الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مهمة الإعلام المستحيلة.. إرضاء ترامب!

17 أكتوبر 2016 09:35
كيف ينبغي على وسائل الإعلام تغطية أخبار المرشحين الرئاسيين خلال الأشهر الخمسة المقبلة؟ على المراسلين والمحررين «فعل المستحيل» ليكونوا منصفين تجاه دونالد ترامب، حسبما أكد «ألان موراي» من مجلة «فورشن»، في تكرار لإنذار أصدره رئيس تحرير «وول ستريت جورنال» «جيرارد بيكر» لفريق عمله التحريري. وبالطبع، بدأ «فعل قدر كبير من المستحيل». فقد منحت وسائل الإعلام ظهوراً بقيمة ملياري دولار لترامب مجاناً، وفي كثير من الحالات، تركته يتفاخر بإطلاق الأكاذيب، حتى بشأن أمور أساسية مثل ما إذا كان أيّد أم لم يؤيد الغزو الأميركي للعراق. ويقول ترامب إنه عارضه بوضوح، لكن «بين سميث» من موقع «باز فيد» أشار إلى وجود دليل على صحة العكس. وكذلك، افترائه حول رغبة الرئيس باراك أوباما في قبول 250 ألف لاجئ سوري، في حين أن الرقم الحقيقي هو عشرة آلاف فقط. وفي هذه المناسبات، عندما حاول الصحافيون محاسبة ترامب، مثلما فعلت «واشنطن بوست» في تقريرها بشأن مزاعمه عن تبرعاته الخيرية أو إيحاءاته بشأن «جامعة ترامب»، فكان يرد بإهانات وتهديدات، على النحو الذي فعله الأسبوع الماضي في مؤتمر صحفي. وأثار غضبه مبدأ أن تكون مهمة وسائل الإعلام هي محاسبة المرشحين نيابة عن الشعب. وبالطبع، الإنصاف أمر بالغ الأهمية، سواء أكانت التغطية الإخبارية بشأن «ترامب»، أو «هيلاري كلينتون» أو «بيرني ساندرز». ولكن ماذا يعني ذلك تحديداً في تغطية الحملة الانتخابية؟ يعني ذلك الإبقاء على ذهن متقد، وعدم ترويج أفكار تنطوي على تصورات معدة سلفاً، والإنصات بجدية إلى شروحات المرشحين. ولا يعني الإنصاف أبداً المساواة الخاطئة. وفي الحقيقة، إن المطالبة بـ«الإنصاف» لترامب، كما لو أنه أسيء التعامل معه، أو وُضع في ظروف سيئة، يصيبني بالحيرة، لاسيما أن «ترامب» حظي بانتباه إعلامي أكبر بكثير من المرشحين الآخرين، كما لو أنه كان يدلي بتلك التصريحات المثيرة للغضب، لكي يتحكم في دورة الأخبار اليومية مراراً وتكراراً. وعلى وسائل الإعلام أن تعيد التفكير في غرض تغطيتها الحملة الانتخابية. ولا يعني ذلك أن تكون لطيفة بقدر متساو تجاه جميع المرشحين، وإنما أن تقدم للأميركيين المعلومات المهمة التي يحتاجونها لتقرير ما إذا كان هذا الشخص مناسبا لقيادة الدولة. ولكن ذلك ليس موضع التركيز! وقال «ريتشارد توفيل»، رئيس منظمة «بروبابليكا» الإخبارية الاستقصائية، «يبدو أن الشبكات التلفزيونية قررت أن برامج الواقع هي الخبر»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن «ترامب هو أول مرشح في الحقبة القانونية المعاصرة يقول إن حقوق الصحافة الراسخة ينبغي أن تتغير جذرياً». وذكر «واين باريت»، الصحفي الاستقصائي الذي عكف على تغطية أخبار ترامب طوال 40 سنة، والذي أدت تقاريره إلى إجراء أول تحقيق قضائي فيدرالي بحق ترامب، «إن الإخفاق الكبير ليس في وسائل الإعلام المطبوعة، ولكن الحملات تجري على الشاشات». وفي تقديمه الجديد للكتاب الذي ألفه العام 1992: «ترامب: الصفقات والسقوط»، يكشف «باريت» الجوهر القبيح للمشكلة وهو أن: «القنوات الإخبارية والقنوات الرياضية لا تميز في الوقت الراهن، وتروج جميع الألعاب التي تغطيها، ولا تهتم إلا بمعدلات المشاهدة وحدها». وأضاف «باريت»: «إن هذه القنوات لا يدفعها سوى الخوف من خسارة أحد أكثر عوامل ارتفاع معدلات المشاهدة في جميع الأوقات: ترامب». وبالحديث عن الإنصاف، لا يتوقع «باريت» حدوث ذلك بشكل كبير على أية حال. وكثير من الأخبار القوية التي نشرتها «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست» و«ديلي بيست» وغيرها تكاد لم تحظ بأية متابعة في القنوات التلفزيونية، وأما أي تلميح ولو طفيف حول زاوية جديدة في قضية البريد الإلكتروني الخاصة بهيلاري كلينتون فمن الممكن أن تشغل معظم الدورة الإخبارية. وما حدث الأسبوع الماضي من اهتمام تلفزيوني بالشكاوى من «جامعة ترامب»، فكانت استثناء. وأعرب «جي روزين»، الأستاذ في جامعة نيويورك ومؤلف مدونة «بريس ثينك»، عن قلقه من أن يتم استغلال مفهوم الإنصاف بشكل خاطئ، مضيفاً: «هل يعني ذلك أننا لا نستطيع أن نؤيد جانبا؟ أو هل يعني ذلك أن نتعامل مع أمور غير متساوية بالتساوي؟». وخلاصة القول «إننا لم نر مرشحاً مثل ترامب من قبل، وعلينا أن نعامله مثل باقي المرشحين.. بأن نخضعه للمحاسبة!». يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©