«الموبايل» يتحوّل إلى وسيلة تعليمية

في وقت تحرص فيه معظم المؤسسات المدرسية والتربوية على منع استخدام الهاتف المحمول “الموبايل”، بدأ الخبراء يكتشفون فوائده الكثيرة في العملية التعليمية. وفيما كان التلاميذ خلال السنوات الماضية يقصرون وظائفه على تحميل القطع الموسيقية والصور التي يحبونها، إلا أنه بدأ الآن بالتحول إلى وسيلة مساعدة لدعم العملية التعليمية. ويقول “راي إرفينج” رئيس قسم تطوير الوسائل والمصادر التعليمية في مدرسة فارفيك للتجارة في المملكة المتحدة: “لقد بدأنا نشهد ثورة حقيقية”. ويفسّر عناصر هذه الثورة بقوله إنه بالرغم من أن تقنيات التحميل على الكمبيوتر قديمة، إلا أن التحميل على الأجهزة المحمولة مثل الهاتف “الموبايل” و”إم3” يمثل ظاهرة جديدة تماماً. وأصبحت أعداد متزايدة من طلاب كليات التجارة يستعينون بهذه الأجهزة كوسيلة تعليمية مساعدة في العديد من دول العالم. ويثبت هذا التحوّل أن التكنولوجيا بكافة أشكالها لا يمكن اعتبارها وسائل ضارة بالنسبة للتلاميذ بأي حال من الأحوال. ومن ميزات أجهزة الموبايل أنها تمثل وسائل متوفرة بكثرة ورخيصة وأصبحت تشغّل آلاف الوظائف والتطبيقات، وتم مؤخراً تطوير تقنياتها من أجل تسهيل تحميل النصوص والصور والأشكال التوضيحية. ويقول إرفينج:”ولهذا أصبح الموبايل وسيلة مساعدة لمعظم الطلاب”. ويرى فارفيك أن إدارات الكليات والمدارس أصبحت تدرك الآن أن الأوقات التي يقضيها الطلاب بعيداً عن مقاعد الدراسة، أثناء السفر أو ممارسة الرياضات والهوايات المختلفة، والتي كانت تعدّ “أوقاتاً ميّتة”، يمكنها في الواقع أن تعدّ امتداداً للعملية التعليمية بفضل ما توفره أجهزة “الموبايل” من قدرة على التواصل الفوري بالمدارس والمعاهد وزملاء الدراسة. وبات في وسع الطلاب أن يستمعوا إلى المحاضرات والدروس أثناء سفرهم أو غيابهم عن صفوفهم. وتعمل العديد من الشركات المتخصصة بالتطبيقات الرقمية على تطوير حلول جديدة تجعل من الموبايل وسيلة فعّالة لمتابعة العملية التعليمية.