا، لكن مخاوف دعاة حماية البيئة تقيدها بسبب الغازات الكربونية ولاستخدامها كميات ضخمة من المياه، لكن الصين التي لا تعرف جماعات الضغط المدافعة عن البيئة تبني مجمعاً كبيراً في منغوليا الداخلية· ويقول كبير مستشاري الطاقة بشركة ميتسوبيشي للابحاث في طوكيو يويشيرو شيمورا: ''الدول التي تتمتع باحتياطيات كبيرة من الفحم مثل جنوب أفريقيا أو الصين أو الولايات المتحدة شديدة الاهتمام بتكنولوجيا تحويل الفحم الى وقود سائل؛ لانها تساهم في ضمان أمن الطاقة''، ويضيف: ''لكن المشكلة أنها تنتج الكثير من ثاني أكسيد الكربون، كما أنك تحتاج إلى كمية كبيرة من الطاقة لعملية التسييل، وهو ما يعني أنك تهدر قـــدراً كبــــيراً من الطاقة''· وفي إردوس بمنغوليا الداخلية، يعمل نحو عشرة آلاف عامل في وضع اللمسات الاخيرة بمصنع لتحويل الفحم إلى وقود سائل ستديره مجموعة شينهوا كبرى شركات تعدين الفحم في الصين، وسيكون هذا المصنع هو الاكبر من نوعه خارج جنوب افريقيا التي بدأت العمل بهذه التكنولوجيا بسبب العقوبات الدولية عليها إبان سنوات الفصل العنصري· وقال نائب المدير العام بشركة شينهوا لتسييل الفحم جانج جيمنج: ''لا يمكن أن نفشل، وإذا سارت الامور بسلاسة فسنبدأ التوسع العام المقبل''، وسيبدأ المصنع العمل هذا العام ومن المتوقع أن يحول 3,5 مليون طن من الفحم سنوياً الى مليون طن من المنتجات النفطية مثل وقود الديزل للسيارات· ويعادل حجم الانتاج 20 ألف برميل يومياً، وهي نسبة بسيطة في احتياجات الصين من النفط التي تبلغ نحو 7,2 مليون برميل في اليوم، وإذا سارت الامور على مايرام ستشرع منغوليا الداخلية في خطة طموح لتحويل نصف انتاجها من الفحم إلى وقود سائل أو كيماويات بحلول عام ،2010 ويبلغ نصف انتاجها نحو 135 مليون طن أي حوالي 40% من انتاج استراليا السنوي من الفحم· وتأمل المنطقة التي تعادل مساحتها مساحة فرنسا وألمانيا وانجلترا مجتمعة أن يعمل تحويل الفحم إلى وقود سائل على دفع التنمية ويعزز خطط الصين لرفع قدراتها في انتاج الوقود السائل من الفحم الى 50 مليون طن بحلول عام ·2020 ويعادل ذلك نحو 286 ألف برميل في اليوم أي أربعة في المئة تقريباً من احتياجات الصين بناء على الاستهلاك الحالي· وحافز استخدام التكنولوجيا الجديدة كبير نظراً للانخفاض النسبي لكلفة تطبيقها في ضوء أسعار النفط الحالية، بالاضافة الى زيادة الاعتماد على النفس في تلبية الطلب المحلي، ففي الولايات المتحدة يرى البعض ان هذه التكنولوجيا تتيح فرصة لتقليل اعتمادها على الدول الاخرى المنتجة للنفط· وتعتزم شركة ''دي· ار· كي· دبليو ادفانسد فيولز'' بناء مصنع في وايومنج العام المقبل بمشاركة شركة ''ارش كول'' وبتكنولوجيا مرخصة باسم شركتي ''جنرال الكتريك'' و''اكسون موبيل''· وتجري وزارة الدفاع تجارب على تكنولوجيا تحويل الفحم الى وقود سائل في محاولة للحد من الاعتماد على الوقود المستورد من دول غير صديقة للولايات المتحدة، لكن الجدل الذي تثيره هذه التكنولوجيا كثير، ويقول خبراء: إن اجمالي ما تطلقه هذه العملية من غاز ثاني أكسيد الكربون يعادل مثلي ما يطلقه الوقود الاحفوري· كذلك فإن تسييل الفحم يستهلك كميات كبـــيرة من الطــــــاقة وموارد المياه· ورغم أن تكنولوجيا تحويل الفحم إلى وقود سائل طورت قبل نحو 100 عام فلم تستخدم إلا قليلاً باستثناء ألمانيا النازية وجنوب افريقيا ابان عهد التفرقة العنصرية اللتين كانتا تجدان صعوبة في الحصول على النفط رغم رخصه انذاك· وأثار ارتفاع أسعار النفط التي تجاوزت 130 دولاراً للبرميل الاهتمام من جديد بهذه التكنولوجيا، وقالت نشرة ''أويل آند جاس جورنال'' في أبريل إن تكلفة انتاج برميل الوقود الواحد من الفحم تتراوح بين 67 و83 دولاراً بناء على خبرات شركة سانسول بجنوب افريقيا، ويتوقف السعر على عدة عوامل منها أسعار الفحم والمياه، بالاضافة الى تكلفة انشاء المصانع· وستكون شركة شينهوا أول شركة تستخدم التكنولوجيا المباشرة لتحويل الفحم الى وقود سائل على نطاق واسع، وهي تختلف عن التكنولوجيا غير المباشرة التي أثبتت جدواها في ألمانيا النازية واستخدمتها شركة ساسول الجنوب افريقية· وفي التكنولوجيا غير المباشرة، يتم تحويل الفحم إلى غاز قبل تسييله· والهدف الذي يسعى وراءه المتحمسون لانتاج الوقود السائل من الفحم هو التوصل الى أسلوب لاتمام هذه العملية دون اطلاق ثاني أكسيد الكربون في الهواء·
المصدر: إردوس- الصين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©