الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسبوع المرور الخليجي.. دعوة متجددة للسلامة والحفاظ على الأرواح

أسبوع المرور الخليجي.. دعوة متجددة للسلامة والحفاظ على الأرواح
12 مارس 2013 13:52
انطلقت منذ أيام فعاليات أسبوع المرور الخليجي على مستوى الدولة، ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، تحت شعار «غايتنا سلامتك»، داعية جمهورها المستهدف إلى أهمية سلامتهم، وحثهم على توخي الحذر، واتباع قواعد السير على الطرقات. وتحمل فعاليات أسبوع المرور دعوة متجددة للسلامة والحفاظ على الأرواح، إذ أن الحوادث المرورية، وما يترتب عليها من آثار مدمرة تشغل بال المجتمعات كافة، فالمخاطر تنعكس بصورة سلبية على أصحابها، خاصة أن أكثر حالات الوفاة تحدث على الطرقات بسبب السرعة الزائدة، وعدم الالتزام بالقواعد، التي تضمن سلامة مرتادي هذه الطرق، وفي ظل الآثار التي تُلقي بظلالها على أسر الضحايا بات من الضروري تعديل السلوك المروري، وذلك بالتوعية، ونشر ثقافة السلامة والأمان. الاحتفالات بأسبوع المرور التاسع والعشرين لدول مجلس التعاون الخليجي التي يتم تنظيمها تحت شعار «غايتنا سلامتك»، تهدف إلى تعزيز الجهود المبذولة للارتقاء بسلوك مستخدمي الطريق، وزيادة الوعي والتثقيف العام، باستخدام أحزمة الأمان والخوذة وخفض السرعة، والعبور الآمن للطريق وعدم تجاوز الإشارة الضوئية، وترك مسافة كافية والانحراف المفاجئ والانتباه أثناء القيادة، وغيرها من المخاطر التي تتسبب في وقوع الحوادث المرورية بما يؤدى إلى خفض نسبها وما ينتج عنها من وفيات وإصابات بليغة. وقال العقيد خميس إسحاق محمد، نائب مدير مديرية المرور لشرطة أبوظبي، إن الفعاليات تشهد إطلاق أربع مبادرات خلاّقة للوصول إلى الهدف المنشود في الحد من الحوادث المرورية، وإعطاء المجتمع زمام المبادرة وأخذ دوره في تحمل المسؤولية تجاه قضايا السلامة المرورية، وتشمل تلك المبادرات «العائلة الأفضل مرورياً، مجمع العمال الأفضل مرورياً، السائق الشاب الأفضل مرورياً، المدرسة الأفضل مرورياً»، مشيراً إلى أن فعاليات أسبوع المرور تم إعدادها بطريقة مبتكرة للتعريف بالمبادرات المجتمعية، كما يشتمل برنامج الاحتفال على عرض أفلام وثائقية والعديد من الفقرات، التي تبرز الخطط الاستراتيجية وآلية عمل شاملة، من شأنها الارتقاء بالمشهد المروري في إمارة أبوظبي، بما يدعم النتائج الإيجابية لبرنامج «معاً» للحد من الحوادث المرورية، الذي أسهم بصورة فاعلة في رفع نسبة الوعي المروري، مما أدى إلى انخفاض وفيات الحوادث المرورية بنسبة 19% خلال العام الماضي 2012 مقارنة بعام 2011». وحول مجال التوعية المرورية، بين العقيد خميس أن مرور أبوظبي يعتبر الرائد في مجال التوعية المرورية من خلال شبكات التواصل الاجتماعي عبر برنامج مرور أبوظبي للتوعية المرورية على الفيس بوك والتوتير واليوتيوب، للارتقاء بسلوك السائقين بصفة عامة، خصوصاً السائقين الشباب، وبالتالي تحقيق سلامة مرورية مستدامة للمحافظة على حياة الإنسان الذي يعتبر أهم ثرواتنا وغاية التنمية. حملات ناجحة وبين استشاري الطب الوقائي والصحة العامة، خبير استراتيجيات السلامة المرورية الدكتور يوسف إسماعيل الحوسني أن حملات التوعية تعكس اهتمام القيادات والمؤسسات والدول بصفة عامة بالاهتمام بالعنصر البشري من أجل حماية الأرواح، ووقف نزيف الدماء في الشوارع، حيث يتم استهداف الفئات العمرية الشابة ضمن برامج التوعية، على أساس أن هذه الفئة تتسبب في حوادث دامية على الطرقات. ويلفت إلى أنه من الضروري أن تكون هناك عمليات مدروسة من جميع الجوانب، ومن ثم وضع الخطط ليعقب ذلك التطبيق على أرض الواقع، ويأتي بعد ذلك دور عملية المراقبة وتقييم الحملات حتى نرى النتائج واضحة، وهذه المراحل مهمة لكي لا تضيع الجهود المبذولة، ولذلك، فإنه منذ سنوات طويلة، وعقب الانتهاء من أي مشروع يهدف إلى توعية الناس بمخاطر حوادث المرور، نجد أن المختصين يقومون بعمليات تقييم مستمرة من أجل مقارنة النتائج بالمؤشرات، لكي يتم الوصول إلى نتيجة تؤدي إلى تقليل حالات الوفاة، وفي النهاية نصل إلى الرؤية الصفرية، أي مرحلة الإصابات الخفيفة التي لا تتطور إلى حالات حرجة، ويؤكد الحوسني أن قيادة المركبات تتبع السلوك الحضاري، فالتعامل معها لا يختلف عن تعامل المرء مع أسرته في البيت، أو مع جيرانه، أو مع أي إنسان آخر، بحيث يتطلب منه انتهاج سلوكيات حميدة لا تجافي الذوق ولا تلحق الأذى بالآخرين. ويقول: «الحملات المرورية في الدولة نجحت على المدى الطويل من خلال منظومة متكاملة عبر الدوريات المكثفة من إدارة المرور وانتشار الرادارات ما أشعر كل مرتادي الطرق بالخوف من المخالفات، وما من شك في أن عملية التثقيف لها دور حيوي في رفع مستوى كفاءة الأفراد في التعامل بذكاء أثناء السير على الطرقات، فالجميع يعلمون أنهم لن يفلتوا من العقاب في حال تخطيهم الإشارة الحمراء، أو زيادة السرعة عن الحد المسموح، أو عدم ربط حزام الآمان، وغيرها من الأشياء المفروضة على قائد أي مركبة، وما من شك في أن السلوكيات الفردية التي تنتج عن عدم الوعي واللامبالاة تترك آثاراً سيئة، فلم نزل نشاهد الأطفال يقودون السيارات خصوصاً عند حلول المساء، وهذه ظاهرة تترتب عليها أضراراً مادية وجسمانية، لذا يجب عدم تدليل الأبناء والإفراط في تلبية مطالبهم، خصوصاً في الأمور التي تتعلق بسلامتهم وحياتهم بوجه عام. ويرى أن أسبوع المرور الخليجي يسهم في نشر الثقافة المرورية والوعي المروري بين أفراد المجتمع كافة، حيث إن التعرف على مختلف القوانين والأنظمة المرورية تحت إشراف مختصين ومن رجال المرور والدوريات والتثقيف والإعلام المروري يخلق وعي كامل بمخاطر الحوادث والمخالفات المتعمدة، فالقيادة الوقائية تعني في مجملها السلامة، وكلنا يعلم أن السرعة الزائدة عن الحد تؤدي في أغلب الأحيان إلى الموت، والهدف الرئيس لدينا جميعاً أن تتبع كل الفئات العمرية قواعد المرور، فهي ضمان لكل إنسان في أن يصل إلى أي مكان في أمن واطمئنان. قيادة آمنة ويقول علي الزعابي موظف، «إن الالتزام بقوانين المرور يحفظ حياتنا وحياة الآخرين من الهلاك، إذ بات السباق على الطرقات بين السيارات في أيها تتخطى الأخرى، يقلقنا جميعاً ويشعرنا بخطر كبير، ما يستلزم أن نضع نصب أعيننا خطأ غيرنا، وعن نفسي أحاول قدر المستطاع الحد من السرعة وعدم تجاوز المسموح منها مهما كانت الظروف». ويضيف: «من المثير للشفقة في هذه الأيام أن القيادة بلا حوادث أصبحت صعبة للغاية، إذ إن الانتباه وحده لم يعد يكفي بسبب تهور أصحاب المركبات، وصراع بعضهم من أجل تجاوز الإشارة الحمراء، ورغم القوانين الرادعة، إلا أننا في حاجة إلى توعية أكبر وتثقيف الناس، فما من شك في أن الثقافة المرورية مثل أي لون آخر من الثقافة يجب أن يلم بها أفراد المجتمع كافة، ويرى أن وزارة الداخلية تبذل جهوداً جبارة في هذا الصدد، وتحاول أن ترغب الجميع في توخي الحذر، وإدراك خطورة العبث على الطرقات، فتطلق الحملات التي من شأنها أن ترد المتهورين إلى التعقل وإعطاء الطريق حقه، ويعتقد الزعابي أن أسبوع المرور الخليجي سيحقق أهدافه لأنه يصب في مصلحة الجميع ويدفعهم نحو القيادة الآمنة». ومن جهته، يشير جرير الكعبي موظف، إلى أنه من الضروري أن تكون الطرق أكثر أماناً ومزوده بأحدث التقنيات من أجل إرشاد قائدي المركبات، تجنباً إلى حدوث حالات وفاة أثناء السير، ويلفت الكعبي إلى أن عوامل الأمان جميعها متوافرة في الإمارات خصوصاً بعد التوسعات التي شهدتها العديد من الشوارع، ونحن نفخر بذلك، وعندما نسافر إلى دول متقدمة جداً نجد أن خدماتنا لا تقل أبداً عن الخدمات المقدمة فيها، بل وفي أحيان كثيرة نتفوق عليهم، لكن نحن في حاجة ماسة إلى إجراء دراسات موسوعة حول أسباب حوادث المرور المروعة، والتي تطالعنا بها وسائل الإعلام بين الحين والآخر، إذ إن هذه الحوادث تخطف أرواح أبنائنا، وتكبدنا خسائر في الأرواح تنفطر لها قلوبنا وتجعلنا في حالة من الوجوم والقلق، وتبث في نفوسنا الرعب. ويرى أن طباعة نشرات تثقيفية بشكل دوري وتوزيعها يساعد بشكل كبير على إلمام الناس بكيفية تفادي المخاطر الناتجة عن الأخطاء المتكررة التي تحدث على الطرق، فالسلامة المرورية هي استراتيجية نحرص عليها جميعاً حتى نعبر أزمة الخوف التي تتجسد في قلب كل أم يمضي ابنها صباح كل يوم إلى عمله مستقلاً سيارته، ومن ثم العودة في نهاية الدوام، وهي تدعو له بالسلامة وعدم تعرضه للحوادث الأليمة والمزعجة في آن. حماية الأرواح ويتطرق علي عبدالهادي «طبيب» إلى حوادث الدهس التي تتكرر كل يوم بسبب السرعة المفرطة، أو عدم التزام المشاة بالقوانين واللوائح التي تنظم حركة السير في كل الأوقات، ويقول: «إن قطع الطريق من دون وعي من قبل بعض المشاة يعرض حياتهم للخطر، ويسبب الارتباك إلى أصحاب المركبات، لذا، فإن حملات التوعية التي تتجه إلى هذه الفئة وتبصرهم بحقيقة الأخطار التي يعرضون أنفسهم إليها من الأهمية بمكان، فالسير في الأماكن المخصصة للمشاة مثل الممرات والأنفاق يمنحهم السلامة ويحقق لهم عامل الأمان، ويجعلهم بعيدين عن التعرض للاصطدام بالمركبات». وبين أن المسؤولية تقع أيضاً على مرتادي الطرق من أصحاب السيارات، إذ إن السائق من المفترض أن يمنح الأولوية للمشاة، خصوصاً وأن من يتجاوز اللوائح والقوانين يعرض نفسه للمخالفات والغرامات، ولفت إلى أنه يرى مشاهد كثيرة بصفة يومية للذين يجازفون بعبور الطرق دون الاهتمام بأرواحهم، وحجم الخسائر التي يتعرض لها بعضهم في حال اصطدامه بسيارة، ويلفت إلى أن الحملة المرورية التي انطلقت تحت إشراف الإدارة العامة للتنسيق المروري بوزارة الداخلية تحت شعار «سلامة المشاة مسؤوليتنا»، والتي تستمر حتى بداية شهر مارس كان لها صدى كبيراً لدى الجميع، فضلاً عن أسبوع المرور الخليجي الذي يذكّر شرائح المجتمع كافة بضرورة احترام القوانين والتشريعات التي وضعت من أجل حماية الأرواح. سلوكيات متبعة ويعد عبدالرحمن يوسف، حملات التوعية التي تنظم خلال أسبوع المرور الخليجي ذات بعد تثقيفي، حيث تكون النتيجة في النهاية هي تحسين السلامة المرورية، ويضيف: «لنجاح أي مبادرة في نطاق استراتيجية السلامة المرورية لا بد من تكاتف جميع شرائح المجتمع، من أجل الحد من الحوادث، حيث إن احترام إشارات المرور وعدم تجاوز السرعة المقررة وتجنب التجاوزات من دون مبرر، هي سلوكيات يجب أن يتبعها جميع السائقين تجنباً للمآسي التي تحدث بين الحين والآخر على الطرق، ويري عبدالرحمن أن المؤسسات الإعلامية تلعب دوراً مهماً في عملية التوعية فهي معنية بإيصال رسائل للجمهور تحثهم على اتباع التعليمات التي تضمن سلامتهم، خصوصاً بعد انتشار ظاهرة الحديث في الهواتف النقالة في أثناء القيادة، حيث راح ضحية هذا السلوك العديد من الأشخاص، إذ كان يمكنهم إرجاء الرد أو إجراء مكالمات إلى حين الوصول إلى مكان ما، بحيث تتوقف المركبة عن السير لضمان عدم الارتباك أو فقدان التركيز، فضلاً عن أن توزيع النشرات على السائقين له مـردود جيـد ويسهم في زيادة الوعي لديهم باحترام القواعد المرورية العامة. تفاعل الجمهور مع برامج التوعية أوضح نائب مدير مديرية المرور بشرطة أبوظبي، العقيد خميس إسحاق محمد، أن برنامج مرور أبوظبي للحد من الحوادث المرورية نجح في استقطاب الجمهور، حيث بلغ إجمالي المشاركات والتعليقات والمشاهدات على الفيسبوك نحو 6 ملايين و234 ألفا و347، كما بلغ عدد المتابعين للبرنامج على الفيسبوك نحو 1412 متابعا. كما بلغ عدد رسائل التوعية عبر التويتر إلى 800 ألف مستخدم، وعدد المشاهدين لمقطع فيديو على اليوتيوب نحو 6500 مشاهد، مما يدل على التفاعل مع البرنامج التوعوي لمرور أبوظبي. توافر أحدث نظم الهندسة المرورية وعناصر السلامة يرى المستشار القانوني الدكتور إبراهيم حسن الملا، أن الإحصاءات التي ترصد الحالة المرورية داخل الدولة تؤكد حجم الجهود المبذولة من أجل الحفاظ على العنصر البشري الذي يهدف الجميع إلى سلامته وضمان إعطائه الطريق حقه. ويقول: إنني من خلال ارتيادي الطرق بشكل يومي، فإنه من منظوري الشخصي أعد دولتنا الحبيبة الإمارات من الدول المتألقة في مجال السلامة المرورية، وذلك لإنشائها طرقاً آمنة، فضلاً عن استخدامها أحدث النظم سواء من ناحية الهندسة المرورية وعناصر السلامة المرورية كافة، لذا فهي من الدول التي تحتل مراتب عالية في هذا المجال، ويضيف نحن لاحظنا أن عدد الحوادث أصبح أقل مما كان عليه في السابق، والفضل يرجع في ذلك إلى حالة الالتزام التي تسود الشارع، وكذلك القوانين الصارمة التي تفرضها الجهات المعنية، وما من شك في أن الرادارات كان لها دور فعال في رصد المخالفين، ما يعني أن زيادة أعدادها أوجد حالة من الترقب والحذر لدى قائدي المركبات، ويلفت الدكتور الملا إلى أن أسبوع المرور الخليجي الذي يتم الاحتفال به على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية هو فرصة ذهبية لتفاعل مرتادي الطرق مع أهدافه بصورة إيجابية، إذ أن فعالياته التي تشمل حملات التوعية والمحاضرات والنشرات كفيلة بأن تقدم للجمهور كل ما يحتاجه في مجال السلامة المرورية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©