الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إيران.. والصواريخ السورية!

19 مارس 2014 23:25
نيكولاس بلانفورد بيروت – لبنان سلّطت السفينة «كلوس- سي»، التي صادرتها إسرائيل الأسبوع الماضي، وزعمت أن على متنها حمولة أسلحة شملت 40 صاروخاً سوري الصنع من طراز «إم - 302»، الضوء على صناعة الصواريخ السرية في سوريا. وتدّعي إسرائيل أن صواريخ «إم 302» تم تهريبها من سوريا إلى إيران قبل تحميلها على متن السفينة التي ترفع علم بنما في ميناء إيراني. ويثير ذلك تساؤلاً عن سبب إرسال طهران صواريخ سورية الصنع، حسبما زعمت إسرائيل، إلى «حماس» في قطاع غزة، على رغم أن إيران تنتج صواريخها الخاصة. وتكمن الإجابة على هذا التساؤل في الروابط شديدة الوثاقة بين سوريا وإيران في أنشطة البحث في الصناعة الصاروخية وتطويرها وإنتاجها، إلى جانب نجاح دمشق في تعزيز نطاق ترسانتها. وأوضح الخبير الإسرائيلي في الدفاعات الصاروخية، ومؤسس ومدير برنامج الصناعة الدفاعية الخاص بالصواريخ طويلة المدى، أوزي روبين، أن صناعة الصواريخ السورية ذات كفاءة جيدة، إذ تمكن السوريين من عمل تصميمهم الخاص، وهو ما يمكن رؤيته في الحرب الأهلية الدائرة. وبدأت سوريا الاستثمار في ترسانة الصواريخ الإستراتيجية في بداية الثمانينات، مدركة أن التسليح الروسي لجيشها لا يصلح في مواجهة عدوتها اللدود إسرائيل. وللتصدي إلى القوات النظامية الإسرائيلية المتفوقة، حصلت دمشق على صواريخ باليستية مثل «سكود»، وبدأت تطوير رؤوس مزودة بأسلحة كيميائية. وتوسّعت الصناعة الصاروخية في سوريا بعد أن أصبحت دمشق وحليفتها طهران أكثر قرباً تحت قيادة الرئيس السوري بشار الأسد، الذي تولى السلطة في عام 2000. ووقعت الدولتان اتفاقية دفاع مشترك في عام 2006، إلى جانب اتفاقية تعاون عسكري في العام التالي. ومنذ عام 2000، أصبحت سوريا مورداً رئيساً للصواريخ متوسطة المدى مثل «أوروجانز 220 مم» و«إم-302» إلى «حزب الله» في لبنان. وأثناء حربه في عام 2000 مع إسرائيل، أطلق «حزب الله» صواريخ غالبيتها سورية الصنع على إسرائيل، وكان أكثرها انتشاراً في العمق هو الصاروخ «إم -302» الذي وصل إلى مدينة «هديرا»، على بعد 50 ميلاً من الحدود الجنوبية للبنان. وأشار «روبين» إلى أنه منذ ذلك الحين، طورت سوريا أشكالاً مختلفة من «إم -320»، إيذاناً بعهد جديد من التطور في هذا المجال. ويبلغ مدى النسخة الأحدث من صواريخ «إم - 320» 134 ميلاً، على رغم أن الصواريخ التي تم اكتشافها في «كلوس – سي» يبلغ مداها بين 55 إلى 100 ميل فقط، وهو ما يزيد على مدى صواريخ «فجر» إيرانية الصنع. ويؤكد المسؤولون الإسرائيليون أن هذا المدى من شأنه أن يمكن المسلحين في غزة من إطلاق صواريخ على القدس وتل أبيب. ويعتبر مركز الأبحاث العملية السوري الذي تديره الدولة هو المسؤول عن الأبحاث الصاروخية وتطويرها، بما في ذلك الصواريخ أرض-جو. وحسبما أفادت دورية «جينز ديفنس» الأسبوعية، تجري سوريا أبحاثاً على صواريخ تعمل بالوقود الجاف والتي ستكون أسرع في إطلاقها ويصعب اكتشافها مسبقاً. وأوضحت الدورية أن هذه الصواريخ ستكون أكثر عملية بالنسبة لمنظمات مثل «حزب الله» في ضوء المراقبة الاعتيادية من قبل إسرائيل باستخدام الطائرات من دون طيار. وبعد حرب عام 2006 بين إسرائيل و«حزب الله»، زادت إسرائيل إنتاجها من الصواريخ طويلة المدى، بما في ذلك الصاروخ «إم 600»، وهي النسخة السورية من صواريخ «فاتح» الإيرانية. ويمكن لصواريخ «إم -600»، التي تشير تقارير إلى أنه تم نقلها إلى «حزب الله» في عام 2009، حمل رأس زنتها 1100 رطل لمسافة 150 ميلاً، كما أنها مزودة بنظام توجيه يكون دقيقاً في حدود 500 ياردة لأقصى نطاق. وقلما تكشف سوريا عن قدراتها الصاروخية، إذ تجري اختباراتها وتدريباتها العسكرية بعيداً عن الأعين، وعلى رغم ذلك، منذ بدء الاضطرابات في سوريا قبل ثلاثة أعوام، بثّ النظام عدداً من التدريبات العسكرية على شاشات التلفزيون، أظهرت غالبية الصواريخ التي تحتوي عليها ترسانته. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©