الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حديقة «ميراكل جاردن» مساحة إبداع تتغنى بألحان الطبيعة

حديقة «ميراكل جاردن» مساحة إبداع تتغنى بألحان الطبيعة
12 مارس 2013 00:06
حديقة دبي "ميراكل جاردن" الحديقة المعجزة كما يطلق عليها، حيث يكمن إعجازها في إطلالتها وجمالها اللافت، بما تزخر به من تشكيلات لونية مختلفة من الزهور التي تعد أحد أهم العناصر التي استخدمت في عملية نسج وتشكيل هذه الحديقة التي تعتبر واحدة من مشاريع "دبي لاند"، وتقع على مقربة من المرابع العربية، ومطلة على شارع الشيخ محمد بن زايد. هذه الأيقونة البديعة من الحديقة تنفرد عن غيرها من الحدائق التي تزخر بها دبي، فهي تضم أكثر من 45 مليون زهرة مختلفة الألوان والأشكال التي تزرع بعض منها أول مرة في منطقة الخليج. يمتع الزائر ناظريه بتلك التصاميم الإبداعية والمختلفة المتواجدة بحديقة دبي “ميراكل جاردن”، والتي تقع على مساحة تصل إلى 72 ألف متر مربع، وتخترقها ممرات للزوار يبلغ مجمل طولها أربعة كيلومترات، وتتميز هذه الحديقة بأنها نسجت من منطلق الحب والتقدير والولاء لهذا الوطن ورموزه ومؤسسيه، حيث تبدو ملامح الحديقة تسير في جوانبها على نحو يبرز فيه قيمة هذا الوطن، فيما لم تغب عنها بعض التشكيلات البديعة المتنوعة التي تحاكي الطبيعة بتفاصيل دقيقة، نتوقف عندها مبهورين باليد التي شكلتها وقلمتها، لتقدم لنا نموذجاً لأشكال هندسية وأخرى تصور لنا مجسمات فنية مختلفة نجدها في أماكن عدة من الحياة، إلى جانب الأسوار المتتابعة المتسلسلة التي حملت أكاليل الزهور البديعة مما خلقت روحاً جمالية بين ثنايا المكان.. أسوار من الزهور هذا التنوع الجذاب لعناصر الحديقة جلب المتعة والابهار في صفوف الزوار، الذين تسابقوا في التقاط الصور وتدوين تلك المعجزة في ذاكرة عدساتهم. حتى أسوارها لا تقل براعة عما تحتضنه الحديقة من تفاصيل، هذه الأسوار تم تشكيلها أيضا من الزهور حيث يصل ارتفاعها إلى ثلاثة أمتار، فيما يمتد هذا السور لمسافة 800 متر. فهذه الحديقة تمثل نبعا مستفيضا من الرقة والجاذبية والنعومة، التي تجلت في مكوناتها الراسية على واحة صحراوية متحدية الظروف المحلية، ومحولة تلك البيئة إلى واحة ملونة تشع فيها البهجة والحياة ومشاهد تأنس لها العين وتسكن لها النفس. فكل مشهد وكل قطعة وكل زاوية وكل عنصر فيها تجعل الزائر لها يتوقف مستسلما لذلك الجمال وتلك البراعة التي شكلتها أنامل الفنانين من المهندسين والخبراء الذين برعوا في رسم ملامح الحديقة بزهور أبدع فيها الخالق عز وجل وأوجدها، لتتوسد هذا المكان بحمالها وروعتها. ألوان بديعة توقفنا في ثنايا هذه الحديقة لتبوح لنا بأسرارها وجاذبيتها، المعقودة بكل نعومة، في كل لمحة وتشكل هذه الفنون التي تجلت في دقة تصميمها، فعند الولوج إلى ساحتها الداخلية، نشاهد مجموعة زاخرة من الزهور بألوان بديعة ومختلفة تشكل منظومة بديعة من الزخارف والخطوط الهندسية الأفقية منها والرأسية، عدا عن المنحنيات التي تأخذنا في جولة ممتعة حيث تجابهك الزهور من كل حدب وصوب، وكأنها ترحب بك، وتمدك بالحيوية والنشاط، وتتوزع على الجوانب تشكيلات الزهور مخروطية الشكل تتدلى منها خيوط من الألوان المختلفة، أيضا هناك مجموعة من السلال المحملة على ذراع حديدية تحمل باقة زاهية من الأكاليل، فيما يغطي المكان مزيدا من الفن والإبداع لنطل على منظر كلاسيكي تمت تغطيته بشكل ناعم من باقات الزهور، وتطالعنا من بعيد قمة هرمية من الزهور والتي يبلغ ارتفاعها 10 أمتار ومساحتها 144 متراً مربعاً. وتتنوع طريقة زراعة هذه الزهور، فمنها ما هي متدلية من على منصات وحاملات خاصة، ومنها ما زرعت في الأرض مباشرة، لخلق نوع من التمازج والتنوع في طريقة عرض هذه الزهور، التي خرجت عن الطريقة الاعتيادية في تقديمها، حيث نشاهد روح الابتكار والإبداع تغلب على تصاميم هذه الحديقة. أقواس القلوب ومن أبرز المعطيات والمحطات التي يمكن أن تشدك، هي الأقواس التي تتخذ شكل القلوب، وهي مزدانة بالزهور المتسلقة والزاحفة عليها، والتي يعتليها ممر طويل في نهايته تظهر صورة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقد شكلت اللوحة من الزهور الطبيعية بألوان مختلفة وبدقة متناهية، حبا وتقديرا لمؤسس الدولة، والذي يظل ذكرى تبقى عالقة في القلوب، تتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل، فيما عبرت أقواس القلوب العملاقة عن الإمارات السبع التي تشكلت منها دولة الاتحاد، في إشادة عن مدى التلاحم والترابط والمحبة، فهي لا تزال تسير على عهد ونهج المؤسس الراحل. ويطلعنا على تلك الإيقونة البديعة مهندس المشروع فرحان شهزاد، حيث أشار إلى جمال وقيمة حديقة الزهور التي صممت بطريقة مبتكرة ومميزة، ما جعلها واحدة من أروع الحدائق في العالم، فهي مرشحة للدخول إلى موسوعة جينيس للأرقام القياسية العالمية من خلال “هرم الزهور” الذي يصل ارتفاعه إلى 10 أمتار بقاعدة مساحتها 144 مترا مربعاً. زهور نادرة هذه الحديقة صممت مساحتها وفق دراسة منهجية علمية دقيقة، حتى تظهر وتتجلى بهذه الصورة وهذا المنظر البديع، حسبما قال شهزاد موضحاً أنه تم جمع الأفكار بعناية تامة، حول تفاصيل الحديقة وتوزيعاتها، وكذلك تقنية زراعة وانتقاء هذه الزهور وفقا لقدرتها على مسايرة المنظر أو الشكل المطلوب، بحيث تقدم شكلا جذابا وممتعا في نهاية اللوحة، وجاءت الزهور بأشكال وألوان مختلفة، ونماذج من القباب التي تم تغطيتها بنباتات عشبية مزهرة، وأيضا مجموعة من الخيم ومجسمات لمكعبات، وأيضا محطة للسيارات الكلاسيكية المتشحة بالزهور التي منحت الحديقة تنوعا في مكوناتها، عدا عن الخطوط والزخارف وصور للنجوم والصقور التي خطت به أرضية الحديقة. من بين أنواع الزهور النادرة والعديدة التي رسمت بها ملامح الحديقة، نجد زهرة Calendula وهي من النباتات التي يمكن أن تتأقلم مع ظروف البيئة المحلية وتحتوي أجناسا عدة وتتنوع بين 12 و20 نوعا، وهي من الزهور الموسمية، كما تتوزع أيضا في المكان زهرة “البتونيا” بمختلف ألوانها وتدريجاتها اللونية، وأول مرة على مستوى الخليج تدخل البتونيا السوداء وتتواجد بين زهور هذه الحديقة، وتعتبر البتونيا من النباتات المعمرة العشبية المزهرة الأكثر شعبية في العالم، ذات الأزهار الجرسية، وهي تزهر من الربيع حتى الشتاء وتعطر الأجواء برائحتها الرائعة، كما أنها سهلة النمو سواء في أرض الحديقة أو في الأصص، وتحتاج إلى كثير من ضوء الشمس من 5 – 6 ساعات يومياً، حيث تنتج النبتة أزهارا أقل في الأماكن الظليلة، كما لا تحتاج هذه الزهرة إلى تربة غنية بالمواد الغذائية، فيكفي أن تكون التربة جيدة الصرف، فيما يستعمل التسميد كل ثلاثة أسابيع مرة واحدة في حالة زراعة النبات في أرض الحديقة، أما في حال زراعتها في الأصص فيفضل تسميدها مرة كل أسبوعين. وقد تمت زراعتها في السلال بحيث تتدلى منها الزهور بشكل رائع وملفت، وأيضا تمت زراعتها في الأرض مباشرة وفقا للتصاميم والشكل المطلوب. زهرة إبرة الراعي تضم الحديقة أيضاً، زهرة إبرة الراعي Geranium. وهي عشبة حولية تتمتع برائحة قوية، ساقها دقيقة، حمراء منتفخة عند العقدة، والأوراق خضراء فاتحة مفصصة، والأزهار وردية وبنفسجية. موضحاً شهزاد أن هناك أنواع أخرى أيضا كالماري جولد والكلويس وزينيا، وكلدونيا، ولوبلينا والكثير غيرها، حيث تم تشكيل الحديقة بـ45 مليون زهرة و60 لوناً. وقد اتخذت كل الزهور موقعها في تصميم الحديقة، بحيث يظهر العمل بطريقة لافتة ومتميزة. وراعينا أن تكون هذه الزهور تتأقلم مع ظروف البيئة المحلية في هذا الوقت من السنة. وتم اعتماد نظام ري حديث ومتطور بحيث تروى كل الزهور عبر نظام ري آلي، وتتم تغذيتها باستمرار. حديقة الفراشات التحدي الذي واجهنا في إنشاء هذه الحديقة، هو ملوحة التربة، بالاضافة إلى تجمع الماء في عمق معين من التربة والتي يمكن أن تؤثر سلبا على جذور النباتات، ولكن استطعنا التغلب على هذه المعوقات، هذا ما أوضحه مهندس المشروع شهزاد وقال: كما استطعنا أن نجهز هذه الحديقة في أقل من 90 يوما، وهذا تحد كبير في حقيقة الأمر. كما حاولنا أيضا توفير 70% من مياه الري وذلك بالاستفادة من البخار في إعادة ري الأزهار. ويضيف: من المقرر أن تتضمن المرحلة الثانية من الحديقة إضافة مزيد من المرافق مثل “حديقة الفراشات” وركن الألعاب للأطفال ومجموعة من المنافذ التجارية والمطاعم، والتي سيتم الانتهاء منها في أكتوبر 2013 .أما الخطوة الثالثة من المشروع وهي عمل حديقة مغطاة بحيث تحوي مزرعة للفراولة والطماطم والتفاح والكثير غيرها، وستتيح هذه الحديقة فرصة للزائر أن يلتقط بنفسه ثمار الفواكه والخضراوات ويتعرف على طريقة زراعتها. بالاضافة إلى إنجاز حديقة متحركة تسير على نظام ديناميكي، فالزائر سيرى مناظر مختلفة للزهور كل خمس دقائق، حتى لا تقل الحديقة جمالاً سواء في الليل أو النهار، وقد أسهمت الإضاءات في إبراز رونق وبهاء حديقة الزهور ليلا، بحيث يستمتع الزائر في أجواء هادئة برفقة أسرته وأصدقائه.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©