ضخ بنك اليابان المركزي أمس 146 مليار دولار بعد أن هوت أسعار الأسهم ومواجهة البلاد لطارئ نووي عقب زلزال مدمر يوم الجمعة الماضي وما أعقبه من أمواج مد عاتية في شمال شرق اليابان، فيما أعلنت عشرات الشركات عن وقف عملياتها في اليابان.
وضخ البنك المركزي الياباني 15 تريليون ين “146 مليار دولار” في سوق القروض قصيرة الأجل للمساعدة في استقرار النظام المالي في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد بقوة 9 درجات على مقياس ريختر وموجات المد العاتية “تسونامي” التي نجمت عنه.
كان البنك المركزي قد ضخ في البداية 7 تريليونات ين في الصباح، ثم ضخ 5 تريليونات أخرى، بحسب صحيفة “نيكي” الاقتصادية اليابانية. وبعد الظهر. ضخ البنك 3 تريليونات إضافية، وفقاً لما نقلته محطة “إن. إتش. كيه” الإذاعية العامة عن مصادر في البنك المركزي.
وأشار البنك إلى أن هذه الكمية من الأموال هي الأكبر التي يضخها خلال يومٍ واحدٍ لتعزيز الاستقرار المالي. كما قرر البنك زيادة رأسمال صندوق شراء الأصول بمقدار 5 تريليونات ين إلى 40 تريليون ين.
وذكر البنك بعد اجتماعه أمس لمناقشة السياسة النقدية أنه يحاول تحديد تأثيرات الزلزال على الأسواق والمؤسسات المالية والشركات، إلى جانب اتخاذ كل الإجراءات اللازمة للحفاظ على الاستقرار المالي.
في الوقت نفسه، وافقت لجنة السياسة النقدية في البنك المركزي بالإجماع على الإبقاء على سعر الفائدة عند مستوى يتراوح بين 0 و0,1%، كما كان متوقعاً على نطاق واسع. وقال محافظ البنك المركزي الياباني ماساكي شيراكاوا الأحد إن البنك سيسعى بكل ما لديه من وسائل لضمان أن الخفض المقرر في استهلاك الطاقة الكهربائية لن يؤثر على نظام التسوية في بنوك البلاد.
وواصل مؤشر “نيكي” القياسي للأسهم اليابانية خسائره حتى بعد أن أعلن بنك اليابان المركزي زيادة برنامجه لشراء الأصول. وهوى المؤشر أكثر من سبعة بالمئة خلال اليوم قبل أن يغلق على 9460 نقطة بانخفاض 6,98 بالمئة. وجرى تداول مستوى قياسي بلغ 4,88 مليار سهم في بورصة طوكيو للأوراق المالية، مع إقبال المستثمرين على بيع الأسهم بكميات هائلة. وهبط مؤشر “توبكس” الأوسع نطاقاً 7,49% لينهي التعاملات على 846,96 نقطة.
من ناحيته، تعهد أتسوشي سايتو رئيس بورصة طوكيو للأوراق المالية باستمرار عمل البورصة رغم الزلزال المدمر الذي تعرضت له اليابان. وأضاف “نظراً لآن هذه الأسهم (اليابانية) يتم تداولها خارج الحدود، فإنه من مسؤوليتنا أن نتيح أكبر قدر من فرص التداول للعملاء، بحيث تكون البورصة الأم في اليابان قادرة على تشكيل أسعار مناسبة تعكس آلية العرض والطلب بين المستثمرين”.
إلى ذلك، أوقف العديد من الشركات اليابانية أعمالها أمس بعد أن دمر الزلزال العشرات من المصانع وانقطاع الطاقة الكهربائية. وتخطط شركة “طوكيو إلكتريك باور” في البدء في ترشيد الطاقة، بحسب الوقت والمنطقة في منطقة طوكيو الكبرى، في الوقت الذي تجاهد فيه شركة مرفق الكهرباء من احتمال حدوث انصهارات نووية في مفاعلاتها الذرية في مقاطعة فوكوشيما. وقالت الشركة واختصارها “تيبسكو” إنها ستحاول تعويض النقص الحاد في إنتاج الطاقة في ظل إغلاق المحطات النووية.
وذكرت وكالة أنباء “كيودو” اليابانية أن شركة “تويوتا موتور كورب” قالت إنها ستوقف الإنتاج في كل مصانعها المحلية حتى يوم الأربعاء، إذ تسعى شركة صناعة السيارات إلى تحقيق السلامة لعمالها وأفراد أسرهم في المناطق التي ضربها الزلزال. وقالت الوكالة إن التوقف هذا لمدة ثلاثة أيام من شأنه أن يتسبب في خسارة إنتاجية قدرها 40 ألف سيارة لدى أكبر منتج للسيارات في العالم.
وأضافت الوكالة أن شركتي “هينو موتورز” و”دايهاتسو موتور” التابعتين لشركة “تويوتا” قالتا إنهما سيفعلان الأمر نفسه، بينما قالت “إيسوزو موتورز” للسيارات إنها ستوقف الإنتاج المحلي حتى يوم الجمعة المقبل. كما أوقفت شركة “هوندا موتور” عدداً من المصانع المحلية بسبب نقص قطع الغيار القادمة من مصانع بالمنطقة التي تعرضت للزلزال.
وأوقفت “سوني كورب” العملاقة للإلكترونيات نشاطها في مصنعها لشرائط اللصق الصناعية في مدينة كانوما الواقعة في شمال طوكيو، بينما قررت “توشيبا كورب” للأجهزة الإلكترونية إغلاق مصانعها بما فيها خط إنتاج أجهزة تلفزيون الشاشات المسطحة في مصنعها في فوكايا الواقعة أيضاً شمال طوكيو. كما أغلقت سلاسل متاجر عملاقة بما فيها “إيستان ميتسوكوشي هولدنجز” متاجرها في منطقة العاصمة طوكيو.
إلى ذلك، قالت وكالة “ستاندرد آند بورز” للتصنيف الائتماني إن زلزال اليابان ترك تأثيراً مالياً واقتصادياً على البلاد، لكن ذلك لن يؤثر بشكل فوري على تصنيفها للدين السيادي الياباني عند -AA. وقالت الوكالة “ربما تكون الآفاق الاقتصادية تضررت، لكن في غياب ضرر ممتد للاقتصاد الكلي فسيظل الأمر في نطاق مستوى التصنيف الحالي”.
عدد اليوم
