أعرب البيت الأبيض الأميركي أمس، عن عدم معارضته دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إجراء حوار مع حركة ''حماس''· وقالت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن عباس أطلق هذه المبادرة بناء على الاتفاق الذي تم بوساطة يمنية في مارس الماضي، والذي ينص على إجراء محادثات مباشرة بين عباس والحركة التي تسيطر على قطاع غزة·
وأوضحت بيرينو ''لم نعترض على الاتفاق اليمني، وحسب علمي فإن دعوة عباس هي خطوة تالية لذلك (···) وعلى حماس (أن تفي) ببعض الالتزامات بموجب الاتفاق قبل أن يتم إجراء هذه المحادثات وتكون مثمرة''·
وقرر عباس أمس، تشكيل لجنة من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ،وممثلين عن الفصائل والقوى الوطنية ، لمتابعة تنفيذ قراره غير المتوقع مساء الأربعاء، حول الحوار الوطني مع حركة ''حماس'' بعد عام من سيطرتها على قطـــــاع غزة عقــــــــــــب معارك مع حركة ''فتح'' التي يتزعمها عباس·
وأعلن مكتب عباس في رام الله في بيان أصدره أمس، أن ''اللجنة المذكورة ستجتمع خلال الأسبوع المقبل للاتصال بكافة الأطراف المعنية من أجل مناقشة الآليات التنفيذية لهذا الإعلان ببدء الحوار''·
وتمحورت نقطة الخلاف الأساسية في المبادرة اليمنية التي دعا عباس الى اعتمـــــــــادها في الحوار،على طلبه عودة الوضع الى ما كان عليه في قطاع غزة قبل سيطرة ''حماس'' على القطاع، وهو شرط رفضته الحركة·
ولم يتطرق عباس في خطابه الأربعاء الى هذا الشرط ، كما تجنب ذكر كلمة ''انقلاب'' التي كان يصف بها عملية ســـــــيطرة ''حمــــــاس'' على القطــــــــاع في يونيو عام 2007 واكتفى بالإشارة الى ''انقسامات''، لكن وكالة ''رويترز'' نقلت عن مساعدين لعباس قولهم أمس، إن الرئيس لم يخفف موقفه إزاء المصالحة مع ''حماس'' وإن الحوار يتوقف على إنهاء سيطرة الحركة على قطاع غزة، وقال صائب عريقات وهو من مساعدي عباس ، قال إن تصريحات الرئيس لا تشــــير إلى موقف جديد، وأشار إلى أن عباس دعا لتنفيذ مبادرة اليمن التي تنص على ضرورة إنهاء سيطرة ''حماس'' على القطاع، وقال عريقات إن موقف عباس لم يتغير· مضيفاً أنه من الخطأ القول إن عباس لم يعد يطالب بإنهاء ''انقلاب حماس'' لإنهاء الانقسامات·
ويشارك عباس في محادثات سلام -مدعومة من الولايات المتحدة - مع إسرائيل التي حذرت من أنها ربما تراجع علاقاتها مع عباس إذا أصلح علاقاته مع ''حماس''·
كما قال جمال زقوت وهو من كبار مساعدي رئيس الوزراء سلام فياض، إن عباس ما زال يعتقد بأن الحوار يتوقف على تخلي ''حماس'' عن السيطرة على غزة·
وأكد رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية أمس لـ''الاتحاد'' ترحيبه بدعوة عباس، والعمل على انجاح الحوار الفلسطيني، مؤكداً استعداد الحكومة و''حماس'' للبدء فوراً بحوار وطني شامل تحت رعاية عربية، وقال هنية خلال حفل أداء ثمانية قضاة شرعيين اليمـــــين القانونية: ''نحن نطلق نداء لتحقيق مصالحات فلسطينية ،لاسيما على مستوى الماديات والجروح والتعويضات، ونحن على استعداد لتوفير الاحتياجات اللازمة لإجـــراء هذه المصالحات''·
وتوقع المتحدث باسم حركة ''حماس'' سامي أبو زهري أن ''تجري اتصالات مع السلطة لوضع الترتيبات لشكل الحوار وآلية البدء فيه''، وقال ''نؤكد ترحيبنا بدعوة رئيس السلطة الفلسطينية لبدء حوار وطني، ونعتقد أن هذه الدعوة تنطوي على جديد خصوصا أن''ابو مازن'' في كل دعواته السابقة، كان يضع شروطاً مسبقة''·
وأضاف ''من دون شـــك أن إعلان ''أبو مازن'' مرتبط بحالة الفشل على صعيد مفاوضات التسوية (بين إسرائيل والسلطة) وادراكه المتزايد أن لا مجال الا للعودة الى الوحدة الفلسطينية لمواجهة التغول الإسرائيلي''·
وحيت سوريا أمس، دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس حركة ''حماس'' الى الحوار، وأعربت عن اســــــــتعدادها بصفتها تترأس القمة العربية، للمساعدة في انجاح هذا الحوار·
ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية ان ''سوريا تلقت بارتياح'' دعوة عباس الى الحوار الفلسطيني ''وكذلك ترحيب حركة ''حماس'' بهذه الدعوة''·
واضاف المصدر ان سوريا ''تحث الطرفين على استئناف الحوار الفلسطيني-الفلسطيني على اساس اعلان صنعاء والمبادرة اليمنية، وقرار القمة العربية بدمشق''·
واعرب المصدر عن ''استعداد سوريا بصفتها تترأس القمة العربية للمساعدة في تحقيق هذا الحوار وانجاحه، صونا للحقوق الوطنية الفلسطينية''·
ويذكر ان رئيس المكتب السياسي لحركة ''حماس'' خالد مشعل، يعيش في المنفي في سوريا·
عدد اليوم
