السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ياسر الشامسي: تربية الخيول قصة عشق «لا تنتهي»

ياسر الشامسي: تربية الخيول قصة عشق «لا تنتهي»
14 مارس 2011 20:28
كان مثل البقية لا يفهم السر الذي يدفع البعض إلى الأخذ بهواية تربية الخيول، لكن الشيءُ الوحيد الذي كان يتصوره هو أن علاقة على هذه الشاكلة تنشأ بين الإنسان والخيل لابد أن يكون فيها رمزُ للأصالة والوفاء والشهامة وكل سمات الفروسية التي يُنعتُ بها رجال الصحراء. في رحلة مسائية إلى نادي الشهامة للفروسية بأبوظبي تكشفت لنا تفاصيل عالم الخيول، هذا العالم الذي حملَ في ثناياه تعايشا فريداً، وعلاقةً من الطراز الغريب أشبه بالصداقة التي تخلقُها العشرة فتجعل الطرفين لا يتخلى كلُ منهما عن الآخر. نشأة النادي عن تعلقه بالخيل، يقول ياسر الشامسي: “لم أكن الشخص الأول في عائلتي الذي يعشق الخيل بل أخوتي سعيد ومحمد وسيف، حيث كان كل هذا التعلق بالخيل سببه الوالد” رحمه الله “باعتباره أحد متخصصي تربية وانتاج الخيول العربية”. يتابع حديثه بنبره فيها الكثير من الشغف والحماس ويضيف:” حب والدي لإنتاج وتربية الخيول دفعنا إلى التفكير بإنشاء ناد، بدأت هذه الفكرة الشجاعة منذ وقت طويل بدخول السباقات الفردية والمزادات المحلية المتخصصة في شراء وبيع الخيول العربية الأصيلة، لتتجسد الفكرة على أرض الواقع من خلال تأسيس النادي سنة 2005. قواعد الفروسية يضيف الشامسي ويقول: “أنا أحاول تقديم خدمة التدريب على ركوب الخيل، وتعليم فنون وقواعد الفروسية وتربية الخيل وما يتعلق بها والغاية من إنشائه للوصول إلى مستوى مميز في عالم الخيول والرقي به إلى أحسن درجات الاحتراف. تربية الخيل وفي سؤال الشامسي عن الدافع الذي جعله يتبنى قناعة تربية الخيل، يصمت قليلاً قبل أن يدلي بإجابته: “إن منبع إيماني بتربية الخيول هو ما ورد عنها في القرآن الكريم والسنة الشريفة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة، والمُنفق على الخيل كالباسط كفه بالنفقة ولا يقبضها”، وقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل”. ويضيف: “إن تربية الخيل تعود بالخير والبركة على أهل مربيه، مبيناً أنه يستشعر هذه البركة في أهل بيته، سيما أنه لا يفصل بين بيته وإسطبله سوى جدار واحد، معرباً عن فخره بما ورثه وإخوانه وعائلته عن والده من تقاليد جميلة وعلى رأسها امتلاك وإنتاج الخيل”. مميزات الخيول يربت الشامسي يديه علي أحد الخيول ويقول بابتسامة :” إن أهم ما يميز الخيل العربي الأصيل عن غيره هي نحافة رأس الخيل وصغره نسبياً مما يدلل على رشاقته وجماله، وكذلك قصبة الأنف المقعرة، وسعة المنخران والجبهة العريضة المميزة، تباعد العينيين الواسعتين السوداوين وقصر الأذنان وطول الرقبة التي تملؤها العضلات، وكذلك قصر الظهر والارتفاع الملحوظ للذيل. مشيراً الى أن أهم ما تمتاز به الخيول العربية الأصيلة هو ندرة العقم لديها، وكذلك شفاؤها العاجل من الجروح والكسور لما فيها من البركة، ناهيك عن اكتفائها بالقليل من الطعام والانتفاع به”. أدوات ركوب الخيل يتحدث الشامسي عن أهم أدوات ركوب الخيل، ويقول: “من أهمها “اللجام” الذي يجب أن يكون اللجام مناسباً للجواد وأن يتم تركيبه بشكل صحيح على رأس الجواد، ويستحسن أن يكون مصنوعاً من نوعية جيدة متينة من الجلد. ثم “الشكائم” منها البسيطة والمعقدة، والسرج الذي يحتوي على أنواع عديدة كل له استخدامه الخاص، فهناك سروج خاصة للألعاب الفروسية، وسروج خاصة للقفز على الحواجز، وسروج للأغراض العامة. ولكل سرج من هذه السروج خصائص هامة، وهي ضرورية في تلك المهام، و”الركابات” التي يجب أن تكون الركاب الجلدية متينة وأن تكون كثيرة الفتحات ليسهل تعديلها. والركابات المستعملة من جلد الحيوانات أقوى من الركابات المستعملة من الحديد. إلى جانب كل ذلك هناك الحزام وحبل اللانج واللبادة التي توضع تحت السرج وتتصل به بأحزمة خاصة وغالباً ما تكون مصنوعة من اللباد أو جلد الخرفان أو من قماش خاص. وفي ختام جولتنا الممتعة مع الخيول انتهى ببريق ابتسامة انبعث من عيني ياسر الشامسي، وهو يتأمل خيله ليقول: “الخيل هي الأخرى تزهو بزهو صاحبها، وتتفاخر به كما يتفاخر بها وذلك يبدو من خلال مشيتها الرشيقة وخفتها في عدو المسافات الطويلة، وهذا يدل على عمق التواصل بينهما”. إضاءات يعتبر الحصان العربي من أهم سلالات الخيول الخفيفة في العالم، حيث تتميز هذه السلالة برأسها المميز وذيلها المرتفع وتعتبر بذلك واحدة من أكثر الأنواع السهل التعرف عليها عبر العالم. ترجع الأدلة الأثرية أصول الخيول العربية إلى 4.500 عام، موطنها الأصلي الشرق الأوسط وانتشرت في بلدان العالم، عن طريق التجارة والحروب، واستخدمت للتناسل مع السلالات الأخرى لتحسين قدرات تلك السلالات على الصبر والدقة والسرعة، وتمتلك عظاما قوية ودما عربيا أصيلا، وهي الأكثر حضورا حاليا في سباقات ركوب الخيل. نشأت الخيول العربية في الصحراء على يد البدو العرب الرحل، وغالبا ما كانت تعيش معهم في الخيام لتوفير المأوى والحماية، هذا الارتباط الوثيق بينها وبين البشر جعلها أكثر تعلما وطاعة لهم، حيت كان يستخدمها العرب في الحروب، وهذا ما يدفع مربي الخيول حاليا للالتزام مع الخيول العربية بنفس الطريقة التقليدية المتميزة بالكفاءة والاحترام. انضباط هذه الخيول جعلها تعتبر من أقوى السلالات في مسابقات الفروسية والعديد من المجالات الأخرى، وهي واحدة من أكبر عشر سلالات الخيول الأكثر شعبية في العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية، كندا، بريطانيا، أستراليا، أوروبا، أميركا الجنوبية (خصوصا البرازيل)، وأرضها الأصلية الشرق الأوسط.
المصدر: الشهامة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©