جدّدت دولة الإمارات العربية المتحدة مساندتها للجهود الدولية كافة الرامية للتخفيف من الفقر وتداعيات ارتفاع أسعار السلع الغذائية على الأمن الغذائي· وطالبت بإعادة النظر في خيار إنتاج الوقود الحيوي، وإجراء دراسات علمية متأنية وشاملة حول جدوى اعتماد هذا الخيار لضمان عدم المساس بالأمن الغذائي والبيئة والموارد الطبيعية·
وقال معالي الدكتور راشد بن أحمد بن فهد وزير البيئة والمياه في المؤتمر المعني بالأمن الغذائي العالمي وتحديات تغير المناخ والطاقة الحيوية والذي افتتح في روما الثلاثاء الماضي إن الأمن الغذائي العالمي تعرض خلال السنوات الماضية إلى كثير من الضغوط والتحديات، ومواجهة هذه الضغوط والتحديات تفرض على المجتمع الدولي العمل بصورة أكثر جدية وبأقصى سرعة ممكنة من أجل التخفيف من وطأتها، خصوصاً بالنسبة لمجموعات السكان الأكثر فقراً والأكثر معاناة نتيجة انعدام الأمن الغذائي·
وقال بن فهد: ''إنه من غير المقبول ونحن نعيش في عالم يتسم بالوفرة ويسوده التقدم العلمي والتكنولوجي أن نرى أكثر من 850 مليون شخص من إخواننا يعيشون بين ظهرانينا وهم يعانون الفقر والجوع وسوء التغذية''·
وشكر بن فهد منظمة الأغذية والزراعة الدولية ''الفاو'' على حشد الجهود العالمية للتصدي لمشكلة ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتوفير الغذاء لهؤلاء الجياع·
وأكد راشد بن فهد أن حكومة دولة الإمارات، وانطلاقاً من توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' تستجيب دائماً للنداءات التي تطلقها المنظمات والهيئات والدول أثناء الكوارث والصراعات المدنية، وذلك بتقديم المساعدات الغذائية وإنشاء المشروعات الإنمائية في مختلف الدول دون تمييز في اللون أو الدين أو العرق·
وقال: إن القيادة الحكيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة قامت في الآونة الأخيرة بتقديم الدعم العيني والإنمائي، المتمثل في المواد الغذائية لكثير من الدول التي تعرضت بشدة لارتفاع أسعار المواد الغذائية وارتفاع أسعار الطاقة، وكذلك إنشاء المشروعات الإنمائية للدول المتضررة من الكوارث الطبيعية·
كما تضخ الدولة استثمارات كبيرة في مشاريع زراعية مشتركة مع تلك الدول وتقديم قروض ومساعدات لتطوير مختلف المجالات في تلك الدول·
وقال راشد بن فهد: إن الإمارات أدركت أهمية الأمن الغذائي، وإيجاد الموارد والوسائل التي تحقق لها هذا الأمن، وبالرغم من الظروف المناخية الصعبة التي تعاني منها دولة الإمارات العربية المتحدة نتيجة موقعها الجغرافي، إلاّ أنها عملت جاهدة على مدى سنوات لتحقيق نهضتها الزراعية وتهيئة الظروف المناسبة لنجاح هذه النهضة من خلال سياسة مرنة ومتوازنة تراعي الاعتبارات البيئية· وأشار معالي الوزير إلى أن استصلاح مساحات شاسعة من الأراضي الصحراوية وزراعتها، أديا إلى مضاعفة مساحة الأراضي المزروعة عدة مرات في أقل من ثلاثة عقود، وحققت دولة الإمارات من خلال هذه النهضة نسباً معقولة من الاكتفاء الذاتي في العديد من المنتجات الزراعية والأسماك والتمور، والدواجن والألبان·
وقال: إن دولة الإمارات العربية المتحدة، وبالرغم من كونها إحدى الدول الرئيسة المصدرة للنفط، فقد كانت على الدوام تقف إلى جانب البحث عن خيارات داعمة للوقود الأحفوري، لضمان استمرار عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في دول العالم، وأشار إلى اهتمام الإمارات بالطاقة المتجددة، ومن أهم هذه المشاريع إنشاء شركة أبوظبي لطاقة المستقبل المعروفة باسم ''مصدر'' والتي تقود جهودنا في هذا المجال·
وقال معالي وزير البيئة: إن المؤتمر يعقد في ظل تزايد المخاوف من انعدام الأمن الغذائي، وتفاقم حدة الجوع التي يعاني منها ملايين الفقراء حول العالم، وهو يمثل فرصة مهمة لوضع هذه القضية المهمة في مقدمة جدول أعمال المجتمع الدولي، وحشد الجهود لإيجاد الحلول المناسبة لها، وللوصول إلى فهم أفضل للروابط والآثار المتبادلة بين الأمن الغذائي وتغير المناخ والطاقة الحيوية، وللاتفاق على الخطوات الواجب اتخاذها لوضع وتنفيذ سياسات وبرامج للأمن الغذائي·
وأكد بن فهد دعم الإمارات لمبادرة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بإنشاء فريق متخصص لدراسة تداعيات هذه المشكلة العالمية
عدد اليوم
