الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

في عصر الترفيه الإلكتروني .. مسرح أبوظبي يهزم الفضائيات والشبكة العنكبوتية

في عصر الترفيه الإلكتروني .. مسرح أبوظبي يهزم الفضائيات والشبكة العنكبوتية
29 يوليو 2009 00:33
مع ظهور المسرح في بلاد اليونان قبل 25 قرناً، وحتى ظهور المسرح الإنجليزي في القرون الوسطى، وصولاً إلى أيامنا هذه، ظل المسرح أحد أهم المفردات الثقافية التي تبرز الوجه الحضاري للمجتمعات، ومن هنا جاء قرار إنشاء مسرح أبوظبي في قلب العاصمة الإماراتية في العام 2005 ليكون شاهداً على النهضة الثقافية التي تعيشها الدولة. يشمخ ذلك الصرح الفني والثقافي الضخم القابع على كاسر الأمواج، في محاولة للتعرف على الأنشطة والفعاليات التي تقام داخله، وكذا دوره في إذكاء وتنشيط الحراك الفني والثقافي في المجتمع. متعة وفائدة في البداية تحدثنا إلى مدير المسرح السيد علاء نعمة، الحاصل على إجازة في النقد والأدب المسرحي، وأستاذ مادة الدراما في المعهد العالي للفنون المسرحي في دمشق سابقاً، الذي يوضح أنَّ مسرح أبوظبي، بالإضافة لاحتلاله موقعاً سياحياً مهماً في العاصمة الإماراتية أبوظبي، فإنَّ دروه يعتبر مكملاً للحركة الثقافية في الدولة. يضيف نعمة: «منذ أن بدأنا العمل في المسرح كان لدينا توجه وهدف أن نجعله جزءاً من الحياة الثقافية والفنية الإماراتية، وأن تكون فعالياته جزءاً من أجندة الأسرة التي تسكن في أبوظبي، فتوجهنا لاستقطاب العروض المسرحية والفنية للإمارات وبعض دول الخليج، ومن الدول العربية أيضاً، وكانت هذه العروض ساحة تلتقي فيها الأسرة، في فضاء من المتعة والفائدة. وحول العلاقة التي تربط بين مسرح أبوظبي وبين نادي تراث الإمارات، يوضح نعمة أن المسرح يسير مع النادي باعتباره جزءاً منه في عملية تفاعلية، لإبراز التراث الإماراتي للمقيمين في أبوظبي سواء من أهلها أو الوافدين، وذلك في إطار توجهات عامة لنادي تراث الإمارات تقتضي تفعيل حضور التراث الإماراتي في الحياة الثقافية المعاصرة، وقد عملنا بهذا التوجه دون أن يقيدنا، فكان مسرح أبوظبي ملتقى للفرق المسرحية الإماراتية التي قدمت عروضها المحلية، والتي تعالج قضايا المجتمع الإماراتي في ماضيه وحاضره وتستشرف آفاق المستقبل، ومع علمنا جميعاً بأن التراث مادة غير جذابة، ولكنها ملهمة جداً في الفن، ولذلك حاولنا أن نستقطب العروض المحلية والعربية التي وظفت التراث وأعادت تقديمه بأسلوب معاصر وشيق. عروض مجانية بالنسبة لجمهور المسرح وهل هناك هل ثمة من جمهور للمسرح في عالم التسوق والترفيه الإلكتروني؟ أوضح أننا أصبحنا في زمن يصعب فيه إرضاء الجمهور إلى حد كبير، بحيث تشتت الذوق بشكل عام وتعددت الاحتياجات فأصبح من الصعب إرضاؤها، وفي زمن تأتي فيه كل الفنون إلى البيت، من خلال الشبكة العنكبوتية أو الفضائيات، يبدو من الصعب أن ندفع الجمهور أن يخرج من بيته قاصداً المسرح ومع ذلك فقد استطعنا بفضل انتقاء مكان للعروض و اختيار أفضلها، أن نكسر هذا الجدار بيننا وبين الجمهور، وأن نوجد الحافز عنده ليأتي إلينا وقد تحقق هذا بشكل كبير في فعاليات كثيرة تمت هنا في المسرح، ومنها عروض مسرح الطفل التي استقطبت آلاف الأطفال على مدى موسم مسرحي كامل، فضلاً عن مسرحيات عديدة جاءت من كافة الدول العربية والخليجية بالإضافة للفرق المسرحية الإماراتية. وقدمنا في الموسم الثقافي 2007-2008 ما يزيد عن 160 فعالية منها 60 عرضاً مسرحياً، وهذا رقم ضخم بكل المقاييس يوضح مدى حالة الحراك الفني التي يعيشها المسرح. وجميع هذه العروض والفعاليات مجانية وتقدم للجمهور مجاناً طوال العام، وهي متاحة للجميع دون استثناء. فعاليات متنوعة عن وجود فعاليات أخرى غير المسرح، قال: حظيت الثقافة والتراث بنصيب من فعاليات مسرح أبوظبي من خلال العديد من الندوات والمحاضرات التي أسهم بها كبار الشخصيات والمفكرين وأساتذة الجامعات، والتي ناقشت وعالجت قضايا ثقافية وإشكاليات معاصرة على تماس مباشر مع الجمهور. كذلك فقد كان ولا زال للشعر الشعبي النبطي حضوره المتميز على مسرحنا من خلال الأمسيات الشعرية الشعبية، والندوات الشعرية والجلسات الشعبية التي شارك فيها كبار الشعراء الإماراتيين والخليجيين وكنا فيها حريصون على إحياء هذا الشعر وفقاً لأصوله وتقاليد نظمه، و ساعدنا في ذلك مجموعة من الشعراء والأساتذة المتخصصون. طموحات وآمال كما لفت إلى أن مسرح أبوظبي يطمح حالياً إلى إنتاج مسرحيات خاصة به، لأنه وإلى الآن ليس للمسرح فرقاً خاصة به، وهناك مخططات مستقبلية تم وضعها، بتوجيه من الإدارة العامة ورئاسة النادي للارتقاء بالعمل بما يواكب الطموحات ويتوازى مع النهضة الثقافية الشاملة التي تشهدها أبوظبي، بحيث نكون جزءاً من خريطة ثقافية، فنية لإمارة تسعى لأن تكون منارة ثقافية كبرى في محيطها الإقليمي والعربي. وتحدث أيضاً عن الفعاليات العديدة المزمع عرضها في رمضان المقبل، فذكر أن هناك برنامجا حافلا وفعاليات يومية ذات طابع ديني وتراثي، وأن الجمهور على موعد مع مهرجان رمضاني حافل. وجديد وممتع يشمل محاضرات لشخصيات عربية، وعالمية وأمسيات إنشاد ديني لفرق إماراتية وعربية، وندوات تعالج قضايا الساعة في الشأن الاجتماعي والاقتصادي والديني. أما في أيام عيد الفطر فسيكون الأطفال مع مسرحية عربية شيقة ومفيدة. وكل هذه الفعاليات والعروض مجانية للجمهور طوال العام، وهي مفتوحة أمام الجميع بلا استثناء. وأضاف علاء نعمة، أن المسرح أنشأ عام 2005، بدعم سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان رئيس نادي تراث الإمارات، و يعتبر المسرح من المسارح متوسطة الحجم وعدد المقاعد 500 ونفذ المسرح وفقاً لأحدث معايير المسارح الإنجليزية المعاصرة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©